‘اماليا’: قصص عن الزواج المختلط والمدني والتحرّش الجنسي

حجم الخط
0

بيروت- ‘ القدس العربي’ – من ناديا الياس: ‘اماليا ‘هو عنوان المسلسل اللبناني الذي حصد نسبة نجاح لافتة وغير مسبوقة في زمن الدراما اللبنانية هذا ما اكّدته استطلاعات الراي واحصاءات شركة ايبسوس ،التي اثبتت انه احتل المرتبة الاولى وفاجأ الجميع بالمستوى الباهر الذي حقّقه فهو نال أعلى نسبة مشاهدة في كلّ البرامج التي عرضتها المؤسسة اللبنانية للارسا ل’ ال بي سي’ وهو تغّلب على برامج ضخمة تصل كلفتها الى ملايين الدولارات .
فما هو سّر النجاح الساحق لهذا المسلسل الذي هو من انتاج مروان حداد والذي بات طيلة عرضه حدبث الناس يتبادلون احداث حلقاته في ما بينهم ويبدون اعجابهم بالنص والحوار وباختيار الممثلبن الذين ابدعوا في ادوارهما .فاماليا هو صناعة لبنانية مئة بالمئة انتاجاً وكتابة وتمثيلاً ومضموناً وهذا الامر انعكس ايجاباً في الاوساط العامة ولاسيما الناس التي وجدت نفسها في هذا العمل الذي يعالج مواضيع مرتبطة بها بدءاً بالامور الدينية والزواج المختلط بين الاديان المسيحية والاسلامية والزواج المدني ونظرة المجتمع له فضلاً عن قصص وحوارات تشبه الواقع اللبناني بكل تلاوينه ومن بينها التحرّش الجنسي الذي يمارسه صاحب إحدى الشركات بالموظفات لديه.
ومن اسباب نجاح المسلسل ايضاً هو تبسيط الحوارات التي اعتمدها الكاتب طارق سويد في تجربته الاولى كتابياً لتكون قريبة جداً ومفهومة من كل الناس من دون استثناء، فجاءت القصة متميّزة حيث استطاع سويد من خلالها توجيه جملة رسائل اجتماعية من صميم المجتمع اللبناني فضلاً عن الاداء المميز للنجمة نادين الراسي الثي تألقت في دورها بشكل لافت والتي شقّت طريقها نحو النجومية .الى جانب نخبة من المع نجوم الدراما لا بل من مؤسسيسها امثال الفنان القدير جهاد الاطرش المبدع في تجسيد دور الخوري مع ريموند عازار بدور الخورية فضلاً عن الممثلة القديرة هند طاهر وميراي ابي جريس وريتا حايك ونقولا معوض ورودني حداد وغيرهم وغيرهم من كبار الممثلبن الذين ابدعوا في اداء ادوارهم ، من دون ان ننسى دور المخرج سمير حبشي الذي اتقن في نقل احداث العمل الى المشاهدين من خلال حركات الكاميرا التي خدمت القصة التي تدور حول الممثلة المتالقة نادين الراسي التي لعبت دور فتاة مسيحية ارتبطت بخالد وهو شاب مسلم فانكرهما اهلهما ويموت زوجها فتعيش ارملة مع ولدين تكد وتشقى في سيبل تأمين حياة كريمة لهما وتضحي بحياتها وحبها الجديد لفادي الشاب الذي التقته وادّى دوره الممثل القدير رودني حداد .الى جانب قصص اخرى جانبية.
وقد علّقت النجمة نادين الراسي على سر نجاح هذا العمل بالقول انه ‘ يجسّد حقيقة الواقع اللبناني بكل صدق وامانة فهو يشبهنا ويحاكي تفاصيل الحياة اللبنانية اليومية بكل تلاوينها من تقاليد وعادات وقيم ، والممثلون سخّروا طاقاتهم لانجاح هذا العمل مشيرة الى ان الناس احّبوا شخصية اماليا التي احبتها وعاشتها هي اولاً فاعطت الشخصية حقّها’، ولفتت الى ‘ ان الممثل الناجح هو من يعيش الشخصية ويوليها الاولوية المطلقة وهذا ما فعلته هي في دور اماليا التي اعجبت الناس بشخصية واداء اماليا وليس بنادين ‘.
واوضحت ‘ ان الناس احبوا البراءة والطيبة والقرية التي جسّدها المسلسل والذي نجح المخرج حبشي في خلق ديناميكية جميلة تجلّت بابراز انفعالات الممثلين وحركاتهم بعيداً عن الجمود والكلاسيكية من خلال حركات الكاميرا التي ابدع فيها’، كما اثنت الراسي على ‘ الرسالة المرجوّة من هذا العمل وهو عدم استغلال المرأة الارملة في المجتمع والابتعاد عن التعصّب الديني والطائفي’. وقالت ‘ من يريد التعرف على المجتمع يتعرف عليه من خلال الدراما ‘. وسألت ‘ متى كنا نسميّ في الدراما اسماء علي واحمد وبطرس والياس ؟ فنحن في مجتمع فيه مسلم وسنّي وشيعي ومسيحي فلماذا كنا نغفل هذا الامر ونبحث عن اسماء كربيع افليست لدينا هوية ؟لا يوجد ايّ شيء نخجل به ‘.
وبعد هذه التجربة الناجحة والواعدة لاماليا تبقى الامال معلقة على ان تحظى الدراما اللبنانية بفرصة لتطل ّعربياً وتنافس الدراما السورية والعربية وهذا الامر يستدعي المزيد من العمل وتضافر الجهود بين الكتاب والممثلين والمنتجين لان هناك طاقات وقدرات لا يمكن اغفالها ‘.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية