أوباما يقرع طبول الحرب، وقعقعة السلاح تتعاظم. الأساطيل الأمريكية تجوب البحر الأبيض المتوسط، التحالف الاستعماري الثلاثي: أمريكا، بريطانيا، فرنسا، عاد من جديد، ولكن هذه المرة تدخل فيه تركيا، المنتشية باقتراب ضرب سورية، كما يدخل فيه أيضاً العديد من الدول التي قال عنها أحمد داود أوغلو: بأنها تبلغ سبعا وثلاثين دولة. كيري يهدد بتوجيه ضربة إلى الذين استعملوا الأسلحة الكيماوية في سورية، غير أنه لم يحدد هذه الجهة، التي على المراقبين أن يتوقعوها، وليس من الصعوبة بمكان ذلك، فهو يقصد النظام السوري. هولاند يصرح بأن، عدم الرد هو غير المتوقع، وأنه الاستثناء الوحيد الذي يجب التأكيد عليه. رؤساء أركان دول عديدة على رأسها أمريكا يجتمعون في العاصمة الأردنية، وعلى جدول أعمالهم نقطة واحدة: التعامل مع الوضع السوري، المتهم فيه النظام، من دون أدلة ومن دون إثباتات مادية بأنه استعمل السلاح الكيماوي ضد معارضيه (من السلفيين التكفيرين الذين يتلقون الأوامر من دول التحالف الاستعماري ومن بعض الدول العربية) التي تخوض معركة غيرها ضمن المخطط الهادف باختصار إلى تحطيم سورية وتمزيقها، كخطوة أولى على طريق إنهاء أطراف المقاومة الثلاثة: إيران، سورية، وحزب الله. الحليف الصغير للتجمع العدواني نتنياهو يتوعد سورية أيضا.
الأجواء أشبه ما تكون بتلك التي سادت قبيل بدء العدوان على العراق واحتلاله. مثلما اخترعوا سبب الأسلحة الكيماوية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل (التي أثبتت في ما بعد بطلانها وخلو العراق تماماً من أية أسلحة للدمار) يظلون قادرين على اختراع نفس الأسباب في ما يتعلق ببدء الهجوم على سورية، رغم إدراكهم أن خمسين جندياً سوريا لقوا حتفهم نتيجة استعمال الأسلحة الكيماوية في الفترة الأخيرة، وعديدون أصيبوا. لا يمكن للنظام السوري أن يكون قد استعمل السلاح الكيماوي في الهجوم الأخير على الغوطة، ذلك لتزامن هذا الحدث مع بدء عمل فريق الأمم المتحدة، للتحقيق في كيفية ومن استخدم السلاح الكيماوي، الذي وصل سورية بموافقة النظام. من ناحية ثانية: جاء استعمال السلاح المحرم في يوم بدء تحقيق هذه اللجنة، وهذا يجعل النظام يفكر عشرات المرات قبل استعماله. للعلم كان بإمكان النظام السوري استعمال السلاح الكيماوي لو أراد، عندما حاصر ثلاثة آلاف ممن يسمون بالمعارضة في أحد أحراش دمشق منذ فترة، لكنه لم يستعمله. أمريكا تؤكد ثبوت استعمال النظام السوري للسلاح الكيماوي، رغم أن اللجنة الدولية لم تصدر تقريراً لأنها ما زالت تحقق.
كافة المراقبين يتوقعون ضربة عسكرية محدودة، لأهداف عسكرية، وبنيوية تحتية سورية، تقريباً مثلما جرى على وجه التقريب في ليبيا، وبالتأكيد فان الحلف العدواني لا يتوقع رداً سوريا، خاصة أن روسيا الحليف الأساسي لدمشق، وعلى لسان وزير خارجيتها لافروف جاء في تصريح له: بأن روسيا لن تُستدرج إلى حرب، على الرغم من إمكانية توجيه الأطلسي ضربة عسكرية إلى سورية. لا يتوقع العدوانيون رداً سوريا، لعجز دمشق عن إمكانية الرد (من وجهة نظرهم)، فالطائرات الأمريكية الموجودة على البوارج في البحر المتوسط، قادرة على إصابة الأهداف السورية من دون دخول أجوائها، بل عن بعد 150 كم. لا يتوقعون رداً سوريا، لأن الأخيرة لم ترد على الاعتداءات العسكرية السابقة من العدو الصهيوني، وربما لأسباب عديدة أخرى في عقولهم.
ليسمح لنا أصحاب الرؤوس الحامية في واشنطن ولندن وباريس وأنقره وتل أبيب، القول: إنهم مخطئون في تصوراتهم، وبالتأكيد فإن من يعتمد الصلافة والعنجهية وسياسة تربية الدول واعتماد قانون الغاب والاستفراد بالعالم، حتى من دون قرارات موافقة من مجلس الأمن (بسبب من الموقفين الروسي والصيني الرافضين لتوجيه مثل هذه الضربة في الحالة السورية) فإنه غالباً لا يعتمد التحليل المنطقي، بل يتجازوه إلى عنجهيته التي تتحكم بخطواته العدوانية. لكل ذلك يمكن القول انهم سيقترفون حماقة الاعتداء على سورية، لكنهم لا يدركون بأنهم إذا ابتدأوا عدواناً على سورية فان تداعياته ستجعل من الصعوبة، بمكان تحديد مواعيد زمنية لانهاء هذه التداعيات الممكنة، التي سيكون لها تأثير تدميري كبير في المنطقة أولاً، وانعكاس ذلك على الصعيد الدولي بالسلب ثانيا. نقول ذلك للأسباب التالية:
أولاً: إن سورية ليست ليبيا، ففي الأخيرة لم يكن هناك جيش بالمعنى الحقيقي، بينما في الأولى مؤسسة عسكرية صلبة ومتماسكة، موجودة، على الرغم من المواجهات التي تديرها للسنة الثالثة على التوالي بكفاءة عالية.
ثانياً: إن الهدف الحقيقي من هذه الضربة، في ما لو جرى توجيهها هو مساعدة عصابات القتلة والإرهابيين على تحقيق مكتسبات عسكرية، خاصة أن جولات المواجهة الأخيرة بينها وبين الجيش السوري أسفرت عن تحقيق نجاحات نوعية وانتصارات حاسمة للجيش، في أكثر من منطقة، خاصة في شمال سورية. لذا فإن الضربة تهدف إلى محاولة تدمير للجيش السوري ليستطيع التكفيريون احراز انتصارات على النظام. الهدف الآخر للعدوان هو الحفاظ على ما يسمى بأمن اسرائيل من خلال تدمير سورية وتمزيقها، وازالة طرف رئيسي من أطراف الممانعة والمقاومة العربية ممن يقف في وجهها.
ثالثاً: إن إيران وحزب الله الحليفان الاستراتيجيان لسورية، لن يقفا مكتوفي الأيدي في حالة ضرب سورية، فهما يدركان أنه لو نجح الحلف الاستعماري في تدمير سورية والقضاء على جيشها، فسيأتي الدور عليهما واحدة بعد الأخرى، وفي القريب العاجل، ولذلك فقضية الحفاظ على سورية وعدم السماح بانهيارها هي مصلحة استراتيجية وقضية مركزية ومهمة للطرفين ايران وحزب الله، والمعروف أن الحزب يقاتل التكفيريين والسلفيين في سورية، جنباً إلى جنب مع الجيش السوري، وقد سبق ان أعلن الناطق الرسمي الإيراني:’بأن ضرب سورية هو خط أحمر لإيران’، ولا نعتقد أن إيران تبالغ في وجهة النظر هذه. فهي واضحة تماماً حتى في انتقاء الكلمات.
رابعاً: الموقف الروسي معروف كما ذكر وزير الخارجية لافروف، ولكن هذا الموقف قابل للتغيير بناء على التداعيات غير المتوقعة، بل في حالة ضربة محدودة فقط. أما وصف هذه الضربة بــ(المحدودية) فهو مفهوم نسبي ومطاط، فما هي حدود هذه المحدودية؟ بالتأكيد لن يوجد أحد قادر على إعطاء الرد والجواب سوى أولئك العدوانيين الذين سيقومون بتوجيه الضربة.
لكل هذه الأسباب فالتداعيات المحتملة كثيرة وخطيرة ومن أبرزها: إمكانية قصف إيران وحزب الله وسورية لأهداف إسرائيلية وأخرى أمريكية موجودة في المنطقة. إمكانية إغلاق إيران لمضيق هرمز، وبالتالي قطع طريق النفط وامداداته لأوروبا والولايات المتحدة، والحالة هذه ستنشأ مستجدات إضافية تنذر كلها بتوسيع رقعة الحرب. إمكانية قصف أهداف بترولية في المنطقة، وهو ما سيترك تداعيات خطيرة على كل الدول بالمعنى الإقليمي.
يبقى القول انه بالفعل من الصعب حصر المحدودية والتداعيات للضربة العسكرية لسورية بما يتصوره الحلف الاستعماري، وان الحقيقة الاكيدة تتمثل في أن من يبدأ الحرب لن يستطيع التحكم في موعد انهائها، ولا مدى حدودها وشموليتها، فالطرف أو الأطراف المعتدى عليه أو عليهم له ولهم ردود افعالهم وتصوراتهم، فالمعركة بالنسبة اليهم ستكون معركة وجود وكسر عظم.
‘ كاتب فلسطيني
السيد فايز رشيد يبدو انك منحاز الى القوى التي تسمي نفسها “الممانعة” اود ان انبهك ان كل ما يحدث هو بسبب الطاغية بشار وغبائه وتعنته واستمراره في قتل الشعب السوري
الطغاة يجلبون الغُزاة :
فا لطغاة العرب يستمرون زيفاً في الخلط المغرض بين التطلعات المشروعة لشعوبهم في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والأهداف الدنيئة للغزاة ساعين لحشد الناس حولهم بذريعة مقاومة هذا العدو وهم الذين قتلوا شعبهم ودمروا بلادهم مع العلم انهم لم يطلقوا رصاصة واحدة تجاه العدو الذي يحتل الأراضي طوال عقود مكوثهم في الحكم وترؤسهم للجيوش الضاربة فلا هم صدوا العدوان ولا هم منحوا شعوبهم الحرية
و الغزاة المتربصون الذين رفعوا شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان زيفاً ايضاً يستمرون في ضخ الدعاية الواسعة حول ضرورة إنقاذ الشعوب من استبداد الطغاة الذين لا يمكن اقتلاعهم من السلطة إلا بالقوة الخارجية الضاربة.
هناك نقطتان في المقال تدعو للتساؤل والإستغراب الأولى ذكرها الكاتب المحترم في سياق الأسباب والأهداف لهجوم أوضربة أمريكية لسوريا وهي الحفاظ على أمن إسرائيل من خلال تدمير سوريا وكأن النظام في سوريا لم يحافظ على أمن إسرائيل العقود الخمسة الماضية. أما النقطة الثانية فهي في مجال تداعيات تلك الضربة إن حصلت ومن أبرز تلك التداعيات وأخطرها كما يقول الكاتب: (إمكانية قصف إيران وحزب الله وسورية لأهداف إسرائيلية وأخرى أمريكية موجودة في المنطقة) وهنا أسأل الكاتب المحترم أليس هذا مايتمناه كل فلسطيني وقومي حر منذ زمن بعيد وأليس هذا ماينتظره كل مواطن من جبهة المقاومة والممانعة والتي كثيرا ماكانت ومازالت تنتظر الفرصة المناسبة لمحي إسرائيل عن الخريطة وهاهي قد يأتيها المبرر على طبق من ذهي فيما لو حصلت الضربة وإن الغد لناظره قريب.
انا متفق معك
تتكلم عن الأسد و كأنه بطل قومي و عن جيشه و كأنه مجموعة من الحمائم الوديعة و كأننا نحن السويون لم نر الجرائم التي ارتكبت بحق السوريين بشكل ممنهج من قتل و ذبح في الحولة و غيرها يوم اهتز ضمير العالم من ذبح 50 طفل بالسكاكين , تتكلم و كأن اسرائيل لم تنعم بالهدوء 40 عاما بجوار الأسد و هذا الجيش ذو التركيبة العالية لم يشهر سلاحه الا على الشعب , تتكلم و كأنه ليست هناك ثورة ضد بشار الأسد بقيت سلمية 7 أشهر باعتراف الأسد نفسه قتل خلالها 7 ألاف سوري , تتكلم و كأن حافظ الأسد لم يرسل قواته الى العراق لمساندة الجحافل الأمريكية يوم غزو الكويت , و كأن أل الأسد هم فعلا ممانعون و لم يعملوا على شق الصف الفلسطيني , و كأن حسن نصر الله الذي دخل القصير و رفع رايات الحسين بشكل طائفي كان يقوم بعملا وطنيا , المعارضة ليسوا تكفيريين و ليسوا سلفيين , و من يقاتل على الأرض هم سوريون و نحن من نعرفهم , و قد قال الأسد يوما أنا لست رئيسا لكل السوريين فهناك معارضة اذا , و هناك قوات ايرانية و عاقية و من حزب الله تقاتل مع النظام , و استخدمت كل الوسائل البشعة في التعذيب و التنكيل …لقد عانى السوريون كثيرا , وقبل الثورة كانت سوريا بلد مسروق منهوب هناك 8 مليون سوري في المهجر من بلد صغير تعداد سكانه 23 مليون , المنح و الامتيازات كلها أعطيت للعلويين , كذلك لأصحاب القرار في الجيش و غيره , ألا يحق لهذا الشعب أن يعيش ؟؟؟؟
هو كما تقولون، طهران وحزب الله يدركين جيداً بأن الهجوم على سوريا هو بمثابة معركة وجود بالنسبة لهم، لذلك ممكن جداً ومنذ أول طلقة خارجية تُطلق على سورية أن تأمر القيادة الإيرانية جيوشها وقوات حلفائها في العراق بالهجوم الفوري الكاسح على دول مجلس التعاون الخليجي وإحتلالها جميعها، ناهيك عن أمر حزب الله بإمطار إسرائيل بصواريخه، بالإضافة عن فتح كل جبهات المقاومة الشعبية العربية والإسلامية السلمية وغير السلمية على مصاريعها. قد يكون حجم الخسائر البشرية والمادية بالنسبة للعرب والمسلمين بمثل هذه المواجهة المصيرية هائلاً، ولكن تهون أمام تحقيق هدف التحرير الذي لا بد منه يوماً، فلا يُعقل أن يبقى الإنسان في بلاد العرب والمسلمون مستعبداً الى الأبد، والطامة الأكبر من قبل من ينسبون لأنفسهم زوراً وبهتاناً الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان.
سلا م یا دکتور فایز مثل شعبی یقو ل : ( من سقط کثر ت علی السکا کین ) نعم لضرب سوریا ید خل 37 دوله وعلی رآسهم التحا لف الاستعما ری الثلا ثی امریکا. بریطا نیا.فر ا نسا. ول استعما ری العثما نی و لخونه من العرب …شکرآ
والله لم نعد ندري مع من ستلهث قلوبنا بالدعاء بالنصر!!! هل لبشار الأسد وجيشه الذي ارتكب افظع المذابح واوغل في تدمير كل شيئ ام هل نهتف بالدعاء لرجال المقاومة المسلحة بالنصر رغم ان نصرها هذا جاء على ظهر الطائرات والغواصات الاستعماريه ؟!! بالتأكيد سوف لت نتمكن من الهتاف لأن الموت قد يستبق حناجرنا او ان حجم الكارثة ستصيبنا بالخرس الدائم !! . سوف يجلس الصبيان والشيوخ في ظلال البيوت المدمّرة يبكون ماضيهم وكل يسرد بطريقته اسباب مصائبنا .ويقول ياليتنا فعلنا كذا وكذا !! الفعل ما زال قائما ياابناء الشعب السوري وهو في غاية السهولة والبساطة !! هل تعرفو ما عليكم عمله اليوم وليس غدا؟؟!!
مقال رائع وتحليل اروع في زمن الردة والانحياز لامريكا واذنابها .
يمكن إضافة سبب ثالث غير متوقع الكثيرين يستبعدونه و هو قيام المجموعات قاسية الذراع و التدريب الذي يلامس إحتمال الموت شعرة التي تقاتل الجيش العربي السوري تقوم بتوجيه ضربة واحدة إلى عدوها المحلي و ثلاث ضربات إلى غزوات الإستعمار المستكبر الغازي تراب الأمة العربية تدريجيا زنقة زنقة هذا قبل هزيمتهم كما في العراق الحزين حتى لا تزايد عليهم المقاومة الإنسانية اللبنانية في التصدي للأعداء كارهي المستضعفين العرب .شكرا.
شكرا على هذا المقال الرائع والتحليل الوعي والشامل في زمن الردة والانحياز لامريكا واذنابها