اوباما لا يشبه بوش لكن النتائج الكارثية متشابهة!

حجم الخط
7

يعكس قرار باراك اوباما احالة مسألة الموافقة على الضربة العسكرية الامريكية للنظام السوري الى مجلس النواب، بشكل مدهش، الازمة الفظيعة التي ينوء تحتها نهج اوباما السياسي.
ينسجم قرار كثيرا مع النمطية التي تأطرت فيها شخصيته السياسية التي اعتاد عليها الناس في الولايات المتحدة والعالم، وتتميز هذه الشخصية بكونها مترددة وتتراجع عند الضغط (كما حصل في موضوع النزاع الفلسطيني الاسرائيلي) ولا ترغب في تحمل مسؤولية قرارات كبيرة، لا في امريكا ولا في العالم.
باستثناء عملية اغتيال زعيم القاعدة اسامة بن لادن، واستخدام الطائرات الحربية دون طيار في افغانستان واليمن وبلدان اخرى، لم يدخل اوباما في اية مواجهة عسكرية مع اية جهة لا داخل امريكا ولا خارجها.
لا يعود الأمر الى التجربة الامريكية المرة في افغانستان والعراق فحسب، ولا حتى بالأزمة الاقتصادية الامريكية فهذه الأسباب وحدها لا يمكن ان تفسر دور اوباما في تكريس الخلل السياسي الذي خلقه امتناعه عن تحمل أية مسؤولية عن الحرب الهائلة التي يخوضها النظام السوري وحلفاؤه الاقليميون والدوليون ضد الشعب السوري.
أدى هذا الموقف الامريكي الى تغوّل غير مسبوق للنظام الذي لم يوفر طريقة لا لقمع شعبه فحسب بل لتدمير الحجر والشجر والنسيج الاجتماعي والديني والتاريخي للمنطقة، مما صعد الأزمات السياسية في لبنان والعراق والاردن وتركيا بشكل هدد جغرافيات وحدود وكيانات تلك البلدان، وحوّل شعباً معتدلاً ووسطياً مثل الشعب السوري الى حاضنة لجهات التطرف الجهادي المسلح.
تردد اوباما وامريكا في تحمّل مسؤوليات واكلاف الموضوع السوري أدى وسيؤدي، الى دفع عشرات اضعاف هذه الاكلاف لاحقاً، وهو أمر يثبت انه لا يمكن تجاهل أزمات العالم وتسويفها ومعالجتها بالخطب وحفلات العلاقات العامة والصفقات السياسية مع الدب الروسي الذي يريد جزءا اكبر من كعكة المشاركة في ادارة العالم.
بعد احالة قرار الضربة الى الكونغرس، سيجد اوباما نفسه في موقف أصعب من اتخاذ الحرب، وسواء وافق الكونغرس أم رفض، فان الرئيس الأمريكي سيمنى بهزيمة لادارته ولنهجها في تأجيل معالجة الى ان تصبح غير قابلة للعلاج، وهو أمر سيؤدي، ربما، الى اكتشاف بطل نوبل للسلام، لاحقاً، ان البحث عن السلام بإرجاء الحرب قد يؤدي الى نتائج اسوأ من نتائج الحرب نفسها!
في بداية ولايته الاولى توجه اوباما للعالم العربي بخطاب مليء بالأمال والوعود، لكنه فوجئ ان طغاة المنطقة، وعلى رأسهم اسرائيل، لم يعاملوه مثلما فعلت ادارة جائزة نوبل التي منحته الجائزة لأنه… لم يفعل شيئا.
العالم الذي راقب بفزع اندفاعات القوة الامريكية العمياء في افغانستان والعراق خلال حكم جورج بوش الابن انتبه متأخرا ان تدخلات امريكا الوحشية لا يوازيها في نشر وتثبيت النتائج الكارثية الا وحشية عدم تدخلها عندما يحتاج العالم الى توازن يوقف نظاما محميا دوليا واقليميا عن ابادة شعبه.
ينطبق هذا الأمر على سورية كما ينطبق، بأشكال مختلفة، على فلسطين والعراق وبلدان أخرى تعاني من مسؤولية الادارة الامريكية عن كوارثها.
قد يكون أوباما عكس بوش ولكن عدم الردّ على اختلال العالم يطابق المشاركة في اختلاله ويؤدي الى النتائج الكارثية نفسها!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول رضوان بن الشيخ عبدالصمد:

    السلام عليكم ورحمة الله
    نعم اوباما لا يشبه بوش الإبن
    واما احالة مسألة ضربة عسكرية المزعومة الى الكونغرس ليس للتردد وإنما لتوسيع نطاق التدخل مستقبلا اذاقتضى الأمر .وشكرا

  2. يقول محمد يعقوب:

    لا أعتقد أن تردد الرئيس أوباما فى قراراته وخصوصا التى تتعلق بالحرب،مبعثه الخوف أو الضغط من أى جهة، بل بسبب الوضع المتردى للولايات المتحدة سواء الإقتصادى أو الإجتماعى. أوباما يريد أن ينهى ولايته الثانية دون إلحاق المزيد من الخسائر التى ستزيد فى عجز الميزانية الأميركية، وستزيد أرقام الديون المترتبة على أميركا. لقد بلغت ديون أميركا حتى اليوم 18 تريليون دولار!!! لا أبرر لأوباما عدم تدخله،ولكننى أقول إذا كان العالم كله غير راض عن تصرفات نظام الأسد الفاشى،فعلى هذا العالم التدخل بشكل جماعى ضد النظام وهو فعلا يستحق السحق. إذا حصل تدخل دولى للقضاء على النظام السورى،فيجب أن يكون من خلال مجلس الأمن الدولى. أما إذا قامت أميركا منفردة بالهجوم على سورية،فإنها تكون بذلك قد ألغت النظام العالمى الذى قام وأسس لمجلس الأمن والجمعية العامة والمحاكم الدولية وغيرها من مؤسسات النظام العالمى الجديد. إن تجربتى أفغانستان والعراق واللتان قادت فيهما أميركا إئتلافا لغزو البلدين،لا تزال أميركا تعيش كوابيسها بديون متراكمة ومجتمع مفكك، وتقليص فيما تقدمه الدوله الأميركية لمواطنيها وخصوصا المسنين منهم،والبطالة المتزايدة التى تجاوزت ال8%،كل هذا جعل أى رئيس أميركى يفكر مليون مرة قبل التورط فى مغامرة جديدة ربما تؤدى بأميركا لأن تفقد موقعها القيادى فى العالم وتصبح فى مصاف دول العالم الثالث. هذا برأيى هو مبعث التردد عند الرئيس أوباما وما جعله يشرك الكونجرس فى قرار الحرب حتى يقول للأميركيين إن ممثليكم هم الذين صوتوا للقيام بالحملة على سورية، مع أن الدستور الأميركى يعطى الرئيس الحق فى القيام بأى حملة دون موافقة الكونجرس.

    1. يقول alec:

      إلى محمد يعقوب:

      إذا كان أوباما لايريد التدخل في الحرب على سوريا لاسباب اقتصادية فلماذا يمنع تسليح الثوار السورييين ولماذا يمنع أي دولة من تسليح الثوار السوريين أيضا؟

      أوباما ليس فقط شخص ضعيف ومتردد وغير قادر على اتخاذ قرارات كبيرة (مثل إغلاق معتقل غوانتانامو مثلا) بل هو أيضا ضعيف امام قرارات اسرائيل.

      لولا الضغط الاسرائيلي لما بقي بشار في الحكم إلى الآن.

  3. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم.التصويت في الكونغرس الامريكي لن يختلف عن تصويت البرلمان البريطاني؛وذلك لان اللوبي الصهيوني في امريكا لا يريد ان تتوقف المذابح في سوريا ولا يجد نظاما يحمي حدوده وامنه مثل نظامايران و في سوريا. اوباما معه صلاحية شن الحرب دون الرجوع للكونغرس ولكنه يتراجع تحت طغيان النفوذ الصهيوني في بلاده وخصوصا في امور تخص اسرائيل ورؤية اللوبيات اليهودية للمصلحة العليا لها ولو تعارضت جذريا مع المصالح العليا لامريكا.فمصلحة اسرائيل هي التي رات اغتيال الرئيس الامريكي كنيدي عام 1963 واخراج سلفه من البيت الابيض فيما سمي-فضيحة ووتر جيت-ومحاولة اغتيال ريغان وتدبير قضيحة لوينسكي للرئيس كلينتون وتوريط امريكا في حربي افغانستان والعراق بقيادة بوش الابن.واوباما وحفاظا على رأسه ومركزه لا يريد ان يلقى مصير اسلافه ولذلك فانه سينحني لعاصفة النفوذ الصهيوني الطاغي في بلاده وينهي مدة رئاسته بسلام.وبالمناسبة فانه لن يستطيع ان يعطي عباس وسلطته اي شئ وستستمر اسرائيل في نهجها التوسعي المتغطرس والمتعالي على اوباما وعل كل المراهنين على امريكا في اعطائهم دولة فلسطينية والتي لن ترى النور الا بعد تحرير فلسطين من النهر الا البحر بجيش المجاهدين الصادقين.ويسالونك متى هو فقل عسى ان يكون قريبا

  4. يقول بوسالم من بريطانيا:

    إلى محمد يعقوب أمريكا الدولة الوحيدة التي تطبع عملتها بنفسها والدولار الأمريكي لايوجد مقابله ذهب مثل بقية عملات دول العالم أجمع فهي بذلك لاتعنيها الديون وليس مؤكد بأن عليها ديون ومصانع طباعة الدولار الأمريكي توجد بجنب خزانتها من الذهب خمس طوابق تحت الأرض في مدينة نيويورك هذا للعلم.

  5. يقول يوسف:

    اوباما لا يشبه بوش لكن الواقع يقول عملة لوجة واحد عندما تريد امريكا ان تصوب صواريخها لامن المنطقة وامنها بالدرجة الاولى فلا يهمنها اموال ابدا لانها هي الاقوى بالعالم اقتصاديا وعسكريا

    وان اتخاذ قرار الحرب في المنطقة ان بدات سنرى ايران وحلفاء دمشق فقط يتفرجون امام الالة العسكرية الضخمة لان امريكا تخطط لضربات مزدوجة لمصالحها الحيوية من سوريا الى ايران ولبنان وان المسؤول الاول عن هذة الحرب هو النظام السوري الذي وضع العالم باسرة بسبب الكيماوي الذي استعملة ضد شعبة في ضواحي عاصمة دمشق

  6. يقول بلعيد:

    رئيس ضعيف متردد لايليق ان يحكم دولة كبرى مثل امريكا.

إشترك في قائمتنا البريدية