‘امانة’ خارج القانون

حجم الخط
0

‘أمانة’ جمعية تعاونية يترأسها زئيف حفير (زمبيش)، تعرف نفسها كهيئة استيطانية تابعة لغوش ايمونيم. غير أن ‘أمانة’ هي شيء آخر: هي دليل على أن اسرائيل ليست دولة قانون. ليس هذا فقط: ‘أمانة’ هي دليل على أن السياسة الإسرائيلية الرسمية التي تعلن عن الرغبة في الوصول الى اتفاق مع الفلسطينيين، ليست سوى ستار دخان لأعمال معاكسة جوهريا.
التحقيق الذي نشر في ملحق ‘هآرتس’ الجمعة (حاييم لفنسون) يفيد كيف ان اسرائيل تسمح لـ ‘امانة’ بالبناء في المناطق بشكل غير قانوني، في الوقت الذي تهدم فيها مباني مشابهة لفتيان التلال دون تردد. يتبين أن في اسرائيل القانون هو خيار فقط، وهو ينثني أمام من قوته السياسية كبيرة وعلاقاته متفرعة. هكذا فقط يمكن أن نفهم شرطة لواء شاي، الموافقة الصامتة من الادارة المدنية وغض نظر النيابة العامة للدولة. اهمال السلطات بالنسبة لـ ‘امانة’ مثير للحرج: حتى عندما فتح تحقيق جنائي ضدها (2006)، ‘لم يعثر المحققون على الصلة’ بينها وبين تسع وحدات سكن في عمونا، رغم أن ‘أمانة’ نفسها رفعت الى محكمة العدل العليا بطلب لعدم هدم منازلها. وتجاهل المحققون بناء واسعا في البؤر الاستيطانية، وعندما قرروا التحقيق في الامر، اكتفوا بمكالمة هاتفية مع حفير، الذي نفى كل صلة بالبناء، وهكذا انتهى التحقيق. وفقط بضغط المحكمة العليا فتح قبل نحو سنة تحقيقان: في بناء غير قانوني في شيلو وفي نفيه تسوف.
الاشخاص الذين يفترض بهم أن يكافحوا ‘أمانة’ ورئيسها بالذات يدقون أبواب حفير. وزيرة العدل تسيبي لفني التقت به مرتين منذ تسلمت مهام منصبها، للبحث في مسألة ‘شارة الثمن’. كما أن لحفير قدرة وصول حرة الى الادارة المدنية، الهيئة التي يفترض بها أن تفرض على ‘امانة’ قوانين التخطيط. وهو يدعى على نحو دائم الى لقاءات ضباط الجيش ورؤساء الاستيطان للبحث في ‘تعزيز العلاقة’. وبالتوازي استأجرت الحكومة خدماته كي تحث بناء بلدات للمستوطنين الذين اخلوا غوش قطيف، وقد فاز في عطاءات مديرية اراضي اسرائيل. فأي مجرم آخر في اسرائيل يحظى بباب مفتوح كهذا لدى السلطات؟ هدف ‘أمانة’ هو فرض واقع على الارض واحباط امكانية تسوية سياسية في المستقبل. في دولة سليمة النظام كانت الشرطة ستفتح على الفور بتحقيق شامل، وتقتحم مكاتب الجمعية، تراجع حساباتها البنكية، عقود البناء، والارتباطات مع الموردين، وتقدم رؤسائها الى المحكمة وتغلقها. حقيقة أن دولة اسرائيل لا تفعل ذلك تدل على الدافع الحقيقي الذي خلف تصريحات السلام الفارغة التي يطلقها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

هآرتس 12/5/2013

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية