نواكشوط –«القدس العربي»: يتواصل في موريتانيا انشغال كبير بحادثة إطلاق شاب موريتاني النار على يهودي في مدينة شيكاغو الأمريكية، ويشتد هذا الانشغال على مستوى الجالية الموريتانية في الولايات المتحدة التي يتجاوز أفرادها خمسين ألف مقيم غالبيتهم من الشباب.
ويتواصل التحقيق في هذه الحادثة، التي يواجه فيها المواطن الموريتاني سيدي محمد عبد الله تهمة محاولة القتل من الدرجة الأولى، بعد أن أطلق النار على رجل يهودي، وفتح النار كذلك على الشرطة وعلى مسعفين في مكان الحادث، لتقوم شرطة شيكاغو بإطلاق النار عليه وإصابته بجروح خطيرة.
ويواجه سيدي محمد عبد الله، 22 عامًا، ست تهم بمحاولة القتل من الدرجة الأولى، وسبع تهم أخرى بإطلاق النار المشدد والاعتداء المشدد.
وأكدت شرطة شيكاغو “أن المشتبه به أطلق النار على رجل يبلغ من العمر 39 عامًا في الكتلة 2600 من ويست فارويل”.
ويرقد الموريتاني المواطن المتهم في المستشفى، ومن المتوقع أن يعرض على المحكمة الإثنين المقبل.
وأثارت هذه الحادثة اهتماماً واسعاً في المجتمع السياسي الأمريكي، حيث علقت عليها حملة المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة تساءلت فيها على حساب لها على منصة “اكس” (تويتر سابقاً)، قائلةً: هل سمعت يوماً عن دولة تُدعى موريتانيا؟ هي دولة صغيرة في شمال غرب إفريقيا.
في عام 2023، عبر شاب يبلغ من العمر 22 عاماً من موريتانيا، الحدود المفتوحة في كمالا بسان دييغو، وتم إطلاق سراحه في أمريكا، لكن يوم السبت الماضي، أطلق الشاب نفسه النار على يهودي أرثوذكسي في شيكاغو”.
وأعرب يحى ولد اللود، النائب البرلماني الموريتاني عن دائرة أمريكا، عن مشاعر الألم التي تعيشها الجالية الموريتانية في أمريكا نتيجة الأحداث في منطقة الشرق الأوسط”، مشددًا على “أهمية التعبير عنها بوسائل سلمية وبعيدة عن العنف”.
ووصف النائب في تصريح للصحافة حادثة إطلاق النار التي قام بها الشاب الموريتاني سيدي محمد عبد الله في شيكاغو بأنها “مأساوية ومؤسفة”، مشيرًا إلى “أن الحادثة كانت مفاجئة للجالية الموريتانية”.
وأكد النائب “ضرورة توجيه النصائح للشباب وتنبيههم لنبذ العنف، خاصة أن الولايات المتحدة تضمن حرية التعبير والمعتقد”.
وأشار النائب إلى أن “الجالية الموريتانية في الولايات المتحدة مسالمة، وأنها تتألف في معظمها من الشباب الباحثين عن فرص العمل والطلاب، وليس لهم مصلحة في تصرفات تسيء إلى سمعتهم”.
وحذر ولد اللود من “التسرع في تصنيف العملية بـ “عمل إرهابي” أو “جريمة كراهية”، لافتًا إلى “أن السلطات الأمريكية لم توجه حتى الآن تهمة جريمة الكراهية للشاب الموريتاني رغم تساؤلات ملحة طرحت بهذا الشأن خلال المؤتمر الصحافي لشرطة شيكاغو، الذي تناول تفاصيل الحادثة”.
وفيما لم يصدر تعليق رسمي في موريتانيا على هذه الحادثة، أكد وزير الإعلام السابق محمد ولد أمين “أن خطاب العنف في موريتانيا متواصل منذ السماح للإخوان بالعمل السياسي والإعلامي”.
وقال في تدوينة له “إن هذه الهدنة الطويلة أدت الى اختراق المجتمع الموريتاني وتحويل شبابه الى أيديولوجيا الإرهاب”.
وأضاف ولد أمين “الذي هاجر لأمريكا كي ينقذ عائلته من الفقر حمل معه نظريات الهجرة والتكفير، ونظريات التترس، والولاء والبراء، ومن يشاهد التعليقات على التدوينة سيتصور أننا في طالبان أو في الموصل أيام داعش”.