لا تنتظريني
هناك
ربما لن آتي.
ربما غيرت عاداتي فجأة
لبست كنه عاطفةٍ
لا تحتويكِ
لا تمنحيني أكثر من دقائق صبر في مقهى
من عيون المحملقين
يشغلهم سؤال واحد
من تنتظر صاحبة هذه الضفيرة الكستنائية؟
***
لا تحاولي دخول عوالم
واقعي المتحرك
إقبلي بعباءة الافتراض
لبّوساً لتشوه داخلك..
كل دروبي جليدية المنشأ
فلا تمشي
ستبقى قدماك باردتين
**
أنا مشغول بهذه (الهيولى) التي تحيط بي
كالصمغ على لحاء الشجر
كالرائحة حول ياسمينة ليلية
عبدٌ
الخيانة اللذيذة التي تسمى
الكتابة
فهاتي قصيدتي..
واخرجي
من الباب الخلفي
***
الكتابة: السحر المخبأ
جوف خابية فردوسية،
تحتاج زيارات متقطعة للنفس..
أو لذهن النفس الأولى
لتعصر عنبك،
لتعبَّ شيئاً من مذاق الألوهة
عندما تحتجب الفكرة
يستعصي حبر الإلهام
عن الجريان
***
الكتابة: نهر يجدد مساره وحده،
يرمي عنه حصاه،
رمله،
كائنات تعود تطفلها
أحس تجاهها بنوع من اللازمة الأخلاقية
يطعمها نفسه،
يسأم من جوعها
يلفظها عندما تهب رياح العادة
ينجرف خلف هواجسه..
ليجدد الدم في عروقه السائلة
ويسجل ذنوبه في دفتر الذاكرة
لغة مركبة ببداهة الصنعة
***
لا سبيل إلا ما أوحت وديان الحس
ومنعرجاتها
لا عقل للنهر إلا عاطفته
لا قلب له
لا حبيبة للكاتب
لا زوجة للشاعر إلا قصيدته
***
الكتابة: جنس ينمو على جدران النسيان
يقطع فرعه اليابس ليحرقه،
وليحترق فيه
ينتزع جذوره
يزرعها في أرض جديدة
ينبت معرفة متحولة
تكسر إيقاع الثابت
تخلع قبعة النقيض
ليرتدي سواه
تبصق منكراً
تزاوج معرفاً
يؤكد أزليةَ كون لا ينفك يغلق الدوائر
على ساكنيه
***
الكاتب الكائن الوحيد خارج الصندوق
الكاتب المطارد في غابات خيالاته
الذاهب حروبه دون سعي إلى سلام
أو معاهدة صلح
الضحية التي تعبد قاتلها
لا تنتزعها رغبة بالاستسلام
ليس الأمر مقايضة
أو إسقاطاً
لكنه الحريق الذي لا برد بعده
ولا ماء
***
والكون: حطب شجرٍ معدٌ للاحتراق
لتخلق المأساة أو الملهاة
لا فرق
إعمال البصيرة محسوساتها
لمجردات،
لكائنات شبه آدمية
شخوصاً لها صفة الطبيعة
في نزواتها المراهقة
في سعيها للاحتراق
في مطبخ الآدمي- السماوي
***
حيث الله تجد كاتباً
يفتح أبواب جحيمه
يفقئ عين الطاعة
تجرد، تغور، تحول، تمرد، تجل
أدوات الكاتب وأسلحته
في معركته الدؤوبة
ضد نفسه
ضد أعدائها
أو هكذا قد خْيلَ له.
٭ شاعر سوري