بروكسل-“القدس العربي”:
مع استمرار فشل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في الحصول على تصويت البرلمان على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؛ تسود حالة من الامتعاض في بروكسل بسبب عدم توصل الجانب البريطاني إلى توافق حول صيغة مغادرة الاتحاد. إذ يقول مسؤولون أوروبيون إنهم باتوا يشعرون بحالة من الإعياء جراء ما يصفونه بدوامة التأجيل المستمر للخروج كما صرح بذلك رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي جان كلود يونكير قبل أسابيع.
فبعد مضي ثلاث سنوات على تصويت البريطانيين لصالح الخروج من منظومة الاتحاد الأوروبي والذي كان متوقعا أن يتم في 29 مارس/ آذار الجاري؛ إلا أن الأمور تتجه نحو التعقيد؛ وفق عدد من الصحف الأوروبية.
وقد قرر الاتحاد الأوروبي منح رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أسبوعين آخرين لإقناع البرلمان بتصديق الاتفاق التي تم التفاوض عليه طيلة ثلاث سنوات مع الاتحاد وسبق للبرلمان أن رفضه مرتين.
ويبدو أن الجميع في أروقة الاتحاد بمن فيهم مفاوض الاتحاد ميشيل بارنيي، قد سئموا مماطلة الطرف البريطاني وباتوا يظهرون تذمرهم من الوضع الراهن الذي تحولوا معه إلى مجرد متفرجين في انتظار قرار بريطانيا. كما أن كافة الجهات المعنية لملف خروج بريطانيا من الاتحاد باتت تشعر بحالة من الإحباط وعدم الرضا بسبب الجهود الكبيرة التي بذلتها ولَم تأت بنتائج حتى الآن.
ويتحدث مسؤولوون في بروكسل عن أن تيريزا ماي طلبت مراراً من الأوروبيين منح المزيد من الضمانات للنواب البريطانيين وهو ما تم بالفعل لكن دون جدوى؛ موضحين أنه ليس من مسؤوليات الاتحاد الأوروبي مساعدة بريطانيا على تنفيذ قرارها الذي اتخذته.
ويعتقد بعض المسؤولين في بروكسل أن الأوروبيين استنفدوا هامش التفاوض المتاح في حدود حماية قوة الاتحاد وسوقه المشتركة وبالتالي لا يتوقع منهم المزيد من التنازلات.
وأن تكلفة تأجيل خروح بريطانيا كبيرة بالنسبة للاتحاد حيث تستنزف الكثير من الوقت والجهد والمال.
كما يسود اعتقاد لدى الأوروبيين بأن البريطانيين لا يعرفون ماذا يريدون بالضبط وباتوا يقدموا مطالب غير واقعية وغير منطقية كما يقول النائب البلجيكي في البرلمان الأوروبي وعضو لجنة المفاوضات مع بريطانيا فيليب لامبيرت الذي يضيف “لا يكفي أن يقول البرلمان البريطاني لا للاتفاق المذكور؛ بل يجب تقديم حلول بديلة”.
ويصف موظفون في الاتحاد الأوروبي سير المفاوضات بالقول ” البريطانيون معروفون بقدرتهم التفاوضية العالية ووضح رؤيتهم؛ لكن في ملف الخروج من الاتحاد لم يكن الأمر كذلك لأنهم لم يقرروا بعد وضعية بلدهم بعد مغادرة منظومة الاتحاد الأوروبي”.
وفي خضم التعطيل الحاصل للخروج؛ تم توقيف العديد من ملفات التعاون بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في انتظار تحديد مصيرها، مصير يعتقد الجانب الأوروبي أنه لا يخرج عن3 احتمالات؛ إما موافقة البرلمان على الاتفاق الوحيد المطروح على الطاولة بالنسبة للاتحاد أو حصول خروج بدون اتفاق بموجب المادة 50 من القانون المنظم لعمل الاتحاد أو العود إلى الشعب البريطاني من جديد للاستفتاء حول ما إذا كان متمسكا بنعم للخروج أو تراجع عن مطلبه.