انقسام أوروبي بشأن مسألة تعليق التأشيرات للروس

حجم الخط
0

بروكسل- “القدس العربي”: يجتمع  وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، يومي الثلاثاء والأربعاء في براغ، لبحث مسألة تأشيرات دخول الروس، في مناقشات تعد بأن تكون معقدة.

فوسط مساعي الاتحاد الأوروبي والرئاسة التشيكية للمضي قدماً في العقوبات ضد روسيا، ترتفع أصوات مطالبة بتعليق اتفاقية عام 2007 بين موسكو والاتحاد الأوروبي التي تنص على تسهيلات لإصدار تأشيرات الإقامة القصيرة للمواطنين الروس، لأنه حتى لو لم يعد بإمكان بعض الشخصيات المرتبطة بالكرملين الذهاب إلى أوروبا، يستمر آلاف السياح الروس في السفر إلى القارة العجوز.

الدول الأكثر هجوما، وهي دول البلطيق وبولندا وفنلندا، تضغط من أجل موقف مشترك من الدول السبع والعشرين بشأن هذا الإجراء. وبالنسبة للتشيك، على الرغم من أنها لا تمتلك حدوداً مشتركة مع روسيا، على عكس بولندا وفنلندا، إلا أنها تعتبر أن الأمر يتعلق أيضا بـ“الأمن وتقليص إجراءات المخابرات الروسية على أراضي الاتحاد الأوروبي”، حيث إن الكشف العام الماضي عن أعمال قتل ارتكبها جواسيس روس في التشيك، أدت إلى طرد عشرات الدبلوماسيين من السفارة الروسية لدى براغ.

غير أن بعض الدول لا تتردد في إظهار ترددها خوفا من يأتي مثل هذا القرار بنتائج عكسية. وذلك هو حال ألمانيا والمفوضية الأوروبية، التي تشدد على ضرورة حماية المنشقين والأشخاص المضطهدين من قبل نظام بوتين والصحافيين والعائلات لأسباب إنسانية.

المستشار الألماني أولاف شولتز، قال الأسبوع الماضي: “إنها حرب بوتين وليست حرب الروس، ولا ينبغي أن ينغمس في التعميمات. تشدد برلين على أن فرض حظر تام على جميع تأشيرات الدخول للمواطنين الروس لن يضرب السائحين فحسب، بل سيضر بالتبادل في المجتمعات المدنية أو المدرسية أو الجامعية أو الأسرية. وتريد ألمانيا أيضا السماح للمعارضين الروس بمغادرة بلادهم”.

وفي قبرص،  يبدو أن المشكلة مختلفة، إذ يمثل الروس عادة المجموعة الثانية من السياح. في نهاية فبراير الماضي، اتخذت نيقوسيا موقفا ضد الغزو الروسي لأوكرانيا، وقطعت الرحلات الجوية المباشرة، وهو ما تسبب بخسارة تقدر بـ600 مليون دولار.

وما زالت تأشيرات “شنغن” تُمنح للمواطنين الروس بالرغم من الصراع في أوكرانيا، حتى لو قامت دول معينة مثل فنلندا بتخفيض الحجم بشكل جذري، مع العلم أن الطلب على الذهاب إلى هذا البلد المتاخم لروسيا قد ازداد بشكل حاد للغاية منذ بداية الغزو الروسي. فمنذ فبراير، دخل نحو مليون روسي إلى الاتحاد الأوروبي بشكل قانوني، وفقا لوكالة الحدود وخفر السواحل الأوروبية “فرونتكس”، مرّ ثلثهم عبر فنلندا.

إستونيا، بدورها، عرفت دخول 280 ألف مواطن روسي إليها منذ بداية الحرب، وفقا للأرقام الصادرة عن وكالة فرونتكس.

تجدر الإشارة إلى أنه في فرنسا، تأثر قطاع السياحة في منطقة كوت دازور هذا الصيف من جراء غياب السياح الروس، لا سميا الأثرياء منهم الذين اعتادوا الإنفاق ببذخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية