«انتخابات» الرئاسة: كوميديا الأسد السوداء!

حجم الخط
15

يثير قرار السلطات السورية إجراء انتخابات على منصب الرئاسة، على الأغلب، مواجع لدى كل من يمسّهم الملف.
يستفز الإعلان ملايين السوريين الذين هاجروا إلى البلدان المجاورة ليشكّلوا بؤرا للفقر والمعاناة الإنسانية، ومئات الآلاف منهم الذين انتشروا في بلدان العرب، حيث يلقى كثيرون منهم عنتا وقساوة فيعاملون كإرهابيين، كما حصل على حدود الجزائر، أو يستخدمون لعقاب غيرهم من سابقيهم، كما حصل في السودان التي قامت بنزع الجنسية التي حصل عليها كثيرون، أو يطرد متواضعو الدخل منهم لأتفه الأسباب، كما حصل في بعض دول الخليج، فيما يحمى أعضاء من الأسرة الحاكمة أو بعض من خرجوا بثروات كبيرة منها.
والأغلب أن القرار سيستفز أيضا الملايين الذين ظلوا في البلاد، حيث تعاني غالبيتهم من الظروف الصعبة والفقر ويصطف كثيرون منهم في طوابير طويلة للحصول على ربطة خبز أو لتر مازوت أو كيروسين، مضافا إلى كل ذلك استمرار آلة القمع التي لم تتوقف، وطالت حتى كثيرا من الموالين للنظام الذين جأر بعضهم بالشكوى، أو تذمر من الفساد والقهر.
جرى الإعلان بعد أيام من «احتفال» البلاد بذكرى استقلال سوريا عن فرنسا في 17 نيسان/إبريل 1946، وهو حدث حفل أيضا بمفارقات سوداء كثيرة، منها إجراء احتفال موسيقي بهذه الذكرى في قاعدة عسكرية روسية، حضره قائد القوات الروسية في سوريا رفقة مسؤولين سوريين منهم وزير دفاع النظام العماد علي أيوب.
يشبه احتفال المحتلّين باستقلال البلد الذي يحتلونه، إلى حد كبير، «انتخاب» رئيس ورث الرئاسة عن أبيه الذي كانت الأدبيات الرسميّة تسمّي البلاد باسمه («سوريا الأسد) فعدّل الدستور ليتناسب مع سنّه آنذاك خلال ربع ساعة، ليقود البلاد منذ 21 عاماً إلى الخراب الشامل الذي آلت إليه، وبعدها لا يتورع عن إعادة المهزلة السياسية مجددا والإيعاز بتنظيم «انتخابات» جديدة، يعلم كل المشاركين فيها أن سياسة رئيسهم استجلبت احتلالات جعلته في منصب المأمور، وأن كل من يشارك فيها يعرف أنها تكريس للقهر وإمعان في التهريج والإساءة لكرامة البلاد والعباد.
يجري هذا في الوقت الذي تستخدم فيها إيران وإسرائيل الأجواء والأراضي والمياه السورية لمعارك التفاوض على الاتفاق النووي، فيسقط صاروخ «طائش» من الأراضي السورية قرب مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي، ويزهو الإعلام الإيراني بأن مناطق إسرائيل «الحساسة» غير محصنة، فيما تردّ إسرائيل بقصف مواقع عسكرية وتقتل ضابطا سوريا.
أحد «المرشحين» للرئاسة السورية، قدّم بيانه الانتخابي فتحدث عن كونه كان قياديا في «منظمة طلائع البعث» وهي المنظمة التي كانت تقوم بعسكرة الأطفال السوريين، مشيرا إلى أن المقصود من ترشحه للرئاسة «ليس المجابهة والتحدي» وبعد محاولة رجل أعمال سوري مقيم في فرنسا الترشّح اكتشف أن شروط الترشيح «غير شرعية» وأنه كان أحرى بالأسد «إعلان نفسه رئيسا لولاية أخرى من دون هذه المسرحية».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عربي مصدوم:

    أصبح رئيس القصر الرئاسي. أما خارج القصر فتحكم روسيا و إيران وعصابات الحشد الشعبي.

  2. يقول سامي صوفي:

    انتخابات النظام السوري الكوميدية هي مزيد من الاستفزاز و الاذلال للسوريين.
    لربما النظام يعتقد أن نظام الحكم في سوريا ديمقراطي. لأن سوريا التي كانت «سوريا حافظ الأسد» في عهد الرئيس الخالد و الأبدي طبعاً حافظ الأسد، أصبحت في عهد الوريث «سوريا بشار الأسد». و اذا استمر النظام، و هذا مُحال، فقد تصبح سوريا في المستقبل «سوريا حافظ بشار الأسد».
    و بالتأكيد هي محض صدفة نادرة و تاريخية جداً و قد لا تتكرر، أن يبقى الحكم في هذه العائلة السافلة ال_$&@!
    يبقى أن حسني الزعيم هو أول من انقلب على الدستور السوري و دشن «الاستفتاء بدلاً من الانتخابات» ليتبعه عبد الناصر باستفتاء الوحدة الهزلي ١٩٥٨ و الذي فاز به ب ٩٩،٩٨٪؜ قبل حافظ الاسد بعقد من الزمن!

  3. يقول أحمد سالم:

    له الحق ان يترشح للرئاسة. العالم كان شاهدًا على اكبر إبادة جماعية للبشر على الاطلاق و مباشرة على الهواء ولم يتحرك الحس الأخلاقي نصرة لمقتل الاطفال والشيوخ والنساء والعزل.
    نعيش في عالم تحكمه قوانين الغاب القوي يأكل الضعيف والشعوب هي الحلقة الاضعف ويتم البطش بها بدون رقيب وحسيب.

  4. يقول إبسا الشيخ:

    تحياتي لقدسنا العزيزة علينا
    بالله عليكم أنظروا إلى ماوصلنا إليه نحن كعرب، مجرم حرب قاتل شعبه يترشح للرئاسة،

  5. يقول علي:

    هل يمكن أن يكون هناك عميل للصهاينة الغزاة والأميركان القتلة والروس المجرمين،والفرس الطائفيين يقدم أكثر مما قدمه الأسد الأب، والأسد الابن من تدمير لشعبه، وتشريد لنصفه في أرجاء الأرض، ونهب ثراوته القائمة والمأمولة؟
    لماذا لم يتوجه الأستاذ بشار ببرميل واحد إلى الغزاة في الجولان؟
    ولماذا لم يطلق أبوه رصاصة واحدة منذ نصف قرن؟ لقد حكم الأسديون سورية بإذن الأعداء ورعايتهم ودعمهم.. وسوف يحكم حافظ الصغير بعد أن ينتقل المشهد التشادي إلى دمشق،ولا عزاء لشعبنا الأسير في الشام!

    1. يقول الجزائري:

      التصوير أن كل الشعب السوري أسير وثار ضد الأسد مغالطة لو كان كذلك لما صمد الى اليوم و لنا في بن علي و مبارك مثال ناصع. الحقيقة التي يتعامى عنها البعض هي أن سكان الحواضر الكبرى و الساحل كانوا مع الأسد كدمشق و حلب و لهذا صمد مع الاستعانة بحلفائه الذين لم يتخلوا عنه.

    2. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

      ههه ياأخي الجزائري هذه مغالطة كبرى، حيث أن المظاهرات الأكبر عددًا كانت في المدن الكبرى!

    3. يقول علي:

      نحن لا نتعامى عن الحقائق. نحن نذكر ها لمن يخفونها. ماذا يفعل شعب مظلوم أمام قوات وميليشيات استدعاها المجرم الطائفي من شتى بقاع الأرض؟ الغرب الصليبي،الروس الصليبيون، و الفرس الطائفيون، وميليشا حزب الله الطائفية، وميليشيا الفاطميين الطائفية، و ميليشيات الطائفة في باكستان وأفغانستان، ثم ميليشيا تنظيم داعش التي صنعها- كما أخبرتنا الأنباء والتحليلات الغربية- على عينه في مخابرات الدفاع الجوي، فضلا عن الميليشيات المحلية التي يقودها شقيقه والنمر!

    4. يقول علي البحار:

      اصبت
      حرب سوريا كانت الفارقة
      اجتمع فيها كا من يحقد على المسلمين السنة لتدميرهم في هدا البلد وغرس خنجر في قلب الاسلام السنى وبلاد الشام

  6. يقول الكروي داود النرويج:

    لقد تآمر العالم على الشعب السوري الثائر ضد الظلم!
    هذا العالم المنافق يدعم ترشح بشار بالسر والعلن!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  7. يقول الكروي داود النرويج:

    لقد تم إدخال النفط الإيراني لسوريا وبحماية الروس الذين سيمدوا بشار بالقمح!
    وتم تعديل صرف الليرة السورية مقابل الدولار إلى 2500 ليرة حتى يستفيد النظام من تحويلات السوريين بالخارج!!
    وتم وقف إستيراد الكماليات, ولهذا إرتفعت الليررة من 4500 للدولار بالسوق السوداء إلى 2800 ليرة للدولار!!!
    هذه المستجدات لأجل إنتخاب بشار!!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  8. يقول سامح //الأردن:

    *الجميع بات يعرف أن المدعو (بشار الأسد)
    مجرد واجهة وطرطور ومن يحكم سوريا
    (روسيا وايران).
    حسبنا الله ونعم الوكيل في كل حاكم فاسد مستبد أرعن متجبر (لا يخاف الله).

  9. يقول احمد الغريب:

    الحاكم العربي يكتسب الطغيان والفساد من عدم اهتمام الشعب به في بدايته حتى اذا استفحل وتجذر وكون مؤسسات تحميه في الداخل وحلفاء كبار ينصرونه من الخارج قام عندها الشعب بمعارضته في ثورة غير متكافئة في القوى ومتأخرة في التوقيت فتكون النتيجة كارثية مثلما وقع للشعب السوري نسال الله ان يرفع عنه هذا الضر

  10. يقول احمد ابراهيم:

    فعلا كوميديا سوداء حتى السيسي يصر على الانتخابات الوهمية و الاستفتاء على دستور يثبته في الحكم و الذي يفوز بنتائج باهظة يدفعها الشعب من دمه

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية