تونس – “القدس العربي”: تعرضت مؤسسة سبر آراء تونسية لانتقادات واسعة بعدما قالت إن أكثر من نصف التونسيين يؤيدون الرئيس قيس سعيد وسيصوتون له في الانتخابات الرئاسية المُقبلة، حيث اعتبر البعض أنها محاولة من السلطات التونسية لتوجيه الرأي العام في البلاد.
وخلال مؤتمر صحافي عقده –السبت- في العاصمة، أكد حسن الزرقوني، رئيس منظمة سيغماي كونساي، أن 58 في المئة من التونسيين “راضون” عن أداء الرئيس قيس سعيد، بينهم 49.4 في المئة سيصوتون له في الانتخابات الرئاسية المُقبلة، أي أنه يحتل المركز الأول في نوايا التصويت بالنسبة للتونسيين (حسب الزرقوني) بفارق كبير جدا عن أقرب منافسيه، وهو النائب السابق الصافي سعيد (10.3 في المئة)، يليه مغني الراب كريم الغربي (كادوريم) تليه رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي في المرتبة الرابعة والرئيس السابق المنصف المرزوقي في المرتبة الخامسة.
وكان الحزب الدستوري الحر أول المعترضين على نتائج استطلاع سيغماي كونساي، حيث نظمت رئيسته، عبير موسي، رفقة عدد من أنصارها، وقفة احتجاجية أمام مقر المؤتمر الصحافي الذي عقدته المؤسسة. وقالت موسي إن النتائج “مزيّفة، وتسعى لضرب الترتيب السياسي للحزب”.
https://www.facebook.com/AbirMoussiOfficielle/videos/529208812638421/
وعلقت القيادية في حركة النهضة، يمينة الزغلامي بالقول “تابعت الندوة الصحفية للزرقوني وحسب رأيي فإن اهدافها واضحة وهي إلهاء الشعب عن واقع غلاء الاسعار ونفاد مخزون العديد من المواد الاساسية، وهي ندوة مدفوعة الاجر من عدة اطراف تستثمر في هذا الوضع العبثي وبصدد تحقيق عدة مصالح على حساب تونس واستقرارها. ملاحظة لكي يصحح الزرقوني العرض الخاص بالرئاسية، فعوض الحديث على كادوريم يجب أن يكتب وبوضوح ليلى بن علي (أرملة الرئيس السابق) وكفانا استبلاها”.
وكتبت الناشطة الحقوقية نزيهة رجيبة (أم زياد) “الزرقوني هو من صنَع ويصنع مشهد الحكم في تونس، مهما كانت ماهيته وشركته وطرقه والأخلاقيات التي تقود عمله، فنتائج استطلاع الرأي عندنا لا تتوقع بقدر ما توجه وقد يكون الأب الروحي للتصويت المفيد عندنا”.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=171862035571245&id=100082423494106
وأضاف الوزير السابق خالد شوكات “كلُّ الشعوب تعود بعد الشعبوية إلى العقل وتثوب إلى رشدها، فالأمريكان مثلاً اختاروا بايدن بعد ترامب، والبرازيليون انتخبوا لولا بعد بولسونار، إلّا التوانسة فإنّهم -بحسب الأخ الزرقوني “قدّس سرّه”- سيختارون شعبوية مضاعفة أو مزيدا من الشعبوية الرثّة بعد رغد العيش الذي يعيشونه مع الشعبوية الراهنة. لله درّك يا رجل، ولله درّك أيها الشعب التونسي العظيم!”.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=711012880591359&id=100050479599911
وكتب الباحث والناشط السياسي، عمار الجماعي “صنع الزرقوني “سمعة” شركته من نتيجة غير متوقّعة بفوز النّداء في انتخابات 2014، فأصبح بهذا أحد صُنّاع المشهد. والرّجل -بلا شكْ- يحذق مهنته وتصاريفها ويعرف جيّدا ألاعيب الأرقام وخُدع الاستبيانات وسبور الآراء وتوجيه الأسئلة حتى غدا “مرجعًا موثوقا”! والحقيقة عندي أنّه من السهولة بمكان معرفة أمزجة النّاس: ضع السّلطة وابنِ عليها بقية الأرقام بدون مبالغة “مشلّقة” ولا تبالغ في الفوارق، وسيميل الناس حيث تميل!”.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=947917273282614&id=100041930504020
وتحت عنوان “في تحليل الخطاب الإعلامي حول خرجة الزرقوني”، كتب الباحث الإعلامي صلاح الدين الدريدي “سيغما كونساي ما هي الا شركة تجارية ومع ذلك تعامل معها الإعلام وكأنها مؤسسة عمومية تدلي بالخبر اليقين، وجل الإحصائيات التي تم تقديمها انتجتها مؤسسات عمومية في سياق عملها العادي وقدمها الإعلام كونها من ابتكارات الزرقوني، ولو كان اعلامنا – عموما – واعلامنا الاقتصادي – خصوصا – متطورا لما انتظرنا الزرقوني ليقدم لنا تلك المعطيات الاقتصادية والاجتماعية – وهي الملقاة على قارعة الطريق – ولما انتظرناه ليعلق عليها”.
وأضاف “غاب البعد التفسيري التحليلي والنقدي وتم الاكتفاء بالتركيز على الإثارة الفايسبوكية، ولا أحد أشار الى أن التجارة بالمعطيات والبيانات دون توفر اطار قانوني يضمن خاصة دقة المنهج وعلمية النتائج تعد خطرا داهما على سلامة الرأي العام وجاثما عليها، ولا أحد بين ان الهدف من خرجة الزرقوني ما هو إلا للايهام بان التوانسة عادوا إلى رشدهم الانتخابي وانهم سوف يصوتون مستقبلا للرجل الأوحد”.
https://www.facebook.com/salaheddine.dridi/posts/3546752135548139