انشغال بسيل مبادرات الدعم المنهال على الرئيس الموريتاني

حجم الخط
1

نواكشوط- ‘القدس العربي’: ينشغل الموريتانيون هذه الأيام بمتابعة وانتقاد واستلذاذ المئات من مبادرات الدعم المنهالة بشكل متواصل، من شتى أوساط المجتمع، على الرئيس المنصرف محمد ولد عبد العزيز، المترشح المؤكد فوزه، لانتخابات الواحد والعشرين من يونيو/حزيران المقبل.
فقد تفنن الموالون من شيوخ القبائل ومن العلماء ورجال الدين والتصوف وحتى الصحافيين والأدباء ضمن حمى تنافسية حامية الوطيس، في تنظيم مبادرات دعم للمترشح محمد ولد عبد العزيز، شملت جميع مدن وقرى وأحياء موريتانيا.
كما تفننوا في تسمية هذه المبادرات مستخدمين ملكاتهم البلاغية والشعرية: ‘مبادرة التوفيق’، ‘متحدون خلف الرئيس’، ‘مبادرة الصدق والأمانة’، ‘متحدون داعمون’..إلى غير ذلك.
ويرى الموالون للرئيس، حسب تأكيدات محمد ولد سالم (26 سنة) وهو طالب جامعي مؤيد، ‘أن هذه المبادرات عادية وصادقة ودالة بوضوح على أن الشعب الموريتاني عاشق لقائده وزعيمه محمد ولد عبد العزيز الذي حقق له في ظرف خمس سنوات ما لم يتحقق خلال الستين سنة المنقضية من عمر الدولة’.
وتقول أماته بنت سيدي وهي ستينية صاحبة دكان ملابس في سوق العاصمة وموالية للرئيس’..المبادرات نشاط عفوي حر خارج الأحزاب وهو تأييد لرجل أصبحت إعادة انتخابه ضرورة لبلد يمر بمرحلة خطيرة’.
وكانت السخرية من هذه المبادرات مهمة تولاها عدد من المدونين والكتاب، فقد اعتبرها الكاتب المدون حبيب الله ولد أحمد ‘عادة جاهلية’؛ ولتأكيد موقفه ذاك أعلن على حسابه في الفيس بوك من منطلق ساخر عن ‘اجتماع لمبادرة قبائل عرب الجاهلية لدعم الرئيس’.
ونشر المدون حبيب حوارا مسقطا على الواقع، بين شخصيات من العصر الجاهلي مثل عمير الخزاعي، ومزاحم التيمي، والحارث بن يعمور، والنضر ابن همام.
ويتوصل الحوار في نهايته لخلاصة هي ‘أن الحاكم غالب متغلب.. فهلموا يا قوم حتى لا تستضعفنا العرب وتضربنا عن قوس واحدة إذا تخلفنا عن هذه المبادرات فلا أقل من أن يرانا عسس الأمير وعيونه فنأمن مكرهم ومكوسهم واستضعافهم لمن خالفهم الرأي’.
أما المدون المعارض محمد الأمين الفاضل فقد انتقد بجد في تدويناته، ظاهرة تنظيم المبادرات فدعا المبادرين ‘لعدم الاغترار بتأييد الرئيس عزيز لأنه سبق أن عزل رائد المبادرات الذي نظم بعد انقلاب 2008، ‘مبادرة حراس المنازل’ و’مبادرة مداحي النبي صلى الله عليه وسلم الداعمين للرئيس عزيز’.
وأكد ولد الفاضل ‘أن الحياة السياسية اليوم هي نفسها في عهد الرئيس الأسبق ولد الطايع، وأضاف ‘..تأملوا في مبادرة في العام 2004 وقارنوها بمبادرة في العام 2014 فستجدون أنكم أمام نسخة طبق الأصل. تأملوا في زيارة للرئيس في العام 2004 وقارنوها بزيارة للرئيس في العام 2014 ولكم مني جائزة إن جئتموني بسبعة فوارق بسيطة بين الزيارتين’.
‘وأخيرا، يضيف المدون ولد الفاضل، ‘تأملوا في الواجهة في مجملها في العام 2004 وقارنوها بالواجهة في العام 2014، فإذا ما فعلتم ذلك، فستعلمون بأن أكبر كذبة صدقناها هي أن التاريخ لا يعود إلى الوراء!!’.
وأيد المدون حامد فادل نفس الطرح فأكد في تغريدة له ‘أن أي شيء لم يتغير في السياسات ولا في المبادرات فهذا العهد هو ذاك’.
إنها حمى الانتخابات..وقد بدأت ترفع حرارة المواقف والتموقعات في مجتمع أكدت الحملات الماضية أنه مجتمع يعشق السياسة وشعب يجد في الحملات السياسية المصاحبة للانتخابات فرصة للترويح عن النفس وللمتعة غير مكترث بما وراء ذلك.

عبد الله مولود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول foufou lakhdar:

    انتخابات عربية وفق ارادة الاخر.انها موضتنا جميعا من المحيط الى الخليج

إشترك في قائمتنا البريدية