الناصرة ـ ‘القدس العربي’: ناقشت لجنة التربية والتعليم في الكنيست موضوع العنصرية المستشري في المدارس وذلك مع معلمي مدارس عربية ويهودية حضروا لعرض تجربتهم في مجال العلاقات بين الشعبين. وعرضت اللجنة معطيات بحثية عن العنصرية في المدارس تظهر أن 20 بالمئة من الطلاب العرب ليسوا على استعداد أن يكون لهم صديق عربي، بينما 44 بالمئة من الطلاب اليهود ليسوا على استعداد أن يكون لهم صديق عربي. كما أظهرت المعطيات أن 36 بالمئة من الطلاب العرب ليسوا على استعداد لزيارة بيت لشخص يهودي، بينما تصل النسبة في هذا الشأن إلى 63 بالمئة لدى الطلاب اليهود.
أما في موضوع الأمن الشخصي، فأظهرت النتائج أن 10 بالمئة من الطلاب اليهود لديهم خوف من العرب مواطني الدولة، بينما لا تتعدى النسبة 2 بالمئة لدى الطلاب العرب. وعبر 28 بالمئة من الطلاب اليهود عن كراهية تجاه العرب مواطني الدولة، بينما تصل النسبة إلى 14 بالمئة لدى الطلاب العرب.
كما وعرضت اللجنة معطيات سابقة لمركز الأبحاث (مأجار موحوت) يظهر أن 46 بالمئة من الطلاب اليهود بين جيل 15-18 يعتقدون أنه لا يجدر منح العرب نفس الحقوق التي يحصل عليها اليهود في الدولة، وأن 20 بالمئة من الطلاب اليهود يعتقدون أن شعار ‘الموت العرب’ هو شعار شرعي ومقبول، و52 بالمئة يعتقدون أن العرب لا يستحقون أن يترشحوا للكنيست.
وفي نفس السياق، أظهرت الأبحاث أن الأفكار المسبقة السلبية منتشرة بشكل كبير بين الطلاب اليهود، أكثر بكثير من انتشارها بين الطلاب العرب. ودار نقاش حاد في اللجنة بين بعض المعلمات من المدارس اليهودية وبين النائبة حنين زعبي، من حزب التجمع الوطني الديمقراطي، التي قالت إنه علينا أن نعترف أن الصورة غير متوازنة، فالوضع في المدارس اليهودية يحتاج لعلاج مكثف، وهي يضيء لنا ضوءا أحمر، وعلى المدارس اليهودية أن تكون قلقة جدا من الوضع، إذ تشير الأبحاث إلى أن نسبة الكراهية والعدائية وعدم تقبل الآخر بين الطلاب اليهود تصل ضعف هذه النسبة بين الطلاب العرب. وأضافت زعبي أنه رغم وجود برامج لمعرفة الآخر وقبوله، إلا أنه من الواضح أن علينا أعادة النظر في مثل هذه البرامج التي تتعامل مع العرب كمجوعة طوائف وكفولكلور، وليس كشعب أصلاني مرتبط بوطنه وتحق له كافة الحقوق المتساوية على الأقل مع نظيره اليهودي. من جهة أخرى قامت زعبي بتوجيه نقاد حاد لسياسة بعض الموظفين العرب في جهاز التربية والتعليم الذين يعتقدون أنهم ممثلون للشاباك (جهاز الأمن العام)، فيقومون باستدعاء المدراء العرب أو بالاتصال بهم أو حتى تحذيرهم، قانعين أن خوف المدير أو المفتش أو المعلم على وظيفته ستجعله يمتثل لتلك التنبيهات، مخالفين بذلك القانون نفسه الذي يجيز حرية التعبير للمعلم والطالب والمدير.
وأكدت أن عدم امتثال المعلمين والمدراء والمفتشين العرب لسياسة كم الأفواه والتخويف الشاباكية هذه، ورفضها بل وتقديم شكوى ضد كل من تسول له نفسه بكم أفواه المعلمين وتقييد حرية عمله، هي الوحيدة المخولة بإفشال تلك السياسات وإيقافها، على حد قولها.