امريكا تخاطبكم من سورية !

حجم الخط
0

انها الغبطة السورية لمن لا يعرفها، عامان من النكبات والندبات، عامان من العذاب والانخذال بتوابل المنضومات العربية التي تخدرت برواسب سحر امريكية ادخلت سورية برمتها الى جحيم مظلم لا نعرف متى سينتهي، ما دامت امريكا دائما تحشر انفها الطويل في ما ليس لها دخل، سعيا منها هذه المرة الى فرمتة سورية عن اخرها، ولما لا فالتقدم خطوة الى الامام عبر اموال دول الخليج العربي، والا كيف نفسر طول منعرج الازمـــــة السورية وطريقة تعامل امريكا معها، ايا ترى هل اصبحت امريكا لهذه الدرجة عاجزة عن ايجاد حل سريع لها ام انها تريد اخذ المزيد من الوقت لكي تتفنن بالتلاعب بضحايها عبر مسلمات لا تستند للواقع الانساني؟
‘عودة ريمة الامريكية الى عادتها القديمة’ لو عدنا بمخيلتنا الى الوراء حول الادعاءات الامريكية المتعلقة بتغير استراتجيتها تجاه الصراعات الحاصلة في الخارج خاصة منها الاقطاب العربية، وذلك بعدم التدخل فيها عسكريا لثقل التكاليف والتمويلات العسكرية، لكن هذا يبدو لن يحدث، فالازمة السورية كشفت امريكا حين قالت بانها ‘ستسلح المعارضة السورية’ بحجة استعمال الاسلحة الكيماوية من طرف النظام السوري، وهو ما لم تؤمن به حتى الدول الكبرى بما فيها ‘روسيا’عند هذا التسارع الامريكي بهذا القرار على نفس الطريقة التي طرحت بها ‘صدام حسين’ في العراق، وليس من المفاجئ علينا ايضا لو رأينا ‘حلف الناتو’ ينزل ضيفا في سورية ليقطعها الى اجزاء متناثرة، بدواعي تزعم بانها انسانية على شاكلة ما فعلته مع القذافي في ليبيا.
فاسمعوا وعوا بان امريكا تخاطبكم من سورية بصوت صاخب في انها لن ترضى سوى بما يخدم ويرضي اسرائيل في المنطقة ولو على حساب ردم سورية على ابنائها واهلها بتسليح اخوان المعارضة لقتل اخوانهم، وليس هذا فحسب بل امريكا قد وسعت وغيرت من ايديلوجتها لتشمل استغلال ‘بعض كبار المشايخ المسلمين العرب’ من الذين سولت لهم انفسهم اتباع شيطان امريكا لتحرض شعوبهم بالفتاوى التي لا ترحم كل ما يعترض طريق امريكا، فكثرون ممن راحوا ضحية فتاوي هؤلاء،مثلما حدث في سورية حينما اغتيل ‘البوطي’الذي لم يقل سوى كلمة الحق لتلتقمه بعد ذلك كماشة العدوان وهو في اقدس بيوت الله، مما اثار جدالا واسعا من التهم بين اطراف النظام وانصار المعارضة السورية.
فلا تنتظر شيئا من امريكا فهي نكرة بدعمها اللا متناهي لاسرائيل حتى تجعلها في صدارة المنطقة وتزحزح قبل ذلك ما تبقى من المنظومات العربية التي لم يحن دورها بعد، لانه كما يبدو ان اسرائيل قد بدأت تثور ثائرتها وقلقها باياد امريكية تندفع خاصة نحو الذين يقفون مع نظام الاسد كايران وحزب الله الذي قد يكون هذه المرة وقودا دمار للبنان، ولربما قد تكمل امريكا وجهتها لشل ما تبقى من التغيير في الخليج الذي هو الاخر يعيش على وقع غليان اختلاط الفتاوى حتى صار مطلبهم الان من العالم بتأجيل موسم الحج الى اشعار اخر.
حداد بلال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية