باسيل لـ’القدس العربي’: لم نكن يوما من 8 آذار ونحن صناع قرار ولا نُبلغ

حجم الخط
0

بيروت – ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: بدا أن الفراق وقع بين حزب الله وحركة أمل من جهة وبين التيار الوطني الحر بقيادة العماد ميشال عون من جهة أخرى، وأبرز تجليات هذا الفراق هو إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري حصر التفاوض في موضوع تأليف الحكومة بالحصة الشيعية للحركة والحزب بمعزل عن حصة النائب ميشال عون.
ويأتي هذا الفراق بعد الخلاف الواضح بين الطرفين حول موضوع التمديد للمجلس النيابي الذي عارضه عون وحيداً اضافة الى الخلاف حول التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي الذي يؤيده الثنائي الشيعي وأبلغوا قرارهم الى عون الذي يعارض هذا الخيار ويرغب في تعيين قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز.
وكان بري ترأس امس لقاء الاربعاء النيابي في غياب ملحوظ لنواب التيار الوطني الحر بإستثناء النائب ناجي غاريوس ، ورأى بري ‘ وجوب الاسراع بتشكيل الحكومة في ظل ما تشهده البلاد من ظروف دقيقة وخطيرة’، متحدثاً عن سقوط الثلث المعطل وعدم تمسك الثنائي الشيعي به. وقال بري: ‘إننا نلتقي مع العماد عون على أن هناك اختلافاً في وجهات النظر داخل فريق 8 آذار إزاء القضايا الداخلية خصوصاً في ما يتعلق في موضوع تأليف الحكومة ومفاوضة كل فريق في شأن تمثيله فيها عن نفسه فقط، وبهذا المعنى فإن فريق 8 آذار الذي كان يضم حركة ‘أمل’ و’حزب الله’ وتكتل ‘التغيير والإصلاح’ لم يعد فريقاً موحداً للتفاوض على مستوى القضايا الداخلية’.
وأضاف: ‘نحن لا نزال متفقين مع رئيس تكتل ‘التغيير والإصلاح’ النائب ميشال عون استراتيجياً في ما يتعلق بالمقاومة والنزاع مع إسرائيل، أما في الشؤون الداخلية فلكل منا خياراته، سواء في ما يتعلق بتأليف الحكومة أو في ما يتعلق ببقية الملفات الداخلية، وقد قلت هذا الكلام قبل أيام للرئيس المكلف تمام سلام وقلته للوزير جبران باسيل الذي زارني باحثاً في الملف النفطي، وتطرق البحث معه الى الملف الحكومي. ونحن في حركة ‘أمل’ و’حزب الله’ سنفاوض الرئيس سلام في الحصة الشيعية في شكل منفصل عن تكتل ‘التغيير والإصلاح’، وبكل بساطة حصتنا في الحكومة هي خمسة وزراء إذا كانت ستضم 24 وزيراً وستة وزراء إذا كانت ستضم ثلاثين وزيراً’.
وقال بري: ‘إن نظرية الثلث الضامن قد سقطت، ولم تعد مطروحة للنقاش لأنه لم يعد لها أي مبرر أو مغزى بعد القرار بأن يلتزم كل طرف في فريق 8 آذار خياراته في شأن التفاوض حول الحكومة’. وأضاف: ‘في إطار تسهيل مهمة الرئيس المكلف لتأليف الحكومة سنوسع خياراتنا وسنقدم له لائحة طويلة من الأسماء ولن نتمسك بأي اسم، وإذا اعترض على أي اسم، وهذا من حقه، نقدم له أسماء أُخرى إلى أن نتفق معه على الأسماء’.
ورأت مصادر سياسية أن الرئيس بري طفح كيله من ممارسات حليف حليفه ، ويسعى بمواقفه الجديدة الى عزل الشيعة عن تعنت العماد عون وتركه يفاوض آحادياً مع الفريق الآخر، اضافة الى انه يسعى الى فتح صفحة جديدة مع الرئيس المكلف تمام سلام من شأنها اعادة احياء دور المجلس النيابي شبه المعطل في ضوء الخلاف الدستوري حول امكان التشريع في ظل حكومة تصريف اعمال بما يؤمن نصاب جلسة 16 الجاري وتمرير التمديد للقادة الامنيين وتنفيس الاحتقان في الشارع الاسلامي.
الا ان خفض سقف مطالب الثنائي الشيعي لا يعني بالضرورة ان التشكيل بات ‘في اليد’ ذلك ان قوى 14 آذار ما زالت مصرة على موقفها القاضي بعدم مشاركة حزب الله في الحكومة وهو الموقف الذي ابلغه الرئيس فؤاد السنيورة الى الرئيس سلام في لقائهما الاخير ، موضحاً ان هذه القوى تنازلت عن مشاركتها في الحكومة مقابل عدم مشاركة فريق 8 اذار ‘لاننا جربنا حكومة الوحدة الوطنية وفشلت، واختبرنا حكومة اللون الواحد التي فشلت ايضاً، ما بات يوجب تشكيل حكومة لا تضم الفريقين بهدف احداث جديد على مستوى العمل الحكومي.
واضافة الى موقف 14 آذار فإن أعلان الرئيس بري التخلي عن مطلب الثلث المعطل لا يعني ضمنياً عدم السعي اليه إذ إن الرئيس المكلف تمام سلام يقترح حكومة من 24 وزيراً ويقترح توزيعها على اساس 3 ثمانات 8 لقوى 8 آذار 8 لقوى 14 آذار و8 للوسطيين كرئيس جمهورية والنائب وليد جنبلاط والرئيس المكلف.وإذا كانت حصة أمل وحزب الله في الحكومة 5 وزراء شيعة من اصل 12 وزيراً مسلماً فإن العماد عون من خلال الوزير جبران باسيل يطالب بخمسة وزراء من اصل 12 وزيراً مسيحياً ما يعني القفز فوق الحصة التي يقترحها الرئيس المكلف لقوى 8 آذار أي ما يزيد على الثلث المعطل المحدد بتسعة وزراء.
وقد سألت ‘القدس العربي’ وزير الطاقة والمياه جبران باسيل الذي يفاوض بإسم العماد عون عن صحة إنفصالهم عن قوى 8 آذار وصحة مطالبته الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة بخمسة وزراء فقال ‘هذه المعلومات غير دقيقة… لا طلبت من الرئيس المكلف ولا رفض… إنما من الطبيعي في حكومة وحدة وطنية أن نطالب ليس بحجمنا التمثيلي لأنه يقتضي أن نأخذ أكثر من نصف المسيحيين، نحن نطالب بالحد الادنى من حجمنا النيابي أو بما يفترضه المنطق من دون اعتبارات أخرى لا 8 ولا 14، لأننا وليس من اليوم نقول نحن لسنا من 8 آذار، لم نكن يوماً في 8 آذار، نحن تيار وطني حر متفاهمون ومتحالفون ومختلفون مع أفرقاء آخرين، إنما هذه الحسبة بأنك تريد أن تجمع الناس غصباً عنها تحت عنوان وتعطيها…أعتقد أن السبيل للخروج من قصة الثلث هو أن تحسب الافرقاء كل بحجمه الحقيقي فلا أحد لديه الثلث’.
واذا كانوا سيبقوا متمسكين بحقيبتي الطاقة والاتصالات قال باسيل ‘ نحن متمسكون بإكمال المشاريع التي بدأت والتي هي عرضة دائماً للخطر، وما يجري في النفط حالياً برهان ، وفي الكهرباء والمياه نحن أسسنا لخطط طويلة لسنا مطمئنين الى أنها بذاتها كافية من دون أن نكمل بقوة دفعنا فيها’. وهل سيستطيع الرئيس سلام تأليف حكومة خلال 10 ايام أو الخروج بحكومة أمر واقع أجاب باسيل ‘أعتقد أن همه هو تأليف حكومة تخلص البلد لا أن تورط البلد، وكي تصدر حكومة كهذه يجب أن تخضع للمنطق وللتوزانات السياسية التي تحمي البلد. أي شروط أخرى توضع كقضية ألا يكون حزب الله في الحكومة هدفها ألا يكون هناك حكومة’، سائلاً قوى 14 آذار ‘هل وضعوا هكذا شرط على أنفسهم عندما كانوا في الحكومة؟ لماذا يضعون هذا الشرط على الرئيس سلام؟ هذا يعني أنهم يعجزونه’.
ولم ينف باسيل وجود تباعد بينهم وبين أمل وحزب الله، قارئاً في تحرك مياومي الكهرباء المفاجىء وغالبيتهم من الشيعة’ رسالة مكررة’. وعن قول الرئيس بري إنه لم يغدر بالجنرال عون في موضوع التمديد لقائد الجيش جان قهوجي وأنه تكلم في هذا الامر في عين التينة امام نواب من التيار الوطني الحر بينهم ابراهيم كنعان أجاب ‘إذا هو تكلم عن الامر فليس معناه أن علينا القبول بهذا الرأي. نحن لا نتلقى ماهية قرارات الغير بل نشارك بها.. قد أفهم أن كثيراً من الناس إعتادوا على التعاطي مع شؤون المسيحيين منذ العام 1990 على هذا الاساس من أننا بلغنا. نحن لا نُبلغ بمواضيع كهذه، نحن صناع قرار’.
وعن زيارته الرئيس بري رغم اعتبار العماد عون وجود مشكلة معه قال ‘أعتقد أن هناك موضوعاً وطنياً أهم من أي فريق وأهم من أي خلاف أو إتفاق لأنه لا يخصنا نحن أو الرئيس بري أو أي طرف سياسي بل يخص الجميع وهو موضوع النفط’.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية