بعد نهائي دوري الأمم الأوروبية التي توجت به إسبانيا لأول مرة ، وخابت فيه كرواتيا مرة أخرى بجيل لن يتكرر، واسدال الستار عن سلسلة المباريات الدولية الودية والرسمية، انتهى الموسم الكروي 2022/2023 ، وبدأ موسم أخر سينتهي بنهائيات بطولة كأس أمم أوروبا المقررة في ألمانيا الصائفة المقبلة ، مرورا بنهائيات كأس أمم أفريقيا وآسيا شهر يناير المقبل ، وبداية تصفيات كأس العالم التي ستكون الأطول ، والأسهل في التاريخ ، تسمح بمشاركة 48 منتخبا لأول مرة، لكن قبل كل ذلك بدأ موسم الميركاتو الصيفي خارج الملاعب، في أروقة الأندية التي شرعت في رحلة البحث عن التدعيمات لتشكيلاتها في معركة أخرى لا تقل شأنا عن معارك الفنية في مختلف المسابقات الكروية ، حيث تتصدر النوادي السعودية قائمة المستقطبين رفقة البياسجي ، نيوكاسل، تشيلسي والمان يونايتد .
السعودية دخلت بقوة كفاعل جديد في سوق الانتقالات الصيفي فأشعلت الميركاتو في سعيها نحو استقطاب النجوم ، ليس من أجل الفوز بالألقاب والبطولات كما تفعل الأندية ، بل لأجل الترويج لبلد يريد تكرار ما فعلته قطر بتنظيم مونديال 2030 ، والاستثمار في الكرة والترفيه والسياحة ومختلف الأنشطة التجارية المرافقة للعبة، حتى ولو كانت التكلفة غالية، فكانت البداية باستقدام نادي النصر لرونالدو شهر يناير الماضي، ثم انتداب بنزيمة ونغولو كانتي من طرف نادي الاتحاد، في انتظار استكمال صفقات أخرى قادمة لنوادي الهلال والشباب والأهلي وربما أندية أخرى تريد الاستفادة من التوجه الجديد لصندوق الاستثمارات السعودية الذي رصد ميزانية مفتوحة تجعل من الدوري السعودي قبلة جديدة للنجوم وعشاق الكرة العالمية على غرار ايدن هازارد، بروزوفيتش ، لوكاكو، غوندوغان، والكوري الجنوبي هيونغ مين سون، اضافة الى النجمين العربيين رياض محرز و حكيم زياش.
انتقال ليو ميسي الى الدوري الأمريكي صنع الحدث بدوره خاصة وأن كل التوقعات كانت تشير إلى انتقاله لنادي الهلال السعودي بمبلغ خيالي، قبل أن يدخل نادي انتر ميامي على الخط و يغير وجهته بعرض أغرى عائلة النجم الأرجنتيني التي فضلت العيش والاستثمار في أمريكا على الإغراءات المالية السعودية ، وهو نفس السيناريو الذي يتوجه نحوه سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا ، ويرفضه لحد الأن مهاجم الانتر روميلو لوكاكو و الكرواتي لوكا مودريتش ، في انتظار مفاجئات أخرى مرتقبة عند افتتاح سوق الإنتقالات الصيفية مع بداية يوليو القادم ، ينطلق اثرها موسم كروي من نوع خاص ، تكون له تداعيات على الجانب الفني ، ويكون أول موسم أوروبي من دون المقارنات الثنائية بين ميسي ورونالدو بعد أن رحل أحدهما الى الغرب نحو أمريكا، والثاني إلى الشرق باتجاه السعودية .
نجم ميركاتو الموسم الجديد سيكون دون منازع الفرنسي كيليان امبابي الذي أعلن رفضه تفعيل بند التجديد لموسم إضافي مع فريق باريس سان جرمان ، الذي سيكون مضطرا لعرضه للبيع بداية يوليو المقبل والاستفادة من أموال الصفقة المالية والتبادلية ، حيث يسعى الفريق الباريسي للحصول على مبلغ مالي اضافة الى لاعب أو لاعبين من الفريق الذي يريد امبابي، وفي هذه الحالة يخرج الريال من المعادلة بحكم العلاقات المشدودة بين إدارتي باريس ومدريد ، وتكون الوجهة تشيلسي أو المان يونايتد اذا تحولت ملكيته الى القطريين في الأيام المقبلة ، رغم إصرار امبابي على احترام عقده والاستمرار مع البياسجي الى غاية نهاية الموسم المقبل ، أملا في الرحيل حرا والاستفادة من أموال الصفقة بمفرده.
باريس سان جيرمان الذي عودنا على المفاجآت لم يقل كلمته بعد في قضية امبابي الذي يمكن أن يتراجع عن قراره ويفعل بند التمديد لموسم اضافي، ولم يكشف بعد عن النجم الجديد الذي يسعى إلى استقطابه بين الثلاثي هاري كين وغوندوغان وبرناردو سيلفا، أما الدوري السعودي فقد تحول في ظرف وجيز الى وجهة ممكنة لكل لاعب مهما كان وزنه وثمنه ..
إعلامي جزائري