اليمن يعاني انقطاعاً شبه تام للإنترنت

أحمد الأغبري
حجم الخط
0

صنعاء-“القدس العربي”: يعاني اليمن منذ التاسع من كانون الثاني/يناير انقطاعاً شبه تام لخدمات الإنترنت، ما تسبب في تعثر كثير من الأعمال وخاصة الخدمات الإلكترونية التي صارت تنفذ بشكل بطيء كون المتاح من سعات الإنترنت لا يتجاوز 20 في المئة عقب خروج 80 في المئة عن الخدمة نتيجة انقطاع كابل المنفذ البحري الوحيد المزود للإنترنت في اليمن بعدما كانت الحرب قد تسببت بإعطاب أربعة منافذ فيما أعاق التحالف استخدام منفذ وإنشاء آخر حسب مصادر رسمية يمنية.

ونتيجة لذلك لم تعد شركات التحويل المالي قادرة على تنفيذ عملياتها بشكل طبيعي. إذ فرض الانقطاع شبه التام للإنترنت تأخر إرسال واستلام الأموال، ومثلها كثير من الشركات التي تعتمد النظام الشبكي في عملياتها المالية، ما أضطر بعضها لإيقاف المبيعات حتى استعادة خدمات تراسل المعطيات، فيما أوجد بعضها حلولاً بديلة بعيداً عن الإنترنت مستعينة بالوسائل التقليدية.

الصحافة من المهن التي تضررت كثيراً، إذ صار يتعذر تحديث المواقع الإخبارية الالكترونية وفتح الرسائل الإلكترونية طوال أوقات اليوم ما اضطر محررو المواقع الإخبارية للاستعانة بتطبيق واتس آب لتلقي الأخبار من المراسلين ومن ثم الانتظار لحين تيسر فتح الموقع وتحديثه عبر الهاتف غالباً. كما انعكس الواقع على عمل المراسلين الخارجيين والصحافيين عموماً الذين صاروا، في ظل هذا الواقع، أشبه بجزر معزولة مع انقطاع تواصلهم بالعالم لساعات طويلة من اليوم.

ويضطر كثيرٌ من مستخدمي الإنترنت في اليمن للانتظار حتى بعد منتصف الليل أو الصباح الباكر للتمكن من تصفح مواقع التواصل الاجتماعي ومراجعة المواقع ذات الصلة بأعمالهم واهتماماتهم. أما معظم أوقات اليوم فيحتاج المتصفح لوقت حتى يتسنى له فتح ما يريد تصفحه عبر الكمبيوتر.

“ننتظر حتى الساعة الثانية ليلاً لنستطيع دخول نظام الشركة وتوريد بيانات فواتير مبيعات الفرع، لأن ذلك الوقت هو المتاح لنا لاستخدام الإنترنت، أما معظم أوقات اليوم يكون استخدام الإنترنت صعبا”. يقول سعيد، وهو موظف لدى شركة قرطاسية في ميدان التحرير في صنعاء.

وكانت مؤسسة الاتصالات في صنعاء قد أعلنت في التاسع من كانون الثاني/يناير خروج 80 في المئة من سعات الإنترنت الدولية عن الخدمة نتيجة قطع الكابل البحري (فالكون) في منطقة السويس.

فيما أوضحت الشركة اليمنية للاتصالات الدولية “تيليمن” في مؤتمر صحافي عقدته إدارتها في صنعاء في 16 كانون الثاني/يناير الجاري، أن قطع الكابل ناتج عن مرساة سفينة كبيرة في خليج السويس، وأفادت أن الشركة العالمية المشغلة للكابل ما زالت في طور استخراج التراخيص هناك لتحريك سفينة الصيانة باعتبار المكان الذي حدث فيه القطع قريب من ممر السفن في خليج السويس.

وفيما لم يتم توضيح المدة التي سيبقى فيها الوضع الراهن على ما هو عليه، وعد المزود الحكومي للإنترنت “يمن نت” بتعويض مستخدمي الإنترنت بسعات إضافية عقب عودة الخدمة لوضعها الطبيعي.

وعقب أربعة أيام من بدء المشكلة عمل المزود الحكومي على توفير سعات إضافية تم خلالها حل جزء بسيط من المشكلة، وهو ما أصبح معه بالإمكان استخدام محدود جداً للإنترنت، لكن ما زالت سرعة تنزيل وتحميل البيانات بطيئة جدًا باستثناء أوقات ما بعد منتصف الليل حتى الصباح كما سبقت الإشارة.

ويمتلك اليمن، حسب الشركة اليمنية للاتصالات الدولية “تيليمن” سبعة منافذ دولية للإنترنت، ستة منها خارج الخدمة بسبب الحرب المستعرة، وبالتالي لم يكن متبقياً لتزويد البلاد بخدمات الإنترنت سوى الكابل البحري “فالكون” وتسبب انقطاعه بما تعانيه البلاد حالياً.

وبيّنت أن قطع الكابل البحري أثر على خدمات الإنترنت في اليمن والسودان والسعودية والكويت، إلا أن الأثر الأكبر كان على اليمن كونه منفذها الوحيد لتزويدها بالإنترنت بينما تلك الدول لديها منافذ عديدة استطاعت من خلالها تجاوز المشكلة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية