تونس – “القدس العربي”: شهد اتحاد الفلاحة والصيد البحري (إحدى المنظمات الوطنية الكبرى) في تونس ما اعتبره البعض “انقلابا على السلطة”، بعدما قرر المجلس المركزي للاتحاد سحب الثقة من رئيسه، عبد المجيد الزار، والذي اتهم الرئيس قيس سعيّد بالسعي للسيطرة على المنظمة، وذلك بعد أيام من لقائه بنائب رئيس الاتحاد وعدد من أعضائه.
وكان الرئيس قيس سعيد التقى نائب رئيس اتحاد الفلاحة، نور الدين بن عياد، وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي.
وبعد أيام، اجتمع المجلس المركزي للاتحاد وقرر سحب الثقة من رئيس المنظمة عبد المجيد الزار وانتخاب نائبه نور الدين بن عياد رئيسا جديدا.
إلا أن الزار نشر على صفحته في موقع فيسبوك بيانا باسم رئاسة الاتحاد يعتبر أن الجلسة التي عقدها المجلس المركزي للاتحاد “تعتبر لاغية في أصلها، كما أن من دعا إليها لا صفة له، ولا حق له قانونيا في الدعوة إليها، إضافة إلى أن عددا من الحاضرين لا صفة لهم ولا صلة لهم بالمجلس المركزي. ولذلك فإن ما صدر عن الاجتماع لا يمت للاتحاد بصلة ولا يعني الاتحاد في شيء”.
https://www.facebook.com/Ezzar.abdelmajid/posts/361482375964129
ولتأكيد “شرعيته” واستمرار وجوده على رأس المنظمة، ترأس الزار في مقر المنظمة اجتماعا عاما حضره عدد من أعضاء المكتب التنفيذي الوطني ورؤساء الاتحادات الجهوية للفلاحة والصيد البحري وممثلي الهياكل المحلية والقاعدية للاتحاد.
وتم خلال الاجتماع التأكيد على “ضرورة التمسك بالشرعية والنأي بالمنظمة الفلاحية عن أي تجاذب وصراع والتصدي لكل من يحاول ضربها أو تجاوز نظامها الأساسي. كما شدد الحاضرون على أن التداول على تقلد مسؤولية وأمانة تمثيل الفلاحين والبحارة ينبغي أن تتم وفق الالتزام الكامل بالنظام الأساسي للاتحاد والانضباط لمؤسساته المنتخبة”.
https://www.facebook.com/UTAP.Tunisie/videos/540555520856339
وقال الزار، في تصريح إذاعي “ما حصل خيانة مؤتمن من قبل نائب رئيس المنظمة وبعض أعضاء مجلسها المركزي في الوقت الذي يعاني فيه الفلاحون من ارتفاع أسعار الأعلاف ومختلف المواد ومن انهيار السوق، يراهن البعض على إضعاف الاتحاد وإدخاله في دوامة أخرى”.
وأوضح أكثر بقوله “المسألة انطلقت بتوجيه الرئيس التونسي قيس سعيّد استدعاء 6 أعضاء من المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة دون دعوة رئيسه، ثم تلا ذلك استدعاء نائب رئيس الاتحاد، وهؤلاء اعتبروا أن لهم تفويضًا من سعيّد بأن (يطهّروا المنظمة) حسب قولهم”.
وتابع بالقول “ورغم مخالفة الجلسة للإجراءات القانونية، فإن من شاركوا فيها قرروا اتخاذ قرار سحب الثقة لأن ذلك بتفويض وطلب من قيس سعيّد الذي يدفع لشقّ المنظمة وضربها من الداخل”.
https://www.facebook.com/ShemsFM/videos/5144050252352835
وقال نائب رئيس الاتحاد، نور الدين بن عياد إن الرئيس التونسي قيس سعيّد طلب منه حرفيًا “تطهير المنظمة الفلاحية من رئيسها عبد المجيد الزار”، مضيفا “الرئيس قال لنا بصريح العبارة: مادام الزار على رأس المنظمة فإنني لا أقبل التعامل معها لرفضي التعامل مع الفاسدين”.
فيما قال قريش بلغيث أمين مال اتحاد الفلاحة إن رضا شهاب المكي المعروف بـ”رضا لينين” وهو أحد المقربين من الرئيس سعيد “هو مهندس الانقلاب داخل المنظمة للإطاحة برئيسها عبد المجيد الزار”.
وأضاف، في تصريح إعلامي “تم رفع دعوى قضائية مستعجلة لإبطال قرارات جلسة الإطاحة بعبد المجيد الزار بسبب الخروقات التي رافقتها”، مشيرا إلى أن “سحب الثقة من الرئيس يتم بالأغلبية وبحضور 144 عضوا من المجلس المركزي للمنظمة، في حين لم يحضر في الجلسة المذكورة سوى 37 عضوا، من بينهم بعض الاعضاء المعزولين والمجمدين”.
وسبق أن استخدم الرئيس قيس سعيد الأسلوب ذاته مع رئيس هيئة الانتخابات نبيل بفّون، حيث استقبل نائبه فاروق بوعسكر قبل أن يعلن بعد أيام تعيين أعضاء جدد للهيئة، التي منح رئاسته لبوعسكر بعد استبعاد بفون.