اوباما سيجني ثمار عودة العلاقات التركية ـ الاسرائيلية في سورية

حجم الخط
0

ابراهيم درويشلندن ـ ‘القدس العربي’: قصة الاعتذار الاسرائيلي لتركيا بدأت في مطار بن غوريون، عندما كان الرئيس الامريكي باراك اوباما يغادر اسرائيل في طريقه للاردن حيث وافق بنيامين نتنياهو بعد ضغوط على الاتصال برئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان، في مكالمة تم ترتيبها مقدما بين دبلوماسيي الدول الثلاث، وقرأ نتنياهو الاعتذار عن مقتل تسعة من الاتراك الذين كانوا على سفينة ‘مافي مرمرة’ في شهر ايار (مايو) عام 2010 ووعد بتعويض عائلات الضحايا وتخفيف الحصار على غزة.واستمرت المكالمة نصف ساعة تحدث فيها اوباما بشكل قصير مع اردوغان وقال انه سيتواصل معه لاحقا. وكان جون كيري وزير الخارجية الامريكي قد فتح الموضوع مع اردوغان اثناء زيارته لانقرة الشهر الماضي، حيث كانت واشنطن حريصة على اغلاق الملف واعادة العلاقات بين البلدين.مثلث استراتيجيوقد انهت هذه المكالمة ازمة دبلوماسية عمرها ثلاثة اعوام واعادت الوئام للمثلث المهم في الشرق الاوسط ضلعاه في المنطقة تركيا واسرائيل وتمثل الضلع الاخر امريكا التي تريد ان تظل تركيا واسرائيل في صف واحد. لكن اردوغان لم يحقق انتصارا على اسرائيل بل حقق انتصارا في داخل بيته عندما طلب عبدالله اوجلان، الزعيم الكردي وقائد حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) من اتباعه وقف القتال وانهاء حرب مع الدولة التركية عمرها 29 عاما ونقل الحرب الى الساحة السياسية والتمثيل الديمقراطي. ومن هنا اكد اردوغان مقولة الدولة التركية الحديثة التي اقام مصطفى كمال اتاتورك دعائم الدولة التركية الحديثة عليها ‘سلام في البيت سلام في العالم’.وستجني الولايات المتحدة ثمار الانجاز الدبلوماسي في سورية خاصة ان كلتا الدولتين، تركيا واسرائيل لديهما مصلحة فيما ستنتج عنها الحرب الدائرة منذ اكثر من عامين وادت الى مقتل اكثر من 70 الف سوري وتشريد الملايين.اكراد سورية وفي الوقت الذي تنخرط فيه تركيا وبشكل واضح في الحرب من خلال دعمها المعارضة السورية وتسهيل مرور السلاح اليهم واستضافة مئات الالاف من المهجرين السوريين في مخيمات في جنوب البلاد فاسرائيل تقف متفرجة حيث تخشى من اظهار موقف مؤيد للانتفاضة حتى لا يؤثر على المعارضة وفي الوقت نفسه فهي تراقب بحذر وجدية التحركات العسكرية السورية ونقل الاسلحة الكيماوية التي تخشى من وقوعها في يد حزب الله او الجماعات الجهادية المرتبطة بالقاعدة.واغارت طائراتها على قافلة عسكرية في شهر كانون الثاني (يناير) كانت محملة بصواريخ في طريقها الى حزب الله حسبما افادت معظم التقارير. ويرى تقرير مطول في مجلة ‘تايم’ عن اللحظة الجديدة لاردوغان ان انقرة قد تكون الرابح في الازمة السورية وما حققه في الداخل والخارج يعطي تركيا دورا مهما ومؤثرا في المنطقة. فالاتفاق مع اوجلان سيترك اثاره على سورية التي حاولت ان تستخدم الورقة الكردية ضد غريمتها التركية، وفي بداية الازمة انسحب الجيش السوري من خمس بلدات في شرق سورية حيث تعيش الغالبية الكردية فيما فهم منه تلويحا بفتح الباب امام مقاتلي حزب العمال لتوجيه ضربات لتركيا. ولكن اردوغان الذي يعيش في بلده نصف اكراد العالم تقريبا (30 مليونا) يمكنه الآن وحالة تماسك الاتفاق مع اوجلان واستمر ان يؤثر على ما يجري لاكراد سورية، خاصة انه اقام علاقات قوية مع حكومة كردستان الاقليمية في شمال العراق.وتشير المجلة الى ان اكراد العراق لديهم تاريخ وعلاقات مع اسرائيل ومن هنا فما فعله اوباما في مدرج مطار بن غوريون انه اغلق الحلقة وان لم يحكم اغلاقها خاصة ان اردوغان داعم ومتحمس للفلسطينيين وله علاقات مع حركة حماس التي تحكم غزة، فقد اعلن اردوغان بعد يوم من الاعتذار الاسرائيلي عن رغبته في زيارة غزة مع ان واشنطن تأمل ان لا يقوم بها وحاولت ثنيه عنها. ويعتقد الاتراك ان الاعتذار فتح الباب امام التحرك فهم يرون امكانية لاستئناف محادثات السلام بين الطرفين ويقولون ان اقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل ليس مستحيلا.اثار الازمة الاقليميةوفي الوقت الحالي فما يقلق الدول الاقليمية هي سورية التي تهدد حربها الاهلية بالانتشار خارج الحدود، وقد اظهرت المواجهات بين الشرطة التركية واللاجئين السوريين الذين تظاهروا احتجاجا على ظروفهم المزرية ومقتل طفلة عمرها 7 اعوام بعد حريق في خيمة، وتهديد الحكومة التركية بمحاكمة 130 ممن شاركوا فيها الاثر المتفجر للازمة السورية. ومع ان الحكومة التركية نفت خططا او تراجعت عن خطوات تجبر فيها عددا من المسؤولين عن الشغب العودة الى بلادهم الا ان مفوضية الامم المتحدة عبرت عن مخاوفها وقالت ان اجبار اللاجئين يعتبر خرقا للقانون الدولي. ويلخص العنف في المخيمات الامكانية التي تحملها الازمة السورية لتشويش السلام الاجتماعي في الدول المضيفة.بالمقابل فاسرائيل التي لا تزال في حالة حرب مع سورية لم تستقبل ايا من اللاجئين السوريين مع انها عالجت بعض الجرحى في المواجهات بين الجيش والمقاتلين، لكن هدوء الجبهة مع سورية يثير القلق بعد انتقال الحرب الى هضبة الجولان والمناطق المحيطة بها. ولم تقلق اسرائيل فقط بل قوات حفظ السلام الدولية التي عبر الامين للامم المتحدة، كوفي عنان عن مخاوفه من الاعتداءات التي تعرضوا لها من المقاتلين الذين اتخذوا منها ملجأ امنا. وقال مسؤول اسرائيلي يوم الخميس انها الجيش عزز من وجود الطواقم الطبية لمساعدة الجرحى الذين يطلبون العلاج. وفي يوم الاربعاء استقبلت هذه الفرق عددا من الجرحى عند خط الفصل وقدمت العلاج لهم قبل ان تعيدهم الى داخل الحدود السورية باستثناء اثنين نقلا الى مستشفى نهاريان شمال اسرائيل حيث اصيبا بجراح خطيرة، ومات احدهما فور وصوله المستشفى، حيث اعيدت جثته يوم الخميس. جهادي من الجيش الامريكيواهتمت الصحافة الامريكية بقصة اريك هارون (30 عاما)، الجندي السابق في الجيش الامريكي والذي تفاخر على الانترنت بقتاله الحكومة السورية. وقد اعتقل محققون في مكتب التحقيقات الفدرالية (اف بي اي) اريك يوم الاربعاء بعد وصوله الى مطار دالاس من مكان لم يحدد. وهارون المعروف بـ ‘الامريكي’ متهم بالقتال في صفوف جماعة لها علاقة بتنظيم القاعدة، وهي جبهة النصرة التي صنفتها الولايات المتحدة نهاية العام الماضي كمنظمة ارهابية.وذلك حسب شهادة مكتوبة اخذها منه مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) في الكسندريا، وفيها قال انه قاتل الى جانب المقاتلين السوريين وساعد في اسقاط مروحية بقذائف الار بي جي. وجاء اتهام هارون لان القانون الامريكي يحظر على اي مواطن امريكي التعامل مع منظمة ارهابية. ويعتبر صعود جبهة النصرة واحدا من الاسباب التي تمنع الادارة الامريكية من تسليح المعارضة السورية. وكان اريك قد ظهر في فيديو نشر على الانترنت وهو يعتمر الكوفية ويجلس مع مجموعة من المسلحين وتحدث امام الكاميرا قائلا ‘بشار الاسد ايامك معدودة، اي مكان ستذهب اليه سنعثر عليك ونقتلك’.وقال في تصريحات لشبكة ‘فوكس نيوز’، ‘اكره بشار الاسد، واكره ايران، انا مقاتل من اجل الحرية’. وبعد ذلك كتب على حسابه في فيسبوك انه ساعد في اسقاط طائرة مروحية وارفق مع الخبر شريط الفيديو الذي يظهر حطام الطائرة حيث كتب تحته ‘اسقطت ونهب كل ما فيها من الاسلحة والمعلومات الامنية’. وبحسب الشهادة فقد ظهر اريك وهو يحتفل بسقوط الطائرة مع بقية المقاتلين في سيارات الجيب وهم يلوحون باسلحتهم. كما ووضع هارون على صفحته في فيسبوك صورا له وهو يحمل الاسلحة والقنابل. وكان اريك قد خدم في الجيش الامريكي في الفترة ما بين 2000 2003 وسرح منه بعد حادث سيارة. وقد خرج اريك من الحادث بقطعة بلاتينيوم ركبت في رأسه بسبب الاصابة الا ان والده داريل هارون قال لمحطة ‘فوكس نيوز’ ان العائلة كانت تعرف عن رحلة ابنها لسورية ‘الذي يحب ذلك المكان من العالم’ـ ومع ان العائلة عبرت عن حيرتها لذهاب ابنها الى هناك الا ان اريك قال ان المقاتلين يحبونه ويعاملونه كبطل. وكان الاب يتوقع رسالة تخبره ان ابنه قتل في الميدان لكن الرسالة جاءت من الشرطة الامريكية تخبره باعتقال ابنه. وبحسب الشهادة الخطية فقد سافر اريك الى تركيا وعبر منها الى سورية، حيث وصل الى هناك في 7 كانون الثاني (يناير)، حيث قضى شهرا قاتل مع جبهة النصرة وشارك في 7-10 معارك. وقد اثار تفاخر اريك الى اهتمام اعلامي به حيث قابله الاف بي اي ثلاث مرات وحقق معه في القنصلية الامريكية في اسطنبول، وفيها اخبرهم انه دخل لسورية للقتال الى جانب الجيش السوري الحر.وفي المقابلة الاخيرة معه اعترف انه قام باطلاق ار بي جيه على مروحية سورية وقاتل الى جانب الجبهة. ويقول خبراء في مكافحة الارهاب ان المحققين الفدراليين بامكانهم تبرير اعتقال اريك لان القاعدة تمثل خطرا مع ان الولايات المتحدة والدول الغربية تدعم جماعات داخل المعارضة السورية، فبحسب باحث فمصالح الادارة الامريكية تقوم على التخلص من نظام الاسد وفي الوقت نفسه تقوم على مواصلة تدمير القاعدة وشركائها. فات وقت التدخل العسكريويتوقع مراقبون ان تؤكد جبهة النصرة قوتها وتأثيرها في مرحلة ما بعد الاسد، مما دعا المعلق في صحيفة ‘التايمز’ البريطانية، امير طاهري التحذير من وقوع سورية بيد الجهاديين ففي مقاله ‘اوباما يقدم سورية للجهاديين’، شرح فيه وضع سورية التي يقتل فيها كل يوم اكثر من مئة شخص، ويجبر الالاف على الرحيل، حيث يواصل الاسد وجيشه حربه القمعية التي تلقى تمويلا من ايران وروسيا وفنزويلا وحزب الله. ويتحدث الكاتب عن انهيار مؤسسات الدولة واغلاق ثلث الجامعات والمدارس ومؤسسات الدولة ابوابها، فيما توقفت الخدمات الرئيسية عن معظم المدن. ويقول طاهري ان ادارة الرئيس اوباما ترفض تسليح المعارضة لخشيتها من وقوع الاسلحة بيد الجهاديين لكن الجهاديين لديهم ما يكفي من الاسلحة، التي تحصل عليها من الدول النفطية الثرية.ويدعو طاهري واشنطن ان لا تترك سورية لدول الخليج كي تقرر مصيرها، لانه لن تظهر ديمقراطية في سورية على غرار الديمقراطية الغربية حالة ظلت هذه الدول تمارس تأثيرها على الساحة السورية. وترفض الولايات المتحدة وحلف الناتو التدخل العسكري المباشر في سورية مع ان سي اي ايه ساعدت في نقل اسلحة وشرائها لجماعات معتدلة داخل المعارضة السورية ونقلت عبر تركيا والاردن. وعلى الرغم من المطالب المتكررة للناتو ودول الغرب مساعدة المعارضة وانشاء مناطق حظر جوي ومعابر آمنة الا ان المبعوث السابق للامم المتحدة لسورية كوفي عنان يعتقد ان الغرب قد تأخر كثيرا للتدخل في سورية. وقال في محاضرة في معهد الخريجين في جنيف، انه ‘قد فات الاوان على التدخل العسكري في سورية’.وقال ان ‘عسكرة جديدة للنزاع، لا اعتقد ان هذه هي الطريقة لن تضر بالشعب السوري، الذي ينتظر وقف القتل، وتجد اناسا بعيدين عن سورية راغبين بشدة لحمل السلاح’. وعلى الرغم من لهجته المتشائمة حول امكانية تنازل الاطراف والتفاوض من اجل حل سلمي الا انه يعتقد ان التفاوض هو الطريق الاسلم مؤكدا انه ‘مهما تأخرنا فعلينا العثور على ماء لسكبها على النار وليس العكس’.جاء هذا في الوقت الذي صعدت فيه روسيا لهجتها ضد الجامعة العربية بعد منحها مقعد سورية للاسد وانتقادات فيتالي تشيركن سفير موسكو في الامم المتحدة، حيث قال ان محاولات المعارضة للحصول على مقعد سورية في نيويورك ستبوء بالفشل. واعتبر تشيركن ان الخطوة العربية قد ادت لفرض جماعة من الخارج لا وجود لها على الارض، وان الجامعة العربية اخرجت نفسها من الجهود الدبلوماسية. في اشارة لمهمة الاخضر الابراهيمي. qarqpt

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية