إندبندنت: السعودية اتخذت عدة خطوات للتطبيع وتصريحات بندر تشير لحتميته

إبراهيم درويش
حجم الخط
9

لندن- “القدس العربي”:

قالت بيل ترو، مراسلة صحيفة “إندبندنت” إن السعودية اتخذت عددا من الخطوات الصغيرة ولكن الحتمية باتجاه التطبيع إسرائيل. وما كان أمرا مستحيلا في الماضي لم يعد كذلك، ولكنه بات مرتبطا بالتوقيت.

فبعد قرار كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين فتح علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ثارت التكهنات المحمومة حول السعودية وإن كان ملكها سلمان بن عبد العزيز “خادم الحرمين الشريفين” سيطبع العلاقات مع إسرائيل أم لا، مع أن الرئيس دونالد ترامب كان على يبدو متأكدا.

لكن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان استبعد خطوة كهذه قبل تحقيق سلام شامل بين الفلسطينيين وإسرائيل، إلا أن الوقت والمواقف تتغير، فما كان مستحيلا وخياليا في الماضي، أصبح ممكن الحدوث على ما يبدو مهما كان.

وأشارت الكاتبة إلى أن صورة عن التغيرات في المواقف السعودية هي مقابلة الأمير بندر بن سلطان، السفير السابق للرياض في واشنطن مع قناة “العربية” السعودية. وهو شخصية بارزة بين الدبلوماسيين وفي العائلة المالكة، حيث شن هجوما حادا على القادة الفلسطينيين وطريقة ردهم على قرارات دول في الخليج بعقد اتفاقيات مع إسرائيل.

وكانت القيادة الفلسطينية موحدة في موقفها الرافض لتطبيع دول الخليج، رغم ما تتسم به هذه القيادة من خلافات، ووصفوا الخطوات التطبيعية بـ”الطعنة في الظهر” و”الخيانة للأقصى” خاصة أن الاتفاقيات لم تحمل أي ضمانات لوقف الضم الإسرائيلي لمناطق في الضفة الغربية، وجاءت مخالفة للإجماع العربي في بيروت عام 2002 أو ما عرف بالمبادرة العربية التي عرضت التطبيع مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها في عام 1967.

وبدلا من موافقة الأمير بندر على هذا، اتهم القيادة الفلسطينية بالفشل واستغلال قادة دول الخليج والسعودية. مرددا موقف دبلوماسي إماراتي أخبر الكاتبة أن الخليج “ليس هدية” للفلسطينيين.

وأشارت الكاتبة إلى تعبيرات الأمير بندر التي وصف فيها الخطاب الفلسطيني بـ”الواطي” وأنه ليس خطابا متوقعا من قادة يحاولون الحصول على دعم دولي لقضيتهم. وهاجم بندر القادة الفلسطينيين خاصة الزعيم الراحل ياسر عرفات الذي وقف مع صدام حسين في غزوه للكويت عام 1990. وقال: “باتوا مقتنعين ألا ثمن لدفعه مقابل أخطائهم التي ارتكبوها ضد القيادة أو الدولة السعودية أو القيادات الخليجية ودولها”.

وعلقت الكاتبة على ما قاله الأمير بندر بأن الظروف والوقت قد تغيرا. وتقول إن هذا ليس موقفا استثنائيا في المملكة، مشيرة إلى ما قاله علي الشهابي، المحلل السعودي معلقا على تصريحات الأمير بندر بأنها “تراكم إحباطات” من القيادة الفلسطينية داخل السعودية.

وقال: “على القيادة الفلسطينية الإنصات وبعناية لهذا، ومعرفة أن سلوكهم سيؤدي لخسارتهم أهم داعم لهم في الحكومة السعودية”. وأضاف أن الكثيرين في الخليج يعتقدون أن القيادة الفلسطينية “عجوزة ومنفصلة عن الواقع”.

ولم تكن مقابلة الأمير بندر هي الأولى التي تظهر تحولا في الموقف السعودي. ففي الشهر الماضي ناشد إمام الحرم المكي المسلمين تجنب “التعبيرات العاطفية والحماسية” ضد اليهود في خطبة نقلها التلفزيون السعودي. وهو تحول من الشيخ عبد الرحمن السديس الذي كان في الماضي يبكي وهو يتحدث عن فلسطين ويدعو للفلسطينيين بالنصر “على الغزاة والمعتدين” اليهود. وكانت الخطبة بمثابة فحص من الحكومة لمزاج السعوديين أو أنها تحاول تطوير أفكار جديدة.

كما أن قرار الإمارات والبحرين المضي في التطبيع لم يتخذ بدون ضوء أخضر من السعودية. وساعدت المملكة الإمارات بالاتفاق من خلال السماح للطيران الإسرائيلي التحليق في أجوائها، حيث طارت طائرات “إلعال” من تل أبيب إلى أبو ظبي. وقال عزير الغشيان الباحث السعودي بجامعة إسكس: “من الواضح أن السعودية لم تعرقل” بل “سهلت هذين الاتفاقين”.

ولاحظ الغشيان تحولا مهما في مواقف الشارع العربي بعد 2011 ورفضه القومية والوحدة العربية التي كانت أساس دعم القضية الفلسطينية. كما أن التقاء المصالح الخليجية مع إسرائيل ضد إيران والإخوان غيرت المواقف أكثر. ولكن الغشيان يرى أن العدو المشترك لن يكون دافع السعودية الرئيسي للتطبيع مع إسرائيل ولكن المصالح المالية والتجارية خاصة في ظل محاولات إصلاح الاقتصاد وجعله أقل اعتمادا على النفط.

لكن السعودية التي تعتبر من أقوى وأكبر دول الخليج تمقت أن ينظر إليها بأنها تطبع علاقاتها مع إسرائيل أسوة بما فعلته الإمارات والبحرين. وستجد السعودية التي تقدم نفسها على أنها زعيمة المسلمين وحارسة الأماكن المقدسة صعوبة في السير نحو التطبيع. إلا أن الأمير بندر كان واضحا في حديثه عن تغير الظروف والزمن. وربما لن تتخذ السعودية القرار في أي وقت قريب، لكن الخطوة تبدو محتومة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول المواطن:

    لا يهم موقف المنشار و ابو المنشار فهو تحصيل حاصل ، المهم هو موقف الامة و الشعب السعودي الابي المغلوب على أمره و انشاء الله يعود الملك محمد بم نايف لحكمه قريباً بحول الله. ما يدهش هو حال الامير أعالاه كان بالأمس أسداً و اليوم نراه خانعاً مهرولاً ممغنطاً ، من ملامحه الأكيد انه ذاق عذاب الريتز كارلتون .

  2. يقول عبدالله المصري:

    ترامب محتاج اي انجاز يساعده في الانتخابات فليكن مذلة و خيانة ال سعود حطب تشتعل عليه الانتخابات

  3. يقول Al NASHASHIBI:

    قضيه فلسطين واحتلالها من الصهيونية الإجرامية هي قضيه كل مواطن وكل نظام عربي واسلامي..وبهذا فهي مسؤوليه الجميع وليس محصورة في الفلسطنيون..
    وبهذا نود من القيادة الفلسطينيه بعمل سياحه الي جميع الأقطار الإسلامية والعربيه حتي يكونوا ويشاركوا بهذه القضيه ..
    ولهم الشكر علي مشاوراتهم ..وتحمل المسؤولية
    لأن كرامتنا واحده ومذلتنا واحده
    وعلينا التخلص من القواعد الاستعمارية مصدر دمارنا وسفك دمانا
    المنكوب
    النشاشيبي

  4. يقول عبد الله العقبة / ماجستير علم نفس:

    قرار تطبيع السعودية للعلاقات مع الكيان الصهيوني قرار ستراتيجي ليس من السهل ان تتخذه السعودية بالتمنيات والتوريط والضغوط.هي تعرف ذلك وتدركه بعمق.لذلك نصيحتي للفلسطينيين الرهان على الموقف السعودي فهو ( الوحيد ) القادر على ان يحققوا ( توازنا ) بين الواقع والحلم الفلسطيني.السعودية لديها أورقها الثقيلة في ميزان الصراع.والكيان الصهيوني يدرك ذلك جيدا.فهو مستعد لتقديم تنازلات مقابل التطبيع مع السعودية تفوق اية تنازلات سياسية عملية مقابل التطبيع مع دول عربية اخرى.

    1. يقول Ahmed:

      أنا لا أعتقد ذلك العرب لا يملكون من أمرهم شيء

    2. يقول سليمان - الجزائر:

      التطبيع مع الكيان الاجرامي سيكون في صالح الفلسطينيين إن راهنوا على الموقف السعودي !؟ وماذا ستقدمه السعودية للارضاء الصهاينه اليوم، بعدما استعملوا جل الحيل لتعطيل المحادثات لتوسيع الاحتلال والمستوطنات.
      اصبح الاعلام التطبيعي يعاتب الضحيه ويساند المجرم، ويحاول بسياسه التنويم اقناع ضعفاء النفوس ان التطبيع مع الكيان الاجرامي سيفتح ابواب الجنة على شعوبهم…نعيب زماننا والعيب فينا وما لزمانا عيب سوانا

  5. يقول المقدسي:

    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ أَسْعَدَ النَّاسِ بِالدُّنْيَا لُكَعُ ابْنُ لُكَعٍ
    أن من علامات الساعة: تغلب أهل الخسة واللؤم والفساد على البلاد، فيتملكونها بالقهر والغلبة ، ويسوسون الناس بالجهل والهوى، ويكون هذا الصنف من الخلق : هم أسعد الناس بالدنيا، وأعظمهم حظا فيها ، ومكانة عند أهلها

  6. يقول Ahmed Hamarsha:

    إذا إسرائيل تنسحب من كل الأراضي ٦٧ المحتلة بما فيها القدس الشرقيه وانسحاب من كل المستوطنات داخل ٦٧ سوف يوافق الفلسطينين على التطبيع لكل الدول العربية ولكن هذا من المستحيل لأن الصهاينة إذا أخذوا شيء لا يسترد منهم إلا في الحرب والدم والتضحية.

  7. يقول امحمد:

    اللهم طهر بلاد الحرمين من هؤلاء المتصيهنين.

إشترك في قائمتنا البريدية