ايجاد توازن بين المغرب والجزائر وتعزيز العلاقات مع العالم العربي أبرز أهداف اسبانيا الخارجية في السنة الجديدة

حجم الخط
0

ايجاد توازن بين المغرب والجزائر وتعزيز العلاقات مع العالم العربي أبرز أهداف اسبانيا الخارجية في السنة الجديدة

استعادة مفاوضات السلام مع ايتا أبرز تحد يواجه سبتيروايجاد توازن بين المغرب والجزائر وتعزيز العلاقات مع العالم العربي أبرز أهداف اسبانيا الخارجية في السنة الجديدةمدريد ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي: تتصدر عدد من المواضيع الأجندة السياسية للحكومة الاسبانية خلال سنة 2007 وأبرزها إنقاذ مفاوضات السلام مع إيتا والانتخابات البلدية في مايو المقبل واحتمال إجراء انتخابات مبكرة في أكتوبر المقبل، ويبقي علي المستوي الدولي الهدف الرئيسي هو تعزيز علاقاتها مع المحيط الأوروبي والعالم العربي الاسلامي ولاسيما إيجاد توازن بين المغرب والجزائر في ملف الصحراء الغربية.دبلوماسيا، تستمر اسبانيا في تعزيز علاقاتها بمحيطها الأساسي وهو الاتحاد الأوروبي وعلاقاتها مع أمريكا اللاتينية. في حين تشكل الهجرة موضوعا رئيسيا في أجندة مدريد، فستطالب الاتحاد الأوروبي بمزيد من الأموال لمواجهة الهجرة السرية وستضغط علي بعض الدول الأفريقية ومن ضمنها السنغال وموريتانيا لحماية حدودها لاسيما بعدما تبين أن قوارب الهجرة تستمر في الوصول الي سواحل جزر الخالدات، وآخرها قارب علي متنه 120 شحصا وجثة آخر فارق الحياة يوم الاثنين.وفي العلاقات مع العالم العربي والاسلامي، فمدريد ستستمر في الترويج لمشروعها تحالف الحضارات كجسر تفاهم بين الغرب والعالم الاسلامي في مواجهة مختلف أنواع التطرف وتبني مواقف عادلة في الصراع العربي ـ الاسرائيلي. وتسعي الي تهيئة الأرضية المناسبة لاحتضان مؤتمر جديد للسلام في مدريد، وقد أبدت واشنطن موافقتها مبدئيا علي عقد المؤتمر وتبقي إسرائيل هي العقبة الرئيسية بشأن انعقاده.أما أكبر التحديات في الدبلوماسية فيتجلي في إيجاد توازن في العلاقات مع كل من الجزائر والمغرب علي خلفية نزاع الصحراء الغربية، فالبلدان يعتبران شريكين رئيسيين لهذا البلد الأوروبي. وانتهت سنة 2006 بأزمة بين الجزائر ومدريد علي خلفية نزاع الصحراء الغربية، بعدما اتهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بشكل غير مباشر رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغيث سبتيرو بدعم المقترح المغربي المتعقل بالحكم الذاتي. ويتابع المراقبون انعقاد القمة المغربية ـ الاسبانية التي تأجلت عن تاريخها المتفق عليه بحوالي أربعة أشهر، كما جري تأجيل زيارة سبتيرو الي المغرب مرتين لأسباب مازالت غامضة ودفعت الكثيرين الي الحديث عن أزمة صامتة بين مدريد والرباط. ويسود الاعتقاد وكما أشارت الي ذلك افتتاحية جريدة الباييس مؤخرا صعوبة إيجاد التوازن المذكور بين البلدين من طرف مدريد.علي المستوي الداخلي، كانت اسبانيا علي وشك توديع سنة 2006 علي إيقاع سلام تام، لكن حدثت المفاجأة يوم السبت الماضي ووقع انفجار رهيب في مطار باراخاس من تنفيذ منظمة إيتا التي وضعت حدا لهدنة وقف إطلاق النار ترتب عن ذلك تفجير مسلسل السلام. ويري المراقبون أن أكبر تحد يواجه حكومة سبتيرو في الوقت الراهن هو القيام سنة 2007 بخطوة شجاعة تقنع إيتا بالعودة الي مسلسل السلام. لا أحد يضمن النجاح للزعيم الاشتراكي، فمن جهة هناك يمين محافظ جعل من إفشال مفاوضات السلام والتركيز علي الحل الأمني للقضاء علي إيتا هدفا رئيسيا في خطابه السياسي، في حين لن تتراجع إيتا عن مبدأ تقرير المصير، علما أن هذا المطلب خط أحمر لكل الحكومات.خلال شهر مايو المقبل، ستشهد اسبانيا انتخابات بلدية، وتعتبر أول امتحان سياسي لسبتيرو أمام الشعب منذ فوزه في الانتخابات التشريعية في اذار/مارس 2004، لأنها تتعدي مفهوم الانتخابات البلدية العادية وتصبح بمثابة امتحان للمصادقة علي السياسة الحكومية. وتمنح استطلاعات الرأي تقدما للحزب الاشتراكي الحاكم، لكن فارق النقط الذي كان منذ سنتين ونصف عشر نقاط بدأ يتقلص لصالح المعارضة اليمينية بزعامة ماريانو راخوي، خليفة خوسي ماريا أثنار في قيادة سفينة اليمين المحافظ. بعض استطلاعات الرأي في الوقت الراهن تتحدث عن تعادل تقني في حين أخري تمنح الحزب الحاكم تقدما بنقطتين.جريدة آ بي سي نشرت مؤخرا أن نتيجة الانتخابات البلدية ستكون حاسمة في إمكانية إقدام الحكومة علي الدعوة الي انتخابات تشريعية مبكرة خلال تشرين الاول/أكتوبر المقبل، مبرزة أن سبتيرو إذا فاز في الانتخابات البلدية وشعر بأن الناخبين معه قد يراهن علي الانتخابات المبكرة لتفادي أي مفاجأة سنة 2008، وكان فيلبي غونثالس من الحزب الاشتراكي نفسه قد لجأ الي هذا التكتيك السياسي في الثمانينات وأوائل التسعينات. ولكن هل ستنجح المناورة نفسها مع سبتيرو؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية