اليونسكو تضم مدينة السليمانية العراقية إلى قائمة المدن المبدعة

مصطفى العبيدي
حجم الخط
0

السليمانية-“القدس العربي”:بمناسبة اليوم العالمي للمدن، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلم “اليونيسكو” مدينة السليمانية شمال العراق، على قائمة “المدن المبدعة” في مجال الأدب، ضمن قائمة تتألف من 66 مدينة مبدعة جديدة في مختلف دول العالم.

وجاء في بيان المنظمة، أن شبكة اليونسكو للمدن المبدعة ستضم كلا من العاصمة اللبنانية بيروت ومدينة السليمانية بإقليم كوردستان العراق بصفتهما مدينتين للأدب، ومدينتي رام الله الفلسطينية والصويرة المغربية بصفتهما مدينتي الموسيقى، وكذلك مدينة المحرّق بالبحرين عن فئة التصميم، والشارقة بالإمارات العربية المتحدة بصفتها مدينة الحرف والفنون الشعبية.

وقالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، بمناسبة اليوم العالمي للمدن “تحرص المدن المبدعة في جميع أرجاء العالم، كلّ منها بطريقتها، على جعل الثقافة ركيزة من الركائز التي تبني عليها استراتيجياتها، وليس مجرد عنصر ثانوي فيها. ويشجع ذلك على الابتكار السياسي والاجتماعي، ويتسم بأهمية خاصة للأجيال الشابة”.

والسليمانية تقع في الشمال الشرقي من العراق على الحدود العراقية الإيرانية وهي جزء من إقليم كردستان، وتقع على ارتفاع 2895 قدما عن سطح البحر، ويغلب على أراضيها المناطق الجبلية. ويقدر عدد سكان المدينة حالياً بحوالي 1.500.000 نسمة غالبيتهم من الكرد المسلمين كما توجد أقلية مسيحية في المدينة.

تاريخ

ويشير تاريخ مدينة السليمانية الحديثة، انها تأسست يوم 14 تشرين الأول/نوفمبر 1784م على يد الأمير الكردي إبراهيم باشا بابان الذي جعلها عاصمة لإمارة بابان، وسمى المدينة بالسليمانية نسبة إلى والده سليمان باشا أحد أمراء سلالة بابان التي كان مقرها في منطقة السليمانية.

وكان قدر السليمانية ان تكون ساحة معركة إبان الصراعات الصفوية العثمانية، وكذلك خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988) حيث أدى وقوعها قرب الحدود الإيرانية إلى تعرضها لآثار الحرب بين البلدين. في بدايات القرن العشرين، كانت المدينة مركزا للثقافة القومية والحركات السياسية الكردية ومنها أعلن محمود البرزنجي التمرد ضد الاحتلال البريطاني في 22 ايار/مايو 1919.

وتحتضن السليمانية الكثير من المرافق الثقافية والسياحية، حيث يوجد فيها متحف السليمانية الذي يعد ثاني أكبر متحف في العراق بعد المتحف العراقي في بغداد، إذ يحتوي على الكثير من الآثار والتحف الكردية والفارسية والعربية القديمة التي يعود تاريخها إلى 1792-1750 قبل الميلاد، كما يوجد مسجد السليمانية الكبير الذي يقع في مركز المدينة، وهو تحفة معمارية وله قباب فيروزية. وفيها البازار الكبير الذي تتوفر فيه مختلف البضائع والسلع كالملابس والمواد الغذائية والصناعات اليدوية والتراثية والأحجار الكريمة.

ونظرا لكون المدينة مركزاً هاماً للهجة السورانية الكردية، فقد أنجبت العديد من رواد الكتابة والفن والثقافة أمثال حضرة نالي ومولوي ومحوي وكوردي وبيرميرد وكوران، إضافة إلى عزالدين مصطفي رسول ومحموي ونالي وهلكوت زاهر أحمد سالار وأنور قرداغي وغيرهم.

السياحة

يتميز مناخ السليمانية في فصل الشتاء بكونه باردا وتهطل فيه الأمطار والثلوج على المدينة وجبالها المرتفعة، وفي فصل الصيف يكون جوها دافئا ومعتدلا، لذا هي محط إقبال السائحين من مناطق وسط وجنوب العراق ومن إيران المجاورة وخاصة خلال الصيف، حيث تضم منتزهات كبيرة مثل آزادي وجافي لاند، ومولات حديثة إلى جانب الأسواق التراثية القديمة، والفنادق الحديثة. أما أبرز أماكن الاصياف في السليمانية فهو مصيف احمد آوى (84 كم عن السليمانية) والمرافق السياحية في سدي دربنديخان ودوكان، إضافة إلى منطقة سرجنار، وجبل أزمر الذي تغطيه الثلوج شتاء.

ويذكر أن “اليونسكو” أضافت مؤخرا مدينة بابل العراقية القديمة إلى قائمة التراث العالمي، والتي كانت عاصمة الإمبراطورية البابلية الحديثة بين عامي 626 و539 قبل الميلاد.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية