انصار مرسي واثقون من النصر رغم تزايد عدد معتقليهم.. الثناء يهطل على مبارك.. ومخاوف من تفكك الجيش

حجم الخط
2

القاهرة – ‘القدس العربي’ – من : شهدت الصحف المصرية الصادرة امس المزيد من الانباء حول المواجهات التي تشنها الشرطة للقبض على رموز الإخوان وكوادرهم، وعبر عدد من مشايخ السلفيين عن رفضهم لقرار الحكومة غلق المساجد بين الصلوات، معتبرين القرار يعيد للاذهان صورة دولة مبارك القمعية.. مبارك بدوره نال قدراً لا بأس به من الاخبار في صحف الجمعة، حيث سعى بعض الكتاب لمغازلته عند الحديث عن الرئيس المختفي عن الانظار محمد مرسي. وكأنه انتصار جديد إذ صورت صحف امس الجمعة نبأ القبض على القيادي الإخواني محمد البلتاجي وأثنين من رموز الجماعة باعتباره نصرا مجيدا، ووصل الامر ببعض تلك الصحف المناوئة للإسلاميين لدعوة المواطنين للاحتفال بالقبض على البلتاجي، فيما احتشد مذيعو الفضائيات وجلهم من اذناب النظام البائد للحمد والتهليل والتكبير على الصيد الثمين، وكأن الرجل الذي فقد ابنته ذات السبع عشرة ربيعاً في اعتصام سلمي قبل اسبوعين بحي رابعة العدوية قد سطا على الاحتياطي النقدي للبلاد أو كان يحول بين مصر وبين ان تنهض نحو مصاف الدول الكبرى. وجاء خبر اعتقال البلتاجي عنواناً رئيسياً في معظم الصحف. وإلى كثير مما لدينا:

‘الأخبار’ تصور القبض
على البلتاجي بانتصار عظيم

ونبدأ بصحيفة ‘الأخبار’: بعد فترة طويلة من الهروب وفي ضربة موجعة لجماعة الإخوان نجحت اجهزة الامن بوزارة الداخلية بالقبض على القيادي الإخواني محمد البلتاجي مختبئا بقرية ترسا التابعة لمركز ابو النمرس بمحافظة الجيزة.. وتم ضبطه بأحد المنازل الريفية داخل شقة بدون اثاث وبصحبته خالد الأزهري، وزير القوى العاملة السابق وجمال عشري القيادي الإخواني في محافظة الجيزة، وتم ترحيلهم إلى ليمان طرة.
وأكد اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية في تصريح لـ’الاخبار’ ان فرقة من قوات العمليات الخاصة والامن الوطني والامن العام كانت ترصد البلتاجي خلال الايام الماضية ومضت صحف مصر المستقلة والحكومية نحو شن حرب غير مسبوقة على الإخوان محملة رموز الجماعة كافة حوادث العنف التي تقع في البلاد. وشن العديد من الكتاب حروباً ضارية ضد الإسلاميين مطالبين بعدم التعاطف معهم والدفع بهم نحو المعتقلات الجماعية وسقطت مبادرة لوقف العنف اعلن عنها الشيخ عبود الزمر، وطالب بعض الكتاب الجيش بالقبض عليه وإعادته للسجن الذي امضى فيه ما يزيد على عقدين.

‘الأهرام’: إلى متى يتخاذل
العرب في البلطجة الأمريكية؟

وإلى ‘الأهرام’ التي يشعر رئيس تحريرها عبد الناصر سلامة بالاسى بسبب سياسة البلطجة التي تتبعها واشنطن في تهديد العواصم العربية العاصمة تلو الاخرى باعمال عسكرية بحجة حماية المدنيين، وآخر تلك التهديدات موجهة لدمشق: ‘تاريخ طويل من التخاذل العربي في مواجهة البلطجة الأمريكية، لا لشيء إلا لأننا كنا دائما أمام أنظمة ديكتاتورية، وهشة في الوقت نفسه، كانت تعتبر نفسها بمنأى عن الضرر ما دام لم يقع عليها بصورة مباشرة، على الرغم من أن هذه المواقف كانت خصما واضحا من رصيدها لدى الشعوب التي كانت تقف في واد، وقياداتها السياسية في واد آخر، على اعتبار أن السلطة تستمد قوتها أولا وأخيرا من المارد الأمريكي، ومن ثم فإن الشعوب، التي لا حول لها ولا قوة، يجب أن تظل في مقاعد المتفرجين طوال الوقت، إلى أن انتفضت- أو بعضها- على غرة، كما هي الحال الآن فالقصف الأمريكي للأراضي العربية طال ليبيا في ثمانينيات القرن الماضي، وطال الصومال والعراق في التسعينيات، وطال اليمن والسودان بعد ذلك بطريقة مباشرة، وغير مباشرة، وها هو الآن بين لحظة وأخرى ينال من سورية وشعبها، بين صمت وتأييد دوليين، وتخاذل واهتراء عربيين، وكأن التاريخ يعيد نفسه، فسوف نسمع بيانات شجب واستنكار، ونقرأ أسفا وتنديدا لسقوط الضحايا الأبرياء، إلا أن الكارثة قد وقعت، وجيش سورية القوي في خبر كان، ولنضف صفحة جديدة إلى صفحات التشرذم العربي هذه هي الحقيقة، التي نحن بصددها الآن، فالإعداد على قدم وساق لقصف الأراضي السورية، وحتى لو كان القصف لأهداف منتقاة، فالقتلى أشقاء سوريون، والدمار للبنية التحتية السورية، والتقسيم يصبح أمرا حتميا، ومتطرفون يتأهبون للانقضاض على الحكم، وعواصم كبرى تعد فواتير الإنفاق العسكري لتحصيلها من عواصم صغرى نفطية، وشركات غربية تترقب عمليات إعادة الإعمار، على غرار ما حدث في العراق، وأخرى أمنية مخابراتية تتأهب للانتشار’.

الأمريكان يضعون انوفهم في كل شيء

ونبقى مع الهجوم على أمريكا وخطاياها التي يضيف اليها مصطفى الفقي عضو البرلمان السابق مايلي: ‘أمريكا ستخطئ بشدة إذا تصورت أنها تستطيع حل القضية السورية عن طريق عملية عسكرية خاطفة وسريعة، وقال الفقي إن روسيا غير مستعدة الآن للتورط في أي عمل عسكري ولكنها قد تدفع بالفيتو ضد القرار الأمريكي، وقال إن التدخل الإيراني عسكريا سيورطها إلى مالا نهاية. وأشار إلى أنه يجب على العقلاء في الجماعة الإسلامية أن يقوموا بمراجعات جديدة، وإقامة أحزاب بمفهوم الوطنية لا الأممية.
وأضاف أن النظام الفردي في الانتخابات البرلمانية هو الأفضل وأن صندوق الانتخابات لا يكون معبرا إلا والشعب مستقر نفسيا وماديا بخلاف ذلك يكون الصندوق ظالما. وقال الفقي إن الفريق السيسي هو الأكثر شعبية، ولكنه ليس مرشحا للرئاسة، أما عن باقي المرشحين السابقين ففرصهم تبدو ضعيفة جدا خصوصا بعد30 يونيو التي غيرت كل المفاهيم يضيف الفقي تتصور الولايات المتحدة الأمريكية دائما أنها شرطي العالم كله، وتدس أنفها في كل منطقة، وساعدها على ذلك مفهوم أن العالم أصبح قرية كونية واحدة، واعتمدت في ذلك على أن القانون الدولي الإنساني أصبح يضرب سيادة الدولة القومية، وأن فكرة الدولة كانت قدسا من الأقداس، ولم يعد ذلك الأمر قائما، وأصبح في مقدور الولايات المتحدة منفردة أو مجتمعة مع آخرين ومن خلال مجلس الأمن أو من خارجه أن تتدخل بعمل عسكري بمنطقة ما، مثلما حدث في أفغانستان والعراق وصربيا من قبل، ولكن من الملاحظ أن أمريكا تتصرف بعجرفة القوة وجبروت الثروة، ولذلك لم تتمكن من تحقيق نتائج منذ الحربين الكورية والفيتنامية والتدخل في أفغانستان والعراق والبلقان، ورغم ذلك تواصل عملها بلا خبرة سياسية طويلة وبلا قدرة على فهم ودراسة نفسية الشعوب وأمريكا قد تتورط في سورية على نحو يقلب موازين القوى بالمنطقة وتحويله إلى صراع إقليمي قد يطول’.

فاروق جويدة: يجب أن
يستفيد الإخوان من أخطاء الماضي

وإلى جانب من اهم اخطاء الإخوان التي يرصدها فاروق جويدة في ‘الأهرام’: لا اعتقد ان الإخوان المسلمين قد استفادوا في اي فترة من تاريخهم بدروس الماضي والدليل انهم قوم يجيدون تكرار الأخطاء وما اشبه اليوم بالبارحة فقد خلقوا حالة من العداء التاريخي مع جيش مصر واختاروا ان يكونوا في حالة صدام دائم مع جميع القوى السياسية حتى قبل قيام ثورة يوليو وفي العهد الملكي الذي طاردهم في كل مكان.. يبدو ان هناك خطأ ما في فكر الإخوان واسلوب تعاملهم مع البشر والأشياء.. هناك أكثر من رسالة وصلت للإخوان في الفترة الماضية وكانت كل واحدة منها تتطلب تغيير الحسابات والمواقف ولكن قطار الإخوان مازال يصر على المضي في طريقه حتى وان انتهت الرحلة كلها بكارثة مؤكدة.. لم يقتنع الإخوان المسلمون حتى الآن بأن الرئيس السابق محمد مرسي قد خرج من مقر الرئاسة بالإتحادية ولن يعود ولم يتأكدوا بعد وهم في السجون انهم كتبوا بأنفسهم قصة فشلهم في الحكم امام رفض شعبي كاسح طالبهم بالرحيل واصر على التغيير مهما كانت النتائج.. كل هذا حدث امام الإخوان ولم يتراجعوا عن مواقف العنف التي اصبحت تهدد كل شئ في مصر الآن.. كم من زعماء سياسيين كبار سقطوا ولم ينته كل شيء برحيلهم فهل كان مرسي هو الإخوان كل الإخوان..لم يقتنع الإخوان المسلمون حتى الآن بأن قوات الجيش والشرطة قد نجحت في فض الإعتصام في رابعة العدوية والنهضة وان ما حدث كان نموذجا امنيا فريدا في ضبط النفس وانجاز المهمة بأقل قدر من الخسائر وأن اصرار الإخوان على استمرار الاعتصام ايا كانت النتائج كان موقفا يتعارض تماما مع جماعة سياسية دينية تؤمن بالعمل السياسي وتقدر قدسية الأديان’.

‘المصري اليوم’:
وطنية نظام مبارك

قلبي مع الرئيس الأسبق.. هكذا يعترف رجب جلال في المصري اليوم ببراءته من نظام مرسي ويقر ليس لأنني ‘مباركي’ الهوى، أو ‘فلولي’ العقيدة كما تردد ببغاوات تلك التي يسمونها ثورة، ولكن لأنني رأيت ما حدث لخلفه الدكتور محمد مرسي، منذ عزله شعبه، وفود أمريكية وأوروبية وإماراتية وقطرية تحج إلى القاهرة، أشتونات وماكينات وكيريهات وجراهامات لا تتوقف عن الحركة من المقر السري للمعزول، إلى سجن طرة، إلى مستعمرتي رابعة والنهضة قبل تحرير مصر منهما، مبادرات هنا، واقتراحات هناك، لا لشيء إلا لإعادة نظام ميت إلى الحياة أياما معدودات، ليس حباً في جماعة، ولا حرصاً على مصلحة بلد، وإنما لأن مرسي كان لواشنطن ورقة مهمة في خطة أوباما لإنهاء أزمة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لصالح الثانية كالعادة، وإحداث فراغ استراتيجي حتى الصين شرقا، بعد أن أصبح الطريق ممهداً له بتدمير أفغانستان وباكستان والعراق وسورية، التي ربما تكون قد تلقت أولى الضربات مع نشر هذا المقال، ولم تعد هناك نقطة مزعجة على الخريطة سوى فلسطين، وهي النقطة التي يصر أوباما على تعديلها قبل انتهاء ولايته الثانية، لتصبح كل هذه المنطقة ملعباً له وميدان رماية على كوريا، لكنه تلقى ضربتين موجعتين في أسبوع واحد، الأولى عندما أطاح الأمير الجديد لقطر بوزير خارجية والده حمد بن جاسم، والذي كان يقوم بدور مهم في تنفيذ مخطط أوباما، خاصة عندما طرح فكرة مبادلة الأراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والثانية بسقوط مرسي، الذي أبدى هو ومرشده موافقة على توطين فلسطينيي قطاع غزة في سينا أعود إلى مبارك، الذي أثبتت الأيام أنه كان شديد الوطنية في هذا الملف، ولم يكن ليسمح بأن تنتهك حدود مصر’.

تمرد لم تصنع المعجزة بمفردها

يراقب الكثيرون حالة الغرور التي تعتري الكثييرن من حركة تمرد بشأن انهم وحدهم نجحوا في اسقاط حكم الجماعة وهو ما يعترض عليه سليمان جوده في ‘المصري اليوم’: ‘ما قد يفوت على إخواننا في حركة تمرد أن ما جرى يوم 30 يونيو لم يكن ممكناً، دون جهد هذه الحركة المصرية الخالصة، التي أزاحت حكم الإخوان إلى غير رجعة، فيما يشبه المعجزة من السماء وما قد يفوت عليهم، أيضاً، أن انحياز الجيش إلى المصريين، في3 يوليو، لم يكن له أن يكون، لولا وجود ذلك الحشد الهائل الذي اندفع كالطوفان في الشوارع والميادين، ضد عجز وفشل جماعة مرسي نحن، إذاً، أمام حركة لم يكن في مقدورها أن تجسد آمال المصريين على الأرض، دون انحياز المؤسسة العسكرية لها، وبمعنى أدق لقدرتها على إغراء 30 مليون مصري بالنزول إلى الشارع، ونحن، في الوقت ذاته، أمام مؤسسة عسكرية وطنية لم يكن في مقدورها أيضاً أن تنحاز إلى ما انحازت إليه، لولا أنها رأت أن أمامها إرادة شعبية واسعة، وممتدة في الشارع، وأن هذه الإرادة في حاجة إلى أن من يأخذ بيدها، ويدعمها، ويتبنى مطالبها، وهو بالضبط ما فعله جيشنا العظيم، لا أكثر، ولا أقل ويرفض جوده ان يكون للحركة دور في الاعترا ض على الدستور أو ملاحظات: إن هذا ليس هو دور تمرد، الذي يقدره كل مصري، ولا هو توقيت إبداء هذه الاعتراضات، لأن حركة من نوع تمرد يجب أن تبقى ضميراً لثورة 30 يونيو، طول الوقت، وأن يكون جهدها كله منصباً في هذا الاتجاه، من أجل تحقيق هدف محدد، لا يجوز أن يغيب عن عينها، في أي لحظة هذا الهدف هو التأكيد دائماً على أن خريطة المستقبل، المعلنة من جانب الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ليست خريطة خاصة بالجيش، وإنما هي ترجمة مباشرة لإرادة شعبية عريضة ملأت أرجاء البلد في 30 يونيو’.

‘الوطن’: البلتاجي
يكذب حتى وهو يبكي

وإلى مزيد من المعارك الصحافية، وهذه المرة يوجهها عمرو هاشم ربيع في جريدة ‘الوطن’ ضد القيادي الإخواني محمد البلتاجي الذي قبض عليه امس الاول: ‘منذ أربعة أيام طالعتنا قناة ‘الجزيرة مباشر مصر’ بما أسمته تسجيل فيديو (صوت وصورة) لمحمد البلتاجي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، وهو صاحب المقولة الشهيرة (يمكن للعنف في سيناء أن يتوقف في الثانية التي يعود فها الرئيس مرسي لسدة الحكم)، وهو أيضاً صاحب البيانات الملتهبة في منصة رابعة العدوية، وأحد المسؤولين عن اختيارها واستمرارها وتنظيم الصعود عليها ودعوة أصحاب الحناجر من الإخوان وغيرهم للخطابة من فوقها، ومن ثم فهو صاحب دعاوى التحريض التي انطلقت منها، وهو كذلك صاحب الاتهامات التي كيلت له من الكثيرين عن إدارة ماكينة العنف ضد كل من اكتُشفوا من غرباء داخل الاعتصام، وبعض من قاد أعمال العنف خارجه، كما حدث في أحداث رمسيس الأولى التي سبقت فض الاعتصام بنحو 10 أيام المهم كما يشير ربيع أن البلتاجى لعب من حيث الشكل، دور أسامة بن لادن زعيم القاعدة، الذي سرّب عشرات الأشرطة، كما لعبت الجزيرة دور المنصة التي كانت تعلن أفكار بن لادن، وهو الدور الذي يروق لها كـ’شو’ إعلامي يجعلها صاحبة السبق، والطرف الذي يثق فيه الإرهابيون لنشر أفكارهم، إضافة إلى أسباب أخرى متعلقة بتبنيها أفكار جماعة الإخوان، اعتقاداً منها أن ذلك يهز الاستقرار بمصر، فكانت كالرجل الذي ينطح صخرة، فلا الصخرة تنكسر، ولا تجف رأسه من كثرة النزيف. حاول من خلال بكائه في النصف الثاني من كلمته أن يجذب عطف الكثيرين، ناهيك عن كلماته التي سعى من خلالها إلى تشجيعهم على مواصلة المقاومة ‘للحكم العسكري الانقلابي’. وقد جاءت كلماته قبل بضع أيام قليلة مما سُمى بجمعة الـ30 أغسطس، والتي يعتقد أنها وهم كبير’.

‘الشروق’: هل يكرر الإخوان
سيناريو الجيش السوري الحر؟

هل سيكون أنصار الإخوان سعداء إذا تكرر السيناريو السوري في مصر، او إذا صار هناك لا قدر الله جيش حر في مواجهة القوات المسلحة، او إذا تعرض الجيش لانقسام أو انشقاق كما يحلم البعض؟ السؤال: كيف يفكر قادة الجماعة بشأن الجيش؟ هناك اجابتان يرصدهما عماد الدين حسين في جريدة ‘الشروق’: الأولى علنية ويصر فيها القادة على احترامهم للجيش والإجابة الثانية غامضة وملتبسة حيث سمعنا عشرات المتحدثين من فوق منصة اعتصام رابعة العدوية قبل فضه يحرضون جنود الجيش على التمرد وبعيدا عن الكلمات المعسولة خرج القيادي الإخواني محمد البلتاجي عبر تسجيل مصور بثته قناة الجزيرة مساء الاثنين الماضي ليتهم الجيش بأنه هو الذي قتل جنوده في عملية رفح الأخيرة!! ماذا يعني هذا الكلام غير تحريض بقية الجنود وغالبية الشعب ضد الجيش وقادته؟ البلتاجي صار ربما أهم مسؤول في جماعة الإخوان لم يدخل السجن، ولا أعرف هل ما قاله يعبر عن نفسه فقط ام انه هو رأى الجماعة؟ خطورة كلامه انه ينسف أي كلام عن اقتراب المصالحة، لكنه قد يكشف ربما عن وجود رأي معتبر داخل الجماعة بشأن الاستمرار في مواجهة مفتوحة مع السلطة نسمع عن تقارير متناثرة عن فرار متهمين واستقرارهم في جبال الصعيد بالتوازي مع تقارير غامضة عن انفصال الصعيد لا نعرف من ورائها، ونعرف باليقين حجم الكارثة بسيناء لو ان جماعة الإخوان لا تملك أسلحة، ولو أنها لا تريد استنساخ تجربة الجيش الحر أو حتى فكرة الميليشيا الخاصة، فعليها ان تبرهن على ذلك عملياً’.

‘المصريون’: سر تغيير
قسم الولاء في القوات المسلحة؟

وإلى قضية لم يلتفت لها في صحف الجمعة سوى جمال سلطان رئيس تحرير جريدة ‘المصريون’ حول سبب حذف جملة من يمين الولاء الذي يحلفه العسكريون: ‘تم استبعاد عبارة ‘أن أكون مخلصا لرئيس الجمهورية’ من هذا القسم، وبطبيعة الحال لم يكن هذا الأمر يشغل بال المستشار عدلي منصور، الرئيس المؤقت، ولا يرد على باله أصلا، وإنما المفهوم أنه صدر بطلب من القيادة العامة للقوات المسلحة، ممثلة بالفريق أول عبد الفتاح السيسي، وهذا يعني أن القوات المسلحة مهمومة بالمستقبل أكثر من همها باللحظة الراهنة أو معها، لأن تلك المسألة لا تمثل أي أهمية في اللحظة الراهنة، فلا يوجد رئيس للجمهورية أساسا، وأول رئيس للدولة ربما يأتي بعد عام كامل من الآن إذا سارت خارطة الطريق بشكل سليم، وبالتالي فالمشكلة ليست مطروحة الآن كتحد، ولكنها هاجس حقيقي لدى القوات المسلحة، المؤسسة الوطنية الوحيدة التي يمكن القول أنها متماسكة الآن وتمثل عمود الخيمة بالنسبة للدولة المصرية، فما الذي يدفع الجيش إلى التفكير الجدي في هذه المسألة والطلب من الرئيس المؤقت بإصدار قرار جمهوري لتعديل صيغة قسم الضباط، هنا اختلفت الآراء والتعليقات، البعض اعتبر أنها تكشف عن نية لعسكرة الدولة، والبعض اعتبر أنها رغبة في جعل القوات المسلحة كيانا خارج إطار الدولة وهيكلها الدستوري، وأعتقد أن كلا الرأيين بعيد عن الصواب، كما أن الكلام الذي قاله اللواء سامح سيف اليزل بأن هذه الجملة كان قد أدخلها الرئيس المعزول محمد مرسي والجيش يريد أن يصححه ويعيده لما كان، هو كلام غير لائق من خبير عسكري، لأنه باختصار محض كذب يسهل اكتشافه بمراجعة الصحيفة الرسمية للدولة’.

برهامي للإخوان:
اناشدكم الله.. كفاية مظاهرات

طالب د. ياسر برهامي نائب الدعوة السلفية جماعة الإخوان المسلمين بمراجعة موقفهم والتثبت من صحة التقارير التي تُرفع لهم عن حقيقة موقف الشعب منهم، وقال في بيان له: ‘ان الخروج في المظاهرات فيه سفك الدم والسجن’ حتى بعد ان صارت المظاهرات سلمية بلا سلاح على الاطلاق لا من المتظاهرين ولا المتابعين ولا المندسين’.
واضاف: ان ذلك يؤدي إلى تشويه الصورة، والتسبب في مزيد الكراهية لدى الناس، بسبب تعطل مصالح معاشهم لتدهور الاحوال الامنية والسياسية والاقتصادية، فلذلك لم اعد ارى اي وجه لمن يقول بالخروج مع الضرر المحض بلا فائدة! وقول الحق يمكن ان يكون بوسائل اخرى ولا يلزم المظاهرات واستطرد: ‘اقول لمتخذي القرار في جماعة الإخوان في الداخل او في الخارج: اناشدكم بالله ان تعيدوا النظر في قرار مواصلة المظاهرات والمواجهات وخصوصاً خروج النساء والاطفال فيها!’، واناشدكم بالله ان تبقوا على انفسكم وإخوانكم واولادكم، واولاد المسلمين ونسائهم وعوراته، كما اناشدكم بالله ان تراجعوا صحة التقارير التي تُرفع لكم عن حقيقة موقف الشعب منكم، ومِن عودة د.’مرسي’ التي ما زلتم تطالبون بها! فالذي اقرأه عن تصريحاتكم ومواقعكم تدل وتؤكد على انها تقارير خاطئة مضللـة ‘لا يجوز ان تقبلوها وتبنوا عليها قراراتكم، فاوقفوا نزيف الخسائر لجماعتكم، وللعمل الإسلامي كله’.

‘الوفد’: بأي ذنب
يعتقل الكتاتني والجزار؟

ونتحول نحو صحيفة ‘الوفد’ الذي وجد احد ابرز كتابها علاء عريبي نفسه في مواجهة مفتوحة بسبب رفضه لحرب الاعتقالات التي تشن بدون تريث ضد الإخوان: ‘لم أتخيل للحظة رد الفعل الغاضب من المقال الذي كتبته بعنوان ‘ما هي جريمة الكتاتني والجزار؟’، والتي تساءلت فيها عن سبب ملاحقة جميع قيادات جماعة الإخوان: هل ستطارد الحكومة المتورط منهم في العنف بالتخطيط أو التحريض أو التمويل أو التنفيذ أم ستلقي القبض على جميع الكوادر؟ كنت أظن أن الكثيرين سوف يتفقون معي حول بعض الشخصيات من قيادات جماعة الإخوان، وظننت أنهم يتساءلون مثلي تماما: ماذا فعل هؤلاء؟ ما هي جريمتهم؟ وهذه الأسئلة ليست حبا في الجماعة أو تعاطفا مع موقفها أو مناصرة لخطابها، بل لكى نطمئن أنفسنا وترتاح ضمائرنا، وقبل هذا كله لكي نتأكد من تطبيقنا للشفافية والعدالة التي خرجنا جميعا من أجلها في 25 يناير وفى 30 يونيو لكن للأسف الشديد أغلب الناس تنجرف بشدة في اتجاه العنف والتصفية والإقصاء والتصفية، أغلب الذين اتصلوا بي استنكروا بشدة مجرد أنني فكرت وشككت في وجود أبرياء بين قيادات أو كوادر أو أعضاء جماعة الإخوان، أو أن بينهم من رفض أو ابتعد عن المشاركة في العنف أو التحريض عليه أو تمويله أو التخطيط له، حالة هوس بالقصاص والدم يضيف عريبي: منه لله الاعلامي جابر القرموطي فتح علي باب جهنم وذلك بعد ان قرأ فقرة من مقاله في برنامجه التلفزيوني مما ادى لهجوم واسع من قبل خصوم الإخوان الذين اعتبروا في المقال تعاطف مع الإخوان ويعلق عريبي على منتقديه ليتكم قرأتم المقال كاملاً’.

‘الحرية والعدالة’: كل هذا الحقد
في قلب السيسي ضد الإخوان؟

وإلى المعارك الصحافية التي يشنها الكتاب الإسلاميون ضد خصوم الإخوان وابرز خصومهم وهو بالطبع وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي والذي يشن عليه عبد المجيد سليمان هجوماً عنيفاً في جريدة ‘الحرية والعدالة’: يحرص المؤيدون للانقلاب على إعادة وتكرار عبارات الفريق السيسي، كما تحرص قنوات الإعلام المؤيدة للانقلاب على إظهار صورة الفريق السيسي كبطل قومي، وذلك بعد صناعة فيلم وهمي أطلق عليه ‘محاربة الإرهاب’، يتم من خلاله قتل المصريين المعارضين للانقلاب والمؤيدين للشرعية والديمقراطية ولا يمكن لأي عاقل التفرقة بين طبيعة العمل والقائم بالعمل، فإذا كان العمل بلغ درجة كبيرة من الحقارة والقذارة، فلا يمكن أن يكون القائم بالعمل من الأطهار أو الأبطال من الواضح أن السيسي قد غلبته نفسه، ومطامع النفس سيطرت عليه تماما، ولعل ما يحدث على أرض الواقع يؤكد ذلك فقد زعم السيسي في خطابه الأخير أنه وزير ضمن مجموعة من الوزراء، وأنه يوجد رئيس وزراء ورئيس جمهورية.
والواقع أن هذا الزعم يكذبه السيسي نفسه، فبعد انقلابه المشؤوم هو الذي طلب التفويض من الشعب وليس رئيس الجمهورية، ولو كان هناك رئيس جمهورية لكان هو الذي طلب التفويض، وبعد ذلك يطرح الأمر على مجلس الوزراء لمناقشته و أوضح السيسي أنه قام بذلك ليجنب مصر خطر إرهاب محتمل. والواقع الآن يفرض التساؤل الآتي: هل قتل المصريين وسفك دماءهم لا يعد إرهابا؟ فالسيسي استعاض عن الخطر المحتمل من وجهة نظره والذي هو من صناعته بإرهاب حقيقي كما أوضح أن الرئيس محمد مرسي دخل في صراع مع الإعلام. أي اعلام هذا الذي تدافع عنه يا سيسي؟ الإعلام الذي كان يقوم بتصوير كورنيش النيل في 25 يناير 2011 لكي يؤكد للعالم كله أن السمك والحيوانات المائية مؤيدة لمبارك’؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد المنعم العشرى ابراهسم العشرى:

    انصار مرسى واثقون من النصر رغم تزايد عدد معتقليهم ، انها حلاوة روح ! حتى جمعة الحسم ،حسمت ضدهم وكانت رصاصة الرحمة !!
    والى السيد اوباما اقول : يا سيادة الرئيس :
    ان التطرف الاسلامى هو من ضرب البرجين فى 11 سبتمبر فهل نسيت ..!؟
    انه تمكّن من دول المنطقة بمساعدتكم ، وبعد تمكّنه سينقلب عليكم !! وعلى حلفائكم ،على آساس انكم من الكفار التى تستحل دماؤهم ، وهو شعار محفور فى ادمغتهم ، وابلغ دليل على ذلك التطرف وانكم كفّار ،هو الاعتداء الهمجى على الكنائس المصرية !! لذا لزم التنويه ولفت النظر ،ولا تخطئ فى اختيار مستشاريك كما اخطأ مرسى ،فقد اشاروا عليه بأشياء وقرارات اكثرت من عدد كارهيه واعدائه فرسب فى سنة اولى سياسة ورياسة بدرجة َ ض ج ولك تحياتى !!

  2. يقول محمد سيد احمد:

    ههه أضحكتني
    جمعة الحسم من يومين حسمها الشعب بعدم الخروج
    لقد ثار الشعب في يونيو
    انتهى الدرس

إشترك في قائمتنا البريدية