رغم استعداد سورية لوضع ما بحوزتها من أسلحة الدمار الشامل تحت الرقابة الدولية، لكن أوباما وفقا لتصريحاته، وكذلك تصريحات المسؤولين الأمريكيين سيظل يحاول أخذ تفويض من الكونغرس لضرب سورية، وذلك لاستمرار الضغط عليها، أي أن هذا البلد العربي سيظل في دائرة الاستهداف. على صعيد آخر ومما لا شك فيه، أن الولايات المتحدة والرئيس أوباما شخصياً واسرائيل والدول الغربية عموما، منزعجون تماماً من عزل مرسي وإسقاط حكم الإخوان المسلمين في مصر، ذلك أن حزب الحرية والعدالة حَرِص تماماً على الاتفاقيات التي عقدها قادته مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي جرّبت تسلمهم للسلطة لمدة عام من حكم الحزب ومندوبه في قصر الاتحادية، وتيقّنت هذه الدول من محافظتهم التامة على سريان اتفاقية ‘كمب ديفيد’ مع الحليف الإسرائيلي، ليس ذلك فحسب وإنما إسرائيل بالنسبة لمرسي (دولة صديقة يتمنى ازدهارها!) وبيريز (هو الصديق العزيز له). الإخوان حاولوا طمس التجربة الناصرية والقضاء على مفهوم مصطلح ‘القومية العربية’ لصالح التنظيم العالمي للإخوان المسلمين. التغييرات الأخيرة في مصر بعد ثورة 30 حزيران/يونيو الماضي، وتسمية رئيس المحكمة الدستورية رئيساً مؤقتاً لمصر في الثالث من تموز/ يوليو، وبعد خارطة الطريق التي وضعها عبد الفتاح السيسي (الذي ترعرع في العهد الناصري) والبدء في تنفيذها، زاد انزعاج الأمريكيين والأوروبيين. لم تقتصر المسألة على ذلك فحسب، وإنما الذي زاد الطين بلّة هو الموقف المصري الرافض لتوجيه ضربة عسكرية أمريكية بالتحالف مع فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية الى سورية، والدعوة إلى الحل السياسي للصراع فيها.
الموقف الأخير كان الشعرة التي قصمت ظهر البعير، لكل ما سبق، بدأ محللو المواقف الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية في كتابة التعليقات والتوقعات للمرحلة المقبلة، وبدأ البعض منهم يحذرون من التقارب المصري – السوري ويرون في هذا التقارب ولادة القومية العربية من جديد، وبدأت الدوائر الإمبريالية في محاربة هذا التقارب، من خلال محاولة إرجاع الإخوان للحكم في مصر.
لقد كشف موقع ‘اليوم السابع’ عن اجتماع ثلاثي تم عقده في جامعة تل أبيب أواخر اب/ أغسطس الماضي، حضره الموساد الإسرائيلي، وممثلان عن القوات البريطانية، ووزارة الدفاع الفرنسية (وهي أطراف العدوان الثلاثي على مصر عام 1956) بهدف إعادة الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر، من خلال مدّهم بالأسلحة وتخزينها في المحافظات المصرية، وإنشاء غرفة عمليات مركزية مشتركة للإشراف على المهمة، التي تتمثل في: أولاً حماية الصف القيادي الثاني للإخوان. ثانياً: تصعيد حملة التشوية لوزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي. ثالثاً: إحداث فتنة طائفية في مصر. رابعاً: إحياء مخطط التقسيم في مصر.
الإخوان هم المسؤولون عمّا يجري في سيناء، بدليل أن محمد البلتاجي القيادي في حزب الحرية والعدالة، كان قد صرّح للإعلام ومن مسجد رابعة العدوية، بُعيْد عزل مرسي وقبيل فض الاعتصامين، ‘بأنه إذا ما تمت إعادة مرسي إلى السلطة فسيتوقف كل ما يجري في سيناء’، ماذا يعني ذلك؟ يعني أنه حتى إن قامت منظمات سلفية بالأعمال العسكرية ضد الجيش المصري في سيناء، كما جرى وتم قتل 26 مكلفاً في الجيش بدمٍ بارد، وغيرها من العمليات، فإن هؤلاء يأتمرون بأمر حلفائهم، الإخوان المسلمين. هذا هو التفسير الوحيد لتصريح البلتاجي.
لم تقتصر المسألة على عمليات عسكرية تُشن ضد الجيش المصري في سيناء، وإنما امتدّت إلى داخل مصر على مؤسسات حكومية مصرية، ثم كانت العملية التي استهدفت اغتيال وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم، من خلال تفجير سيارة مفخخة أثناء مرور موكبه في أحد شوارع القاهرة. الإخوان خبراء في عمليات الاغتيال والقيام بعمليات إرهابية، في مصر أيضاً، حتى اللحظة، تم إعلان إمارتين إسلاميتين في كل من سيناء ومنطقة كرداسة. صحيح أن التي تبنت عملية اغتيال وزير الداخلية هي ‘جماعة أنصار بيت المقدس’، وان الإمارتين تم إعلانهما من من قبل تنظيم ‘القاعدة’، لكن ما يحصل في مصر هو تماماً نسخة طبق الأصل عمّا يجري في سورية.
من قبل أوجدوا سيناريوهات كاذبة من أجل ضرب الجيش العراقي وإزاحة النظام، مرّة بادعاء وجود أسلحة دمار شامل في العراق، وبطريقة أعلن فيها كولن باول صوراً التقطتها الأقمار الصناعية الأمريكية، باعتبارها أسلحة دمار شامل، وتبين في ما بعد أنها صور لمواقع أمريكية، ومرّة بادعاء وجود الدكتاتورية وغير ذلك من التلفيقات. وفعلاً جرى احتلال العراق وحل جيشه وسرقة ثرواته وأهمها النفط. لقد جعلوا من أراضيه مقراً لــ27 قاعدة عسكرية أمريكية، ثم غذوا الصراع الطائفي الذي غدا عنواناً للصراع في العراق، وسبباً لتفتيت وحدته وتقسيمه إلى دويلات. السودان تم نزع الجنوب عنه، وهناك صراع قائم في دارفور ينذر بإمكانية انفصال هذا الإقليم عن البلد السوداني. لا أمن في العراق، تفجيرات شبه يومية تحدث في كل مناطقه، بنيته التحتية جرى تدميرها، نعم العراق بحاجة إلى مئات السنين لإرجاعه إلى ما كان عليه قبل الاحتلال. ليبيا بلد يعج بالفوضى، وهناك دعوات متزايدة فيها لتقسيم أرضها إلى ثلاثة أقاليم. تونس: الاضطراب الداخلي فيها في أوجه. ما تم تنفيذه في الدول المذكورة يجري تنفيذه في سورية الآن، لفقّوا تهمة للنظام بأنه استعمل الأسلحة الكيماوية ضد القوى الإرهابية التي تسمى’بالمعارضة’. كل ذلك من أجل ضرب قدرة الجيش السوري وإزاحته من طريق إسرائيل. نعم يخططون لضرب سورية عسكرياً لشل قدرة جيشها. الأنباء تتحدث عن إنشاء دويلات طائفية إثنية في سورية، دويلة للعلويين على الساحل، دويلتين في حلب ودمشق للسنّة، ودويلة في جبل العرب للدروز.
بعد سورية سيأتي الدور على مصر، وسيجري اختيار سيناريوهات جديدة لتوجيه ضربة عسكرية لجيشها، وتحويل الصراع فيها إلى صراع مذهبي وطائفي، بين السنة والشيعة من زواية، وبين المسلمين والأقباط من جهة ثانية، وكل ذلك من أجل إزاحة الجيوش العربية القادرة (التي تعتبر الأساس لوجود الأمن القومي العربي برمته) من طريق إسرائيل، وحفاظاً على الأمن الإسرائيلي، وإذا نجحت المخططات الهادفة إلى ضرب سورية: الوطن، والقدرات، والتأثير الإقليمي فلن يكتفي الأعداء بسورية وسيعملون على ضرب وحدة النسيج الاجتماعي المصري، من خلال أدوات محلية في البداية، وسيخترعون سبباً أو آخر للقيام تماماً بمثل ما قاموا به في العراق وليبيا، ومثلما يخططون له في سورية، وسيأتي الدور بعد ذلك على مصر، الدولة العربية الأكبر ضمن الدول العربية، الدولة ذات التأثير الكبير على باقي الدول العربية، وعلى دول المنطقة، وعلى الدول الافريقية، وعلى دول العالم النامي.
ما يخطط له الأعداء ليس قدراً، آن الآوان لصحوة عربية، ولحركة وطنية قومية عربية، تكون هي النواة لبدء صيغة عمل وطني عربي قومي مشترك. آن الآوان لتجميع قوى المقاومة في الوطن العربي، من أجل مجابهة المخططات المستهدفة تقسيم الوطن العربي، من خلال اتفاقية سايكس بيكو جديدة.
‘ كاتب فلسطيني
الله يعطيك العافية … بس ما بظن خلاصنا رح يكون بالفكر القومي
لا فض فوک
إتفاقية سيرجي ——— بكيري ليست بأفضل من سايكس —————-بيكو عملية التقاسم و التباعد أشد و أقسى بين الإستكبار الغربي و الشرقي على عاتق أكتاف المستضعفين تجرب الأسلحة النوعية و المشاريع الإقتصادية العابرة للأخلاق مفككة القوة الذاتية العربية التي تهدف للربح السريع بدون عدالة التوزيع . شكرا .
و بصر الدور على ال
ان مايطلبه الدكتور من المستحيل تحقيقه لانه لم يتحقق عندما توفرت له العديد من الظروف والعوامل المساعدة فبعد ظهور هذه الدويلات المسماة عربية كنتاج للحقبة الاستعمارية توفرت العديد من الانظمة الحاكمة التي تدعي القومية والعروبية وجرت محاولة التوحد بين اليعض منها ولكنها لم تتطور بل لم تستمر تلك المحاولة لسببين رئيسيين تغلغلا في ثفافة الشعب العربي وحتى نخبه التقدمية اولا القطرية التي غرسها الاستعمار اصبحت اقوى من مفهوم الوحدة اذا اضطررنا للاختيار ثانيا تمترس النخب والانظمة خلف فناعاتها او خلف برامجها الحزبية وكانها شرائع سماوية لايطالها التعديل او النقاش هذا ناهيك عن عمليت الاقصاء للآخر والتفرد بالسلطة والقرار وبالتالي فان مثل هذه الامنية التي يدعوا لها الدكتور تحتاج الى مالايقل عن ثلاثة عقود من العمل المتواصل لانشاء جيل يفهم معنى الوحدة ويؤمن بها ويسعى الى تحقيقها حتى وان كانت عاى طريقة الولايات المتحد الامريكية او بلجيكا او الاتحاد السويسري رغم تعدد لغاته واصوله/تيسير حمد