نيويورك: تتعرض السلطات ووسائل الإعلام الأمريكية لانتقادات حادة بسبب تجاهلها لحادثة إحراق شخص لنفسه في مدينة بوسطن، بعد أن نشر على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو يندد بـ”الإبادة الجماعية” في غزة.
ولم تكشف السلطات الأمريكية عن هوية الشخص بدعوى استمرار التحقيق، بينما يتهمها رواد وسائل التواصل الاجتماعي بمحاولة التستر على الحادثة.
في الفيديو الذي نُشر لأول مرة على يوتيوب في 11 سبتمبر/ أيلول الجاري، والذي تم تداوله بشكل واسع خاصة عبر حسابات داعمة لفلسطين، ظهر شخص يعرف نفسه باسم “مات نيلسون”.
وقال هذا الشخص في كلمة نشرها عبر حسابه الشخصي: “اسمي مات نيلسون، وأنا على وشك المشاركة في عمل احتجاجي شديد”.
ويضيف: “نحن نصف أنفسنا بأننا أفضل أمة في التاريخ، لكننا ننفق كل الأموال التي يمكن أن تُخصص لتعليم الأطفال، ومساعدة المشردين، وحماية البيئة، وضمان امتلاك جميع الأمريكيين لحقوق متساوية، على الأسلحة والحروب”.
واستدرك “نيلسون” بالقول: “نحن عبيد للرأسمالية وللمجمع الصناعي العسكري. معظمنا غير مهتم لدرجة اللامبالاة”.
وأردف: “الاحتجاج الذي أنا على وشك القيام به هو دعوة لحكومتنا لوقف تقديم الأموال والأسلحة لإسرائيل التي تستخدمها لاحتجاز وقتل الفلسطينيين الأبرياء، وللضغط على إسرائيل لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة، ولتأييد الاتهامات الموجهة ضد (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو وأعضاء الحكومة الإسرائيلية الآخرين من قبل المحكمة الجنائية الدولية”.
في الفيديو الذي استمر 58 ثانية، دعا نيلسون الجميع للاتصال بأعضاء الكونغرس في مناطقهم والضغط عليهم، قائلاً: “يجب أن تخدم الديمقراطية مطالب الناس، لا مصالح الأغنياء. استعيدوا قوتكم. الحرية لفلسطين”.
وأظهرت تسجيلات كاميرات مراقبة، قيام رجل بإشعال النار في نفسه بعد أن سار أمام الفندق لفترة، ليسارع أشخاص قريبون من مكان الحادث لإطفاء الحريق.
وفي وقت لاحق، عرضت بعض القنوات المحلية لقطات مأخوذة من كاميرات المراقبة تُظهر شخصاً يشعل النار في نفسه، لكنها لم تقدم أي معلومات حول هوية الشخص أو سبب قيامه بذلك.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الحادث وقع أمام فندق “فور سيزونز” في الشارع الذي تقع فيه القنصلية العامة الإسرائيلية في بوسطن.
ورغم الأسئلة المتكررة من مراسل الأناضول، اكتفت شرطة بوسطن بالقول إن التحقيق ما زال جارياً، وإنها لن تقدم أي معلومات إضافية في الوقت الحالي.
وحاول مراسل الأناضول التأكد من شرطة بوسطن ومكتب الادعاء في مقاطعة سوفولك، ما إذا كان الشخص في الفيديو هو من أشعل النار في نفسه، لكن الشرطة لم تقدم أي معلومات بدعوى استمرار التحقيق، ولم يتلقَ أي رد من مكتب الادعاء حتى الساعة 18.50 تغ.
من ناحية أخرى، وعلى الرغم من عدم وجود تأكيد من المصادر الرسمية، قام مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بمشاركة الفيديو عبر منصاتهم، معبرين عن استيائهم من عدم تقديم السلطات للمعلومات، وعدم تغطية أي من القنوات الإعلامية المحلية للحادثة.
وفي منشور عبر منصة إكس، قال حساب يحمل اسم بلاكيلي، إن الخبر الذي ظهر فقط على قناة “NBC10” المحلية، لم يتطرق بأي شكل إلى سبب أو مكان قيام نيلسون، بإشعال النار في نفسه.
وأشار إلى أن الهدف من ذلك هو “التستر على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل”.
وقال مستخدم آخر يدعى أكسل فوليو، في منشور عبر إكس إن الصحفيين حاولوا التستر على خبر إحراق مات نيلسون، لنفسه أمام قنصلية إسرائيل، من خلال تقديمه كحادثة شخص مجهول الهوية يحترق أمام فندق “فور سيزونز” في بوسطن.
وأشارت مستخدمة أخرى تدعى أريان جاسمين، إلى أن “الإعلام لا يؤدي واجبه، لذا فإن الأشخاص مثلي مضطرون لإعلامكم عبر هذه المنصات”.
وأضافت: “يجب على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن تتوقف وتقول لنفسها؛ حتى الآن، قام 3 أشخاص بالاحتجاج على سياساتنا تجاه فلسطين من خلال إحراق أنفسهم، وربما يجب علينا إعادة النظر في هذه السياسات. لكنهم يتجاهلون الأمر، والإعلام الرئيسي لا يغطي هذه الأخبار أصلا”.
وفي الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2023 أضرم شخص مجهول النار في نفسه أمام القنصلية العامة الإسرائيلية في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا (شمال فلوريدا)، احتجاجا على السياسات الأمريكية الداعمة لإسرائيل.
وتم نقل الشخص المصاب بجروح حرجة إلى المستشفى، وأفادت السلطات أنه كان يحمل علم فلسطين أثناء الاحتجاج لكنها أخفت هوية الشخص.
وفي 24 فبراير/ شباط 2024، أقدم الجندي الأمريكي آرون بوشنيل، على إحراق نفسه أمام سفارة إسرائيل بواشنطن، وهو يقول إنه لن يكون شريكًا في جريمة الإبادة الجماعية.
(الأناضول)