لندن – “القدس العربي”:
لا تكلف السيدة انجليز دي أندريس نفسها الذهاب إلى البحر، لإنقاذ اللاجئين. يكفيها جلوسها الوثير على كنبة في بيتها لتنتشل المئات من الغرق. ودفعها ولعها بتتبع أخبار اللاجئين المشتتين على الحدود وبين قوارب الموت إلى المبادرة في تأسيس مجموعة تطلق على نفسها اسم “التنبيه الأحمر”.
قصة هذه المرأة، نقلتها “فورين بوليسي” في تقرير لافت، حيث روت عن عملها المنزلي لمتابعة أحوال الهاربين عبر القوارب وإنقاذهم. فعلى مدى الأربع سنوات الماضية، أسست مجموعة افتراضية من نحو 3000 لاجئ ومتطوع، وأطلقتها رسميا منذ عام 2015، تعاونت مع بحّار سوري سابق كان قد غادر سورية بحرا إلى أوروبا، لمساعدة الهاربين عبر البحر جميعهم.
ولكن القصة بدأت قبل هذا التاريخ، منذ عام 2013، عندما تعرفت المرأة الخمسينية إلى وائل، وهو شاب سوري كان يقيم في تركيا. حاولت مساعدة وائل، وبادرت من خلال قصته إلى إنشاء مجموعة على واتساب باسم “الفريق العربي الإسباني”، قبل أن تطلق فريقها الافتراضي الذي سمي بـ “فريق التنبيه الأحمر”.
تقول انجليز لـ “فورين بوليسي”: أنهم لا يستطيعون إيقاف الحرب أو إنقاذ الجميع، ولكننا نستطيع إنقاذ بعضهم”، مشيرة إلى أنها ترسل أحيانا مبالغ مالية لمساعدة بعض العائلات المحتاجة، لكنها تفعل الممكن، وقد استطاعت بالفعل إنقاذ المئات من الفارين من أهوال الحرب السورية والعراقية.
وقد وصل لانجليز عشرات الرسائل عبر تطبيق واتساب، من شبان لاجئين في أوروبا وتركيا، وفي مناطق عديدة من سورية والعراق. عائلات تبحث عن مساعدة في مراحل مختلفة من الضيق: مجموعة من 30 سوريا فقدوا في البحر، عائلة عراقية من دون مكان آمن للنوم في أربيل.
الانقاذ ليس العمل الوحيد للمجموعة بل أيضا الإيقاع بالمهربين الذي يخدعون اللاجئين من خلال نقلهم في مراكب غير مجهزة للإبحار، وهذا ما تسبب خلال السنوات الماضية بحوادث غرق عدة.عملية التحضير تتم على مرحلتين، الأولى عبر إبلاغ المسافرين بكيفية التأكد من صلاحية سترة الإنقاذ والتشديد على ضرورة إرسال إحداثيات عن موقعهم الجغرافي.
والمرحلة الثانية هي تحديد نوعية القارب الذي سينقلهم، فيساعدهم محمد على تحديد العدد المثالي الذي يستطيع قارب مماثل احتواءه، وإن تبين أن المهرب يحاول خداعهم عبر إقناعهم بالصعود إلى قارب غير مناسب، ينصحهم البحار السابق بتبليغ السلطات التركية فورا عن رقم أو اسم أو هُوية أو مكان وجود القارب والمهرب لتحاول السلطات القبض عليه.
هذه المبادرة تبدو مميزة للغاية، حيث أشادت منظمات دولية بعمل انجليز وفريقها واعتبرته عملا “شجاعا ومبتكرا للعمل من دون النزول إلى الميدان.