“ان بي سي” الأمريكية: ولي العهد السعودي يخضع والدته لإقامة جبرية

حجم الخط
11

 

لندن ـ “القدس العربي” – من إبراهيم درويش: هل فعلا حجب ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، والدته عن الملك بدون علمه؟

يرى تقرير في شبكة “أن بي سي نيوز” الأمريكية أن بن سلمان أخفى والدته، وذلك بناء على تقييمات أمنية أمريكية ومسؤولين حاليين وسابقين، ومعلومات جمعت من المخبرين، وشاركت دول أخرى الاستخبارات الأمريكية بها، مشيرة إلى أن مصير الأميرة فهدة بنت فلاح آل حثلين، الزوجة الثالثة للملك سلمان، كان معروفا في عهد إدارة باراك أوباما.

ونقلت عن 14 مسؤولا حاليا وسابقا قولهم إن التقارير الأمنية تظهر أن الأمير بن سلمان منع والدته ومنذ أكثر من عامين من مشاهدة والده، حيث بدأ الأمير الشاب بتقوية سلطاته. وأضافوا أن الأمير الذي يعد حليفا للرئيس دونالد ترامب، اخترع خلال السنوات الماضية عددا من التبريرات لتفسير غياب أمه، مثل أنها خارج البلاد للعلاج الطبي، حتى لا يعرف والده أنه وراء غيابها، حسب المسؤولين الحاليين والسابقين.

وذكر الموقع أن المسؤولين الذين تمت مقابلتهم لهذا التقرير، وبناء على سنوات من المعلومات الاستخباراتية فإن بن سلمان قرر التحرك ضد والدته لمعارضتها خططه لتوسيع سلطاته والتي قد تحدث الصدع في العائلة المالكة، وإمكانية استخدام تأثيرها على والده لمنعه من تنفيذ خططه. وقال المسؤولون إن ولي العهد وضع والدته تحت الإقامة الجبرية منذ وقت بدون علم والده.

وجاء في التقرير الذي أعدته كارول لي وكورتني كيوب، والذي يأتي قبل ايام من زيارة بن سلمان لواشنطن، ويحل ضيفا على البيت الأبيض، سيتم الترحيب به كمصلح وسعّ من حقوق المرأة في واحدة من أكثر الدول محافظة في العالم، وسمح لها بقيادة السيارة وحضور مباريات كرة القدم، إلا أن هناك امرأة سعودية واحدة لم تنتفع من إصلاحاته حسبما يقول مسؤولون أمريكيون: والدته.

وتشير التقييمات الاستخباراتية إلى أن تحرك بن سلمان ضد والدته، والتي يقول المسؤولون الأمريكيون إنها أخفيت عن الملك سلمان والسعوديين بشكل عام، هي مثال على استعداده للتصدي لأية معارضة أمام تعزيز نفوذه في السعودية كوريث لعرش والده، حسبما يقول المسؤولون السابقون والحاليون.

وقالت إن التقييم الذي كان معروفا أثناء إدارة أوباما لم يتم يتغير منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ونفت السفارة السعودية في واشنطن أي تقارير تتحدث عن وضع زوجة الملك تحت الإقامة الجبرية أو أنها تعيش منفصلة عن زوجها.

وقال المسؤولون الأمريكيون الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، إن الملك البالغ من العمر 82 عاما أخبر أوباما أن زوجته الثالثة هي خارج البلاد لتلقي العلاج. وأشاروا إلى أن الملك قال لمن حوله إنه يفتقدها ولا يعرف مكان وجودها أو وضعيتها.

وفي لقاء مع الرئيس باراك اوباما عقد في أيلول/ سبتمبر 2015 أخبر الملك الرئيس الأمريكي أن زوجته في نيويورك لتلقي العلاج، ويأمل أن يزورها عندما يحضر إلى الولايات المتحدة. وقال المسؤولون إن أوباما لم يخبر الملك أن زوجته ليست موجودة في نيويورك. ولكن تعليقات الملك كانت أدلة أخرى حصلت عليها المخابرات الأمريكية عن وضع العائلة المالكة.

وفي بداية عام 2016 التقط المسؤولون الأمريكيون اتصالات قالوا إن بن سلمان تحدث فيها عن جهوده لإبعاد والدته عن الملك بدون علمه، وذلك حسب مسؤولين سابقين وحاليين. ورفض المتحدث باسم أوباما التعليق، مشيرا إلى الخصوصية في حوارات أوباما مع القادة الأجانب. ورفضت الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) التعليق حول معلومات أمنية لها علاقة بالعائلة السعودية المالكة، كما تجنب متحدث إدارة الأمن القومي التعليق. ومع أن قاعدة الأمير محمد بدأت بالتوسع في داخل السعودية خلال السنوات الماضية إلا أن خطواته الشرسة تزامنت مع الدعم الأولي الذي حصل عليه من بيت ترامب الأبيض.

فبعد شهرين من توليه المنصب استقبل ترامب محمد بن سلمان في البيت الأبيض مرتين، وليس ولي العهد في حينه الأمير محمد بن نايف. وبدأ بن سلمان بتقوية علاقاته مع إدارة ترامب بعد انتخابات عام 2016، وقضى ساعات طويلة مع جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي وصهره، في واشنطن والرياض. ورفض متحدث باسم كوشنر الذي يشرف على ملف التسوية السلمية التعليق على تقرير الشبكة، وأحال السؤال إلى مجلس الأمن القومي الذي رفض التعليق أيضا.

ويعول الكثير من المسؤولين في إدارة ترامب على ولي العهد من ناحية الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية. وحسب مسؤول في البيت الأبيض: “لقد عقدنا الكثير من الآمال عليه”.

ويعلق أندرو باوين، الباحث الزائر في معهد أمريكان إنتربرايز قائلا: “ينظر الرئيس وجاريد لبن سلمان باعتباره رجلهما في المنطقة”. ودعم ترامب خطوة حصار قطر رغم نصيحة مستشاريه، كما دعم سجن الحكومة لمئات من الأثرياء والأمراء السعوديين بتهم الفساد.

ويقول شخص مقرب من العائلة المالكة إن الخلاف بين ولي العهد ووالدته حدث منذ سنوات، حيث عبرت عن خوفها من محاولاته تعزيز نفوذ أشقائه.

ونفت المتحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن، فاطمة باعشن، أن يكون الأمير وضع والدته تحت الإقامة الجبرية وبدون علم والده: “ليس صحيحا بالمطلق وإن أردت إسألي سمو الأميرة بنفسك ونحن مستعدون لترتيب مقابلتها”.

ويقول المسؤولون الأمريكيون والخبراء في السعودية إن تقييم وضع العائلة المالكة صعب خاصة عندما يتعلق الأمر بالنساء. وقالوا إن وضع زوجة الملك تحت الإقامة الجبرية أو منعها من الوصول إلى زوجها يمر بدون أن يلاحظه أحد لأنها وغيرها من النساء نادرا ما يظهرن في العلن. ويرى الزميل في مركز الأمن القومي مركز التقدم الأمريكي، بريان كاتوليس والذي قابل المسؤولين السعوديين بمن فيهم ولي العهد، أنه من الصعب تحديد ما يجري في المملكة خلال العام الماضي نظرا لجهود عدة أجنحة لتأطير ما يجري، وقال: “في الملكيات المطلقة التي تحكمها عائلة مثل السعودية، من الصعب الحديث عما يجري من تحولات السلطة”، مضيفا أنه لم يسمع أي شيء يتعلق بوالدة ولي العهد وليس لديه طرق للتأكد منه.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Zainab,jordan:

    اولا انا لا مع محمد بن سلمان ولا ضده صحيح انتقد بعض القرارات والسياسات اللي يتبعها بس مو اي يخبر يتصدق بالنسبه اللي ما بصدق بهذا الكلام لانو عبارة عن حرب اعلامية لتشويه سمعة شخص بغض النظر عن منصبه وخصوصا اذا كان تقارير اجنبية لانو هدفهم زرع الفتنه

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية