رأي القدس انشقاق العميد مناف طلاس نجل وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس يشكل ضربة قوية للنظام السوري، ليس لانه كان يتولى قيادة اللواء 105 في الحرس الجمهوري فقط، وانما لانه وعائلته واشقاءه يعتبرون من الدائرة الضيقة الموالية للرئيس بشار الاسد.المتحدثون باسم النظام كانوا يتباهون دائما بان النظام متماسك بدليل عدم حدوث انشقاقات كبيرة لسفراء وقادة عسكريين ووزراء على غرار ما حدث في ليبيا واليمن بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير الديمقراطي، ولكن اذا تأكدت المعلومات التي تفيد بانشقاق العميد طلاس فان هذا فأل سيىء لهؤلاء وللنظام في آن.من الطبيعي ان تلجأ الآلة الاعلامية الرسمية السورية الى بذل جهود كبيرة للتقليل من حجم هذا الانشقاق واهميته، مثلما قال موقع ‘سيريا ستيبس’ المقرب من النظام وأول من اعلن هذا النبأ، ان هذا الفرار جاء ‘بعد تأكده من ان المخابرات السورية تمتلك المعلومات الكاملة عن اتصالاته الخارجية’ واضاف انها اي المخابرات ‘لو شاءت احتجازه لفعلت’.هذه الرواية تستعصي على الفهم مثلما يصعب القبول بها، لان المخابرات السورية لا يمكن ان تسمح لرتبة عسكرية قيادية في حجم العميد طلاس بالفرار الى تركيا العدو الاكبر للنظام السوري، والمقر الابرز لقيادة المعارضة السورية.السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو عن الخطوة المقبلة للعميد الهارب، فهل سينضم الى المعارضة السورية وينشط بالتالي في صفوفها، ام انه سيفضل الانزواء بعيدا عن اي نشاط سياسي معارض، خاصة ان اسرته ثرية تملك اموالا طائلة، وربما ايضا لتجنب الحاق اي اذى باسرته واقاربه الذين بقوا في سورية.العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع السابق المخلص للرئيس الراحل حافظ الاسد، والد العميد المنشق يقيم حاليا في باريس الى جانب ابنته، حيث تمكن من مغادرة دمشق تحت ذريعة اجراء فحوصات طبية ولم يعد، حسب المعلومات المتوفرة، وهي الطريقة نفسها التي استخدمها السيد عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري، مع فارق اساسي وهو ان الاول، اي العماد طلاس لم ينخرط في اي نشاط سياسي معارض للنظام انطلاقا من العاصمة الفرنسية.الامر المؤكد ان العميد طلاس الفار سيشكل صيدا ثمينا لاجهزة الاستخبارات العربية والاجنبية الداعمة للمعارضة، لانه يملك كنزا من المعلومات العسكرية والامنية التي لا تقدر بثمن بحكم موقعه ورتبته وقربه من دائرة صنع القرار في النظام السوري، ولكن من السابق لاوانه الجزم بانه سيتعاون مع هذه الاجهزة، طالما انه لم يعلن انشقاقه رسميا، ولم يؤكد نواياه في معارضة النظام الذي خدمه ووالده طوال السنوات الاربعين الماضية.انشقاق العميد مناف طلاس اذا تأكد خطوة على درجة كبيرة من الخطورة، ليس لانه قد يؤشر الى وجود شرخ في الدائرة الضيقة الموالية للنظام، وانما ايضا من حيث كونه سابقة ربما تشجع آخرين للسير على الدرب نفسه.من المؤكد ان الرئيس بشار الاسد يعاني من صداع قوي منذ سماعه بنبأ انشقاق العميد مناف الذي يعتبر من اقرب اصدقائه، ان لم يكن صديق عمره. Twitter: @abdelbariatwan