بيروت- “القدس العربي”: عشية جلسة مجلس النواب اللبناني السادسة لانتخاب رئيس الجمهورية، توجّه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى فرنسا. وأفيد بأن باسيل سيجري عدداً من اللقاءات في باريس مع المعنيين بالملف اللبناني وفي طليعتهم السفير ايمانويل بون ورئيس الاستخبارات الخارجية السفير السابق في لبنان برنار إيمييه لاستطلاع أجواء الإليزيه من الاستحقاق الرئاسي ومن مسألة ترشّحه إلى الرئاسة، بعدما سبق له أن التقى السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو في إطار اجتماعاتها التي شملت حزب الله ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
ويحاول باسيل الاستفادة من فيتو القوى السيادية وخصوصاً المسيحية على رئيس “تيار المردة”، سليمان فرنجية، لطلب دعم ترشيحه من أجل خلافة الرئيس ميشال عون، علماً أن هذه القوى تضع فيتو مماثلاً على باسيل ولا يجمعها به إلا التقاطع على استبعاد فرنجية من السباق الرئاسي.
وكان باسيل زار قطر قبل أيام بعيداً عن الأضواء حيث تردّد أنه طلب وساطتها لإتمام زيارته إلى باريس وعقدِ اجتماعات رفيعة المستوى. ومن المعلوم أن قطر التي كان لها دور في إنجاز الاستحقاق الرئاسي عام 2008 وتأمين التوافق على انتخاب قائد الجيش آنذاك العماد ميشال سليمان، عادت لتلعب دوراً على الساحة اللبنانية وخصوصاً بعد مساهمتها في موضوع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وقد دخلت إحدى شركاتها شريكة مع “توتال” الفرنسية و”إيني” الايطالية في موضوع التنقيب عن النفط والغاز في المياه البحرية اللبنانية بدلاً من الشركة الروسية التي انسحبت قبل فترة.
وما يؤهل الدوحة للعب مثل هذا الدور هو حفاظها على علاقاتها مع مختلف الأطراف السياسية في لبنان موالاة كانت أم معارضة إضافة إلى جهوزيتها للاستثمار في قطاعات النفط والمصارف والطاقة وقطاع السياحة.
من ناحيته، استهجن رئيس حزب القوات سمير جعجع “الاعتقاد الخاطىء بأن قضيتنا متعلقة بالقوى الخارجية”، ورأى في حديث مع وكالة “أخبار اليوم” أن “قضيتنا ببساطة متعلّقة بموقف يتخذه 15 إلى 18 نائبا في المجلس النيابي”. وقال “حتى الأمس، استطاع النائب ميشال معوض الحصول على 49 صوتاً أي أنه على بعد خطوات بسيطة من حصد 65 صوتًا وبالتالي يصبح لدينا رئيس، فبغض النظر عن كل ما يقال حول النصاب، مع هذا العدد من الأصوات لا يستطيع أحد أن يعطل النصاب كما يحصل في الوقت الحاضر”. واعتبر جعجع أن سبب هذا التعطيل “الوقح” هو “غموض الصورة من الطرف الآخر، لذا فحوى الحديث هو أن خلاص لبنان يتعلّق بموقف النواب الذين لم يتخذوا موقفهم بعد”. وختم قائلا “غدا يمكننا البدء بعملية الإنقاذ من خلال اتفاقنا على مرشح واحد، وإلا فإن هؤلاء وإذا استمروا هكذا، فهم يساعدون حزب الله وحلفاءه بالتعطيل الحالي حتى تمكينهم لا سمح الله من الإتيان برئيس لهم من جديد”.