لندن – اوسلو – رويترز: قالت الوكالة الدولية للطاقة امس الاثنين إن الصين تصدرت زيادة على مستوى العالم في انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون وصلت الى رقم قياسي عام 2012 مقابل خفض من جانب الولايات المتحدة وأوروبا. وطبقا لتقديرات الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها زادت انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون بنسبة 1.4 في المئة لتصل الى 31.6 مليار طن. وساهمت الصين بأكبر حصة من زيادة الانبعاثات اذ أضافت 300 مليون طن على مستوى العالم. لكن هذه الزيادة هي الاقل بالنسبة للصين منذ عقود وهو ما يعكس جهودا لتبني مصادر متجددة وتحسين كفاءة الطاقة. وفي الولايات المتحدة ساعد الانتقال من الفحم الى الغاز في توليد الطاقة في خفض الانبعاثات بما وصل الى 200 مليون طن وهو ما أعادها الى مستويات منتصف التسعينات. وذكرت الوكالة انه على الرغم من زيادة استخدام الفحم في بعض الدول الاوروبية العام الماضي نظرا لرخص الاسعار انخفضت الانبعاثات في اوروبا بمقدار 50 مليون طن نظرا للتباطؤ الاقتصادي وزيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة ووضع سقف للانبعاثات تتقيد به الشركات الصناعية وشركات الطاقة. ويقول خبراء ان متوسط الزيادة في درجة الحرارة على مستوى العالم يجب ان يبقى أقل من درجتين مئويتين هذا القرن للحيلولة دون حدوث آثار مناخية مدمرة مثل هلاك المحاصيل الزراعية وذوبان الجليد. على صعيد آخر قال خبراء من بريطانيا واليابان في دراسة نشرت يوم الاحد ان من المرجح أن يزيد التغير المناخي هذا القرن فيضان بعض الأنهار مثل النيل والجانغ والأمازون ويقلل فيضان بضعة أنهار مثل الدانوب الذي تفيض مياهه حاليا. وكتب الخبراء في دورية التغير المناخي في الطبيعة أن من شأن نتائج الدراسة ان تساعد الدول على الاستعداد للفيضانات العارمة التي قتلت الالاف في شتى انحاء العالم وسببت خسائر تقدر بعشرات المليارات من الدولارات كل عام في العقد الاخير. واضافوا ان التحذير المبكر يساعد الحكومات على اتخاذ اجراءات للحد من الاضرار مثل اقامة الحواجز لاحتواء ارتفاع المياه وحظر البناء في السهول المهددة بالغمر وزراعة مزيد من المحاصيل المقاومة للفيضان وغير ذلك من الاجراءات. وكتب الخبراء ان من المتوقع على وجه الاجمال ان يشهد هذا القرن ‘زيادة كبيرة’ في تواتر الفيضانات في جنوب شرق اسيا ووسط افريقيا وجزء كبير من امريكا الجنوبية. وسيزيد تواتر الفيضانات الجارفة في أغلب الانهار التسعة والعشرين التي شملتها الدراسة بما في ذلك أنهار يانجتسي والميكونج والجانج في اسيا وأنهار النيجر والكونجو والنيل في افريقيا والامازون وبارانا في امريكا اللاتينية والراين في أوروبا. وسيقل تواتر الفيضانات في بضعة من احواض الانهار مثل المسيسبي في الولايات المتحدة والفرات في الشرق الاوسط والدانوب في أوروبا. وتوقع الخبراء ان يزيد الماء في شمال غرب أوروبا حيث يجري نهر الراين وأن يقل في شريط عريض يمتد من البحر المتوسط عبر أوروبا الشرقية بما في ذلك منطقة الدانوب حتى روسيا. وتشهد منطقة حوض الدانوب فيضانات شديدة حاليا واضطر عشرات الالاف الى الجلاء عن ديارهم ولاقى ما لا يقل عن عشرة اشخاص حتفهم في الفيضانات في ألمانيا والنمسا وسلوفاكيا وبولندا وجمهورية التشيك على مدى الاسبوع الاخير. ويقول علماء المناخ ان ارتفاع درجات الحرارة يؤدي عموما الى زيادة خطر الفيضانات لان الهواء الساخن يمتص قدرا اكبر من الرطوبة ومن ثم يسبب مزيدا من المطر. والنتيجة الاجمالية ان تغيرات الرياح وعوامل اخرى ترجح زيادة كميات المياه في بعض المناطق ونقصانها في مناطق اخرى. وكان تقرير أصدرته لجنة علماء تابعة للامم المتحدة عام 2012 يتناول الفيضانات العارمة قال انه لا يمكن الثقة في التوقعات الخاصة بالتغير في فيضان الانهار الا ‘ثقة محدود’ بسبب وجود كثير من العوامل غير المؤكدة. وقال البروفسور مجيب لطيف خبير الارصاد الجوية في مركز هلمهولتس لبحوث المحيطات في ألمانيا وهو غير مشارك في هذه الدراسة ان من المشاكل الاخرى قلة سجلات المطر المتاحة اللازمة لوضع التوقعات. ومع ذلك فقد تكهن بأن يزيد تواتر الفيضانات المماثلة لما تشهده اوروبا حاليا مع ارتفاع الحرارة. وقد ارتفع متوسط حرارة سطح الارض على النطاق العالمي 0.8 درجة مئوية منذ الثورة الصناعية وهو اتجاه ارجعته لجنة خبراء الامم المتخدة الى الغازات المسببة للاحتباس الحراري المنبعثة من السيارات والمصانع ومحظات الكهرباء.