الرباط ـ «القدس العربي»: عاشت مختلف مدن وقرى المملكة المغربية، أمس الأربعاء، على موعد مع محطة جديدة من الانتخابات التي جمعت لأول مرة بين الانتخابات التشريعية والجهوية والمحلية.
وتوجه المواطنون المغاربة إلى مكاتب التصويت بكثافة، كما بينت صور عديدة تنقلتها مواقع إخبارية ومنابر إعلامية محلية، وذلك وسط إجراءات أمنية محكمة وفي احترام تام للتدابير الاحترازية المتخذة للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.
وانطلقت عملية التصويت في الساعة الثامنة صباحاً. وأفادت وزارة الداخلية المغربية أنه حسب المعلومات الواردة من الأقاليم والمحافظات، فإن عملية افتتاح مكاتب التصويت جرت في ظروف عادية. وتواصلت العملية إلى غاية الساعة السابعة مساء دون انقطاع. وأعلنت في بيان لها أن نسبة المشاركة بلغت 12 في المئة في تمام الساعة الثانية عشرة زوالاً.
وكانت الدار البيضاء، كبرى حواضر البلاد، شاهدة على اللحظة، حيث حظيت مكاتب التصويت بإقبال كثيف من طرف السكان، وذلك مع أولى ساعات الصباح حيث انطلقت العملية في تمام الثامنة.
وكان الضيف الثقيل على المغاربة والعالم حاضراً بدوره في استحقاقات 8 أيلول/ سبتمبر الحالي، وتمثل حضوره في اللافتات وملصقات التشوير التي تشدد على ضرورة احترام التدابير الوقائية، مع الإشارة بالخط الواضح إلى إلزامية ارتداء الكمامة الواقية.
ويشارك في هذه الإنتخابات ما يقارب 18 مليون ناخبة وناخب مغاربة، وذلك لاختيار من يمثلهم في البرلمان والمجالس الجهوية والجماعات الترابية، ويتنافس 6 آلاف و815 مرشحاً في انتخابات مجلس النواب، و157 ألفاً و569 مرشحاً في المجالس المحلية.
زعماء أحزاب يدلون بأصواتهم
واتجهت أنظار الصحافة المغربية إلى أسماء بارزة في المشهد السياسي، لمتابعة عملية تصويتها في الدوائر التابعة لمحل سكناها خاصة تلك التي ألهبت السباق الانتخابي بتصريحاتها وتدخلاتها المثيرة للجدل.
وكان أول المصوتين، وفق ما تداولته مواقع إخبارية مغربية، هو عبد الإله بن كيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الأسبق.
وتوجه إلى مكتب التصويت في حي الليمون في العاصمة الرباط، حيث أدلى بصوته كما قال لفائدة حزبه “العدالة والتنمية”، وذلك وسط حشد كبير من الصحافيين والمصورين.
وشهد مكتب التصويت، الذي قصده بن كيران، توافد ممثلي المواقع الإخبارية لتغطية لحظة تصويت الشخص الأكثر إثارة للجدل في المشهد السياسي المغربي، وخاصة عقب تصريحاته الأخيرة التي هاجم فيها خصوم حزبه ونعتهم بالكثير من الأوصاف القدحية التي بلغت حد وصف “البلطجية”.
ثاني وجه بارز قالت مواقع إخبارية إنه كان من بين أوائل المصوتين، هو نزار بركة، الأمين العام لحزب “الاستقلال”، الذي أدلى بصوته في حي الرياض في الرباط.
ونزار بركة مرشح حزبه للانتخابات التشريعية في دائرة العرائش، ويخوض السباق في المدينة على اعتبار أنه من أبنائها وهي مسقط رأسه.
وجه آخر أثار انتباه الجميع، وهو رئيس الحكومة والأمين العام الحالي لحزب “العدالة والتنمية” سعد الدين العثماني، الذي أدلى بصوته في حي السلام في مدينة سلا.
وترشح العثماني للانتخابات التشريعية في دائرة توصف بـ”دائرة الموت” وهي حي المحيط في العاصمة الرباط.
أما الخصم الأول لحزب “المصباح” والحديث هنا عن عزيز أخنوش رئيس حزب “التجمع الوطني للأحرار” فقد أدلى بصوته وكان برفقة زوجته وأبنائه في مدينة أغادير.
وعقب إدلائه بصوته، أكد نزار بركة، الأمين العام لحزب “الاستقلال” أن “الانتخابات الحالية ستحدد صورة المشهد السياسي، وشكل الحكومة المقبلة، ونتمنى أن تكون قوية”.
وأكد في تصريحات للصحافة: “نعتبر هذه المحطة أساسية لأنها ستمكن من مؤسسات منتخبة قوية التي لها مصداقية ومشروعية” متمنياً “أن تمر الانتخابات في ظروف جيدة حتى نصل إلى هذا المبتغى”.
وأبرز أن الأهم في الانتخابات هو “إخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وتقوية الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات الخارجية على رأسها قضية الوحدة الترابية، والعمل على تنزيل النموذج الجديد”.
زعيم حزبي آخر يصر على خلق الجدل باستمرار، حتى يوم التصويت بعد أن امتنع عن الإدلاء بأي تصريح للصحافة التي عبرت عن استيائها من هذا الموقف.
وبخلاف نزار بركة وباقي الأمناء العامين للأحزاب، فقد غادر عبد اللطيف وهبي، أمين عام “الأصالة والمعاصرة” مكتب التصويت بعد إدلائه بصوته في شارع العرعار في الرباط، دون أن يعطي أي تصريح للصحافة التي كانت تترقب ذلك..
أرقام رسمية
وكانت المندوبية السامية للتخطيط وهي هيئة رسمية للمسوح والإحصائيات الاقتصادية الاجتماعية، قد أكدت في مذكرة عممتها أول أمس الثلاثاء، أن عدد السكان الذين هم في سن التصويت يبلغ ما يقرب من 25,226 مليون مغربي (مقابل 23,211 مليوناً عام 2016) وهو ما يمثل 69.5% من إجمالي سكان المغرب.
المذكرة الصادرة بمناسبة الانتخابات التشريعية والجهوية و الجماعية، أفادت بأن النساء يشكلن أكثر من النصف بقليل (12,801 مليون و50.7%).
وحسب المندوبية، فإن هؤلاء الناخبين يشكلون في الغالب 16,683 مليوناً من سكان المغرب ويمثلون 66.1% من إجمالي الناخبين عام 2021.
وأبرزت المذكرة الاحصائية أنه حسب اللوائح الانتخابية المغلقة هناك 17,509 مليون شخص مسجلون في هذه القوائم، أي بمعدل تسجيل بلغ 69.4%. هذا المعدل أعلى في المناطق القروية (94.3%؛ 8,054 ملايين مسجل) منه في المناطق الحضرية (56.7%؛ 9,455 ملايين مسجل).
وبخصوص الإحصائيات الخاصة بالجنس، أكدت المذكرة أن هناك عدداً أكبر من الرجال المسجلين (9,455 ملايين مسجل، 76.1%) أكثر من النساء (8,054 ملايين مسجل، 62.9%). وكلما زاد السن، يرتفع معدل المسجلين باللوائح الانتخابية بحيث ينتقل من 33.6% لمن تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة إلى 94.4% لمن هم في سن 60 سنة فأكثر.
نحو ثلاثة ملايين شخص يصوتون لأول مرة
وخصصت المندوبية السامية للتخطيط حيزاً وافياً لـ “بعض خصائص الناخبين لأول مرة في انتخابات 2021″، مؤكدة أن ما يقارب من 3,002 ملايين شخص هم ناخبون لأول مرة سنة 2021، وتتكون هذه الفئة من الشباب بحوالي 11,9 في المئة من المجتمع والذين بلغوا سن التصويت.
ووفق المذكرة، فإن الأمر يتعلق بفئة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و22 سنة، والذين بحلول وقت الاقتراع، سيكونون قد بلغوا سن التصويت، مشيرة إلى أن كل انتخابات جديدة تعد مناسبة لتجديد جيل الناخبين من بين السكان في سن التصويت.
و من بين هؤلاء الناخبين لأول مرة هناك 1,473 مليون امرأة (49,1 في المئة) و1,792 مليون من سكان المدن (59,7 في المئة).
كما فصلت المندوبية التوزيع الجغرافي لهذه الفئة، حيث تضم جهة الدار البيضاء الكبرى – سطات ما يقارب من خمس الناخبين الجدد (19,1 في المئة). وتأتي جهة مراكش – آسفي في المرتبة الثانية (13,6 في المئة)، تليها الرباط – سلا – القنيطرة (13,1 في المئة)، وفاس – مكناس (12,2 في المئة).
ومن ناحية أخرى، سجلت جهات كلميم واد نون والعيون والساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب أدنى النسب، على التوالي 1,3 في المئة، و1,1 في المئة، و0,5 في المئة من إجمالي المصوتين لأول مرة.
وأوضحت المندوبية أن ما يقارب 9 من كل 10 ناخبين لأول مرة، أو 88,9 في المئة هم عازبون، 98,6 في المئة بالنسبة للرجال و79 في المئة بالنسبة للنساء.
في حين تبلغ نسبة المتزوجين حوالي 10,8 في المئة وتشكل هذه الفئة 20,3 في المئة لدى النساء مقابل 1,4 في المئة عند الرجال.
وحسب المستوى التعليمي، فإن أكثر من نصف الناخبين لأول مرة (55,1 في المئة) لديهم المستوى التعليمي الثانوي (25,1 في المئة إعدادي و30 في المئة تأهيلي)، و 24,5 في المئة لديهم مستوى تعليمي عال، و16,2 في المئة لديهم مستوى تعليمي ابتدائي و3,5 في المئة ليس لديهم أي مستوى تعليمي.
وحسب البحث الوطني حول التشغيل، ففي الربع الثاني من سنة 2021، ضمت فئة الناخبين الجدد ما يقرب من 18,9 في المئة من النشيطين المشتغلين، و18,4 في المئة من ربات البيوت، و51,6 في المئة من التلاميذ أو الطلاب.
بالإضافة إلى ذلك، ما يقرب من ثلاثة من كل عشرة (29 في المئة) ناخبين لأول مرة على المستوى الوطني لا يعملون، وليسوا في المدرسة ولا يخضعون لأي تكوين، 72 في المئة منهم من الفتيات. كما تشكل الفتيات 81 في المئة من هذه الفئة في المناطق القروية.
وحسب المندوبية، فإن معدل التشغيل للناخبين لأول مرة بلغ 18,9 في المئة (29,4 في المئة بين الرجال مقابل 8,3 في المئة بين النساء). وهذا المعدل أعلى في المناطق القروية (31,7 في المئة) منه في المناطق الحضرية (11,2 في المئة).