أنطاكيا – دمشق – “القدس العربي”: استمرت عمليات الإغاثة والبحث في الجنوب التركي والشمال السوري، لليوم الثاني، بعد وقوع زلزالين أوديا بحياة الآلاف وخلفا دمارا هائلا، فجر الإثنين الماضي. وقضى أكثر من 6200 شخص وأُصيب أكثر من 30 ألفا في تركيا وسوريا، فيما لا يزال كثيرون عالقين تحت أنقاض آلاف المباني. وقُتل أكثر من 5434 شخصا في جنوب شرق تركيا وما لا يقل عن 1700 في سوريا، وفقا لمصادر رسمية وطبية.
وتؤكد شهادات حية في تركيا على وجود مناطق مدمرة بالكامل لم تتمكن فرق الإنقاذ والإغاثة من الوصول إليها بعد. ولا يزال آلاف الضحايا على امتداد الشمال السوري، من مدينة جرابلس في ريف حلب في أقصى شمال سوريا، وحتى مدينة جسر الشغور شمال غربي البلاد، تحت الأنقاض، بينما يقدر عدد المفقودين بأكثر من 20 ألفاً، وفق مصادر ميدانية لـ”القدس العربي”.
وبينما اعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن ما جرى يعد أحد أكبر الكوارث التي شهدها العالم، أعلن حالة الطوارئ في المحافظات التركية العشر التي تضررت من الزلزال بشكل مباشر لمدة ثلاثة أشهر، في ظل هول الخسائر والكارثة الإنسانية القائمة في تلك المناطق، التي يتكشف منها المزيد من التفاصيل التي تشير إلى أن الكارثة أصعب بكثير مما جرى تقديره حتى الآن.
وأشار بعض المناشدات إلى وجود أحياء تحت الأنقاض يتعذر الوصول إليهم بإمكانيات ضعيفة، طالبين بسرعة إدخال الماكينات الكبيرة والفرق المتخصصة التي يعتقد أنها لم تستطع حتى الآن تغطية كافة المناطق المنكوبة وتنتظر وصول الطواقم الدولية التي يرسلها الكثير من الدول حول العالم للمساعدة في عمليات الإنقاذ، وهو ما يخشى المواطنون من أن يتأخر ويقلل من الآمال بالعثور على ناجين.
وعلى الرغم من إعلان الحكومة التركية إجراءات واسعة بمشاركة كافة الوزارات وفرق الإغاثة والإنقاذ والشرطة وبمشاركة قوات الجيش التركي عبر الطائرات والسفن الحربية وتسخير كافة إمكانيات الدولة وهيئاتها الإغاثية، إلا أن حجم الكارثة يبدو أنه أكبر من هذه الإمكانيات بكثير، حيث لم تصل فرق إغاثية وفرق إنقاذ كافية لكافة المناطق المنكوبة، على أن تساهم فرق الإنقاذ الدولية في تعزيز جهود الحكومة التركية خلال الأيام المقبلة.
ويعيش في الولايات العشر المنكوبة قرابة 13 مليون نسمة، وهو رقم يعتبر أغلبه متضررا بفعل الزلزال الذي هدم آلاف البنايات السكنية وألحق أضرارا كبيرة بعشرات آلاف البنايات الأخرى، ما يعني أن ملايين المواطنين باتوا بحاجة إلى مساعدات مختلفة أبرزها توفير سكن سريع في ظل الظروف الجوية الصعبة التي تمر بها المنطقة.
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس: “إنه سباق مع الزمن الآن (…) مع كل دقيقة، كل ساعة تمر تتلاشى فرص العثور على ناجين”.
وتوقع مسؤول الطوارئ في منظمة الصحة العالمية أديلهيد مارشان، الثلاثاء، أن يصل عدد المتضررين من الزلزال المدمر في تركيا وسوريا إلى “23 مليون شخص، بينهم 1.4 مليون طفل”.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها مارشان في اجتماع للمنظمة عقد في مدينة جنيف السويسرية، حسبما نقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وقال مارشان إن تركيا “لديها قدرة قوية على الاستجابة للأزمة”، لكن التحدي الحالي يكمن في تلبية الاحتياجات على الحدود السورية ـ التركية.
وأوضح أن المنطقة الحدودية السورية – التركية “تواجه بالفعل أزمة إنسانية منذ سنوات، بسبب الحرب الأهلية وتفشي الكوليرا”.
بعد 48 ساعة من عمليات الإنقاذ المتواصلة في سوريا، قال فريق الإنقاذ التابع للخوذ البيضاء إن 1020 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في شمال غرب البلاد الذي تسيطر عليه المعارضة، وأصيب 2400 آخرون، ومن المتوقع أن ترتفع الأعداد “بشكل كبير”. وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بأن 812 شخصا على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 1449 في محافظات حلب واللاذقية وحماة وإدلب وطرطوس التي تسيطر عليها الحكومة.
ويقول مصدر ميداني يعمل ضمن فرق الإسعاف التابعة للدفاع المدني السوري لـ “القدس العربي”: إن فرق الإنقاذ أنهت عملها بشكل نسبي وبالحد الأدنى في بعض المناطق وتوجهت جميعها إلى جنديرس، مشيراً إلى أن هناك ما لا يقل عن 2000 شخص عالق تحت الأنقاض، وهناك حاجة ماسة لتدخل فرق إنقاذ أجنبية من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه في كل من جنديرس وحارم وبستنا وسلقين وسرمدا، حيث نعمل بجهود ذاتية وإمكانيات قد تنفد خلال يومين، بينما تحتاج المنطقة لأكثر من شهر من أجل رفع الأنقاض. وزاد عدد الأبنية المنهارة في المنطقة المنكوبة عن 700 مبنى منهار بشكل كامل أو جزئي فضلا عن آلاف المباني المتصدعة.
وأفادت قناة “الميادين “التلفزيونية، بأن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد طلب من الدول الأوروبية إرسال مساعدات إلى بلاده، قائلا إن العقوبات ليست عذرا لعدم فعل ذلك.
وأجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالا الثلاثاء للمرة الأولى بنظيره السوري بشار الأسد، لتقديم العزاء في ضحايا الزلازل التي ضربت تركيا وسوريا وخلفت آلاف القتلى. وأفاد بيان الرئاسة المصرية بأن السيسي “أعرب خلال الاتصال الهاتفي عن خالص التعازي في ضحايا الزلزال المدمر الذي وقع بالأمس”. أعلنت مصر، مساء الثلاثاء، إرسال 5 طائرات إغاثة لدعم تركيا وسوريا بمواجهة الزلزال الذي ضربهما فجر الإثنين.
وذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية “واس” أن الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان وجها، أمس الثلاثاء، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتسيير جسر جوي وتقديم مساعدات صحية وإيوائية وغذائية ولوجستية لتخفيف آثار الزلزال على الشعبين السوري والتركي وتنظيم حملة شعبية عبر منصة “ساهم” لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا.
وكان عدد من الدول العربية قد أعلن، الإثنين، عن إرسال مساعدات وتسيير جسور جوية، من ضمنها قطر والكويت، والجزائر ولبنان.
لقطات
في مقطع مرئي، أثار مواجع السوريين، تداول ناشطون من ريف إدلب مقطعاً مصوراً لطفلة تناشد رجل إسعاف إنقاذها وهي تضع يدها فوق رأس شقيقتها خوفاً عليها. وبينما يسألها أحد المسعفين عن ألعابها، قاطعته الطفلة قائلة “عمو طالعني، ولح أعمل لي بدك ياه… وبصير عندك خدامة”.
في مقطع آخر أكثر إيلاماً، يلقن أب ابنه الشهادة، ويناديه بصوت حزين، بعد أن علق الفتى بين أنقاض المبنى المنهار. كما تداول ناشطون مقطعاً ظهرت فيه فرحة عارمة بعد إنقاذ عائلة كاملة مؤلفة من أب وأم وأطفال، بأدوات بسيطة، من تحت الأنقاض بعد أكثر من 40 ساعة من العمل المتواصل.
وقالت المديرة التنفيذية ليونيسف كاثرين راسل: “الصور التي نراها من سوريا وتركيا تدمي القلب. إن وقوع الزلزال الأول في الصباح الباكر، عندما كان العديد من الأطفال مستغرقين في النوم زاد من خطورته”.
الزلزال ينكأ جراح نازحي حلب في تركيا
في كلس التركية تقول النازحة السورية أم عبد الله من حلب لـ “القدس العربي”: البطانيات مبللة وباردة، لكن ما باليد حيلة أمام هذا الواقع المأساوي، وتستدرك: “تعبنا كثيراً، وكأن الموت يلاحقنا، هربنا من تحت القصف في حلب في عام 2015 إلى تركيا، والآن جاء هذا الزلزال ليعيد كل صور الشقاء السابقة إلى الذاكرة”.
إنقاذ شخص من تحت الأنقاض بعد 37 ساعة على الزلزال
تمكنت فرق الإنقاذ، أمس الثلاثاء، من انتشال شخص حي من تحت أنقاض مبنى، بعد 37 ساعة على وقوع زلزال ولاية كهرمان مرعش جنوبي تركيا.
وعقب سماعها صوتا قادما من تحت أنقاض مبنى مؤلف من 9 طوابق في “شارع طرابزون”، ركزت الفرق جهودها نحو موقع الصوت ونجحت في إنقاذ المواطن نادر يلديز، وهو مصاب.
وتم نقل يلديز إلى المستشفى بعد إنقاذه من تحت الأنقاض، بمساعدة جنود وعناصر شرطة ومواطنين.
وفجر الإثنين، ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه بعد ساعات زلزال آخر بقوة 7.6 درجات وهزات ارتدادية عنيفة، مخلفة خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
إنقاذ أم وأطفالها الثلاثة من تحت الأنقاض
تمكن فريق إنقاذ تابع للجيش التركي من انتشال أم وأطفالها الثلاثة وهم أحياء من تحت الأنقاض بولاية هطاي، التي طالها الزلزال المدمر جنوبي البلاد. وأنقذ الفريق الأم والأطفال الثلاثة من تحت أنقاض مبنى في قضاء “قيريق خان” وتم تسليمهم إلى الفرق الصحية.
الرحمة لكل الضحايا.
أردوغان يدعي ان الكارثة هذه من أعظم الكوارث.
نسي ان كارثة تدمير سوريا هو المسؤول عنها. ينبغي محاسبته مع مجرمي الحرب الصهاينه.
هل سيقرب الزلزال أو هل سيقع إتفاق بين النظام السورى والجبهات التى تحاربه فى مناطق الزلزال ..لابد أن يقع تنسيق لفرق الإنقاض ..هل دخلت فرق إنقاض لنظام السورى إلى مناطق جبهة تجرير الشام وكيف إستقبلت .. ليس الوقت وقا حرب وعداوة الأن وإنتقام .. ربما المصيبة تساهم في حل سياسي بين الأشقاء في سوريا
أكيد أن الزلزال دمر كذلك عدد كبير من الالات العسكرية للمعارضة وعلى النظام الا يستغلها لانقاض عل خصومه بل أن يبقي العمل على المستوى الإنساني ووجود حلول لوحدة سوريا