انتخابات إسبانيا المقبلة.. تقدم لليسار وترقب من طرف الاتحاد الأوروبي والمغرب بسبب فوكس

حسين مجدوبي
حجم الخط
0

مدريد-” القدس العربي”
تنتهي الحملة الانتخابية الخاصة بالاستحقاقات التشريعية في إسبانيا الجمعة من الأسبوع الجاري ليجري التصويت الأحد المقبل، وتتميز بتقدم أحزاب اليسار على التنظيمات اليمينية بين المحافظة والمتطرفة. ويراقب الاتحاد الأوروبي هذه الانتخابات باهتمام كبير، والأمر نفسه مع دول الجوار ومنها المغرب خوفا من تقدم لليمين خاصة حزب فوكس المتطرف.
وعكس الانتخابات التي كانت تجري في الماضي، فانتخابات الأحد المقبل تكرس المنعطف المسجل في انتخابات 2016، أي نهاية القطبية السياسية التي كانت محصورة بين الحزب الشعبي المحافظ والحزب الاشتراكي، وانضمت ثلاثة أحزاب جديدة وهي بوديموس اليساري واسيودادانوس الليبرالي ثم فوكس الذي ينتمي الى اليمين القومي المتطرف.
وتشير استطلاعات الرأي الى تقدم أحزاب اليسار على حساب اليمين، إذ تمنح الاستطلاعات للحزب الاشتراكي بزعامة رئيس الحكومة بيدرو سانتيش قرابة 30% من الأصوات، ثم يليه الحزب الشعبي المعارض وهو من اليمين بحوالي 20% ثم حزب اسيودادانوس بقرابة 14%، وهي النسبة التي يحققها حزب بوديموس اليساري، بينما حزب فوكس فقد ارتفعت أسهمه الانتخابية الى حوالي 12% رغم أنه حديث التأسيس. ويوجد تقدم طفيف لحزبي اليسار، وقد يحصلان على تأييد الأحزاب القومية، مما سيجعل الحزب الاشتراكي قادر على تشكيل الحكومة المقبلة.
ويعود تقدم أحزاب اليسار في استطلاعات الرأي الى الأسلوب الواضح في التركيز على قضايا رئيسية مثل الاقتصاد ومستقبل مرتبات التقاعد، بينما ركزت أحزاب اليمين على ملف انفصال كتالونيا، حيث تقدم نفسها بمثابة ضامن لوحدة اسبانيا ثم قضايا الهجرة.
ويتابع الاتحاد الأوروبي باهتمام كبير هذه الانتخابات لأسباب متعددة. في المقام الأول، يرغب في أن تسفر عن حكومة صلبة تحكم خلال الأربع سنوات المقبلة لتفادي حالة عدم الاستقرار التي خلت فيها اسبانيا منذ سنة 2016. في الوقت ذاته، ترغب المفوضية الأوروبية معرفة هل سيحقق حزب فوكس المتطرف نسبة هامة من الأصوات تقترب من 15%، وإذا حدث ذلك ستكون مؤشرا على بدء اقتحام اليمين القومي المتطرف السياسة الإسبانية، مما سيترتب عنه مزيدا من المشاكل للاتحاد الأوروبي إذ ستصبح القارة الأوروبية رهينة التطرف مستقبلا.
ومن جانب آخر، يهتم المغرب اهتماما كبيرا بهذه الانتخابات، إذ لا يرغب في وصول اليمين الى الحكم وخاصة حكومة محافظة تحظى بدعم حزب فوكس، وذلك نظرا للمواقف المتطرفة لها الحزب. فهو يطالب المغرب ببناء جدار يحيط بسبتة ومليلية لمنع المهاجرين الوصول الى إسبانيا. في الوقت ذاته، لا يرغب المغرب هذا الحزب في الحكم ضمن ائتلاف على شاكلة ما جرى في إقليم الأندلس خلال انتخابات ديسمبر الماضي بسبب مواقف المتطرفة في ملفات متعددة ومنها الهجرة وتوظيف الإسلام للتهجم على معتنقي هذه الديانة، إذ أن أغلبية مسلمي إسبانيا هم من الجالية المغربية. ويفضل المغرب حكومة اشتراكية بسبب تجربة الحوار التي أرساها مع الحكومات الاشتراكية السابقة سواء في عهد فيلبي غونثالث أو رودريغيث سبتيرو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية