باكو دي لوسيا: من زرياب إلى أغنية أندلسية

كان اسم زرياب عنواناً لواحد من أقدم وأشهر ألبومات الموسيقي وعازف الغيتار الإسباني، باكو دي لوسيا، وكذلك عنواناً لقطعة موسيقية كانت درة هذا الألبوم، ومن أكثر مؤلفاته تميزاً وانتشاراً بشكل عام. أما «أغنية أندلسية» فكان عنواناً لآخر ما أعده من ألبومات، وصدر بعد شهرين من وفاته عام 2014، ومثل هذه العناوين وغيرها، تشير إلى علاقة فن الفلامنكو بالأصول القديمة للموسيقى العربية الأندلسية. فمن عود زرياب نشأ الغيتار الذي كان يعزف عليه باكو دي لوسيا، ومن ألحانه الأندلسية، ترتسم أطياف شجية مسموعة في موسيقى الفلامنكو. وزرياب اسم مهم، وحاضر دائماً في الموسيقى العربية، كأحد أقدم المراجع لفنونها، ولا يخفى أثره أيضاً في الموسيقى الإسبانية، ويعترف أهلها بفنه.
يعد باكو دي لوسيا من عظماء موسيقى الفلامنكو، ولوسيا هو اسم أمه، الذي أحب أن ينسب إليه وأن يشتهر به، ويظل مرافقاً له في رحلته الفنية، وأن يخلدا معاً. وهو من عباقرة العزف على الغيتار، بل يمكن القول إنه من ظواهره النادرة، كان يعزف ارتجالاً في كثير من الأحيان، وصار أسلوبه منهجاً فنياً، تتبع فنياته وتقنياته، ويقتدي بها العازفون الذين أتوا من بعده. ومن أشهر هذه الأمور، هي الجلسة، أو وضع الموسيقي أثناء العزف، التي صارت معروفة باسمه، وأصبحت جزءاً من الأسلوب الفني نفسه، وترتبط مباشرة بالتكنيك. حيث كان دي لوسيا يضع ساقاً فوق الأخرى، ويرتكز الغيتار على الساق العليا التي تدعمه، وتتيح هذه الجلسة للعازف أن يتحكم في الغيتار بدرجة أكبر، وتمنحه القدرة على استخدام الكثير من التقنيات الصعبة، بحرية أكبر للذراعين، واستخدام أقوى لليدين والأصابع.
وفي موسيقى باكو دي لوسيا، يأتي التكنيك على درجة عالية من الأهمية، ويبلغ الاهتمام بالأنامل وقوة تمكنها أقصى درجاته، وربما هذا ما يفسر براعته المدهشة في العزف، إلى جانب الإحساس والرؤية بالطبع. فالتكنيك يمكنه من الانطلاق في التعبير عن مشاعره، وقد بلغ من السرعة والإتقان ما يوحي بالتلقائية والسهولة، على العكس من حقيقة الصعوبة البالغة لذلك التكنيك. وفي معزوفاته أو حفلاته المصورة، كثيراً ما يتم التركيز على حركات أنامله السريعة والمذهلة، حيث تكون أوتار الغيتار بين يديه، يداعبها بلطف ورقة أحياناً، وفي أحيان أخرى يهاجمها بغضب، ويثير انفعالاتها بضرباته القوية، أو يرهقها تنميقاً وتدقيقاً بزخرفاته المعقدة، ويجعلها ترتعش بحزن وشجن في ما يشبه التقاسيم على العود. كما في معزوفة زرياب، وأغنية حب، وانعكاس القمر، وأعمال أخرى.

والفلامنكو فن يعبر في جوهره عن روح الغجر، وآلامهم وشقائهم الثقيل، ومخيلتهم وملكاتهم الشعورية، والقوة العاطفية في وجدانهم، بشكل فطري يخاطب الجميع حول العالم. ويجد فيه من ينتمي إلى أي ثقافة أخرى، ما يلمس جانباً من مشاعره، وهي موسيقى تحمل تاريخاً طويلاً، بالإضافة إلى الكثير من العواطف المنغمة بتلقائية، لا تعرف التعقيدات الكلاسيكية والنظريات العالمية في الفن. تنطق بها الأوتار المهتزة، والضربات النابضة بالحماس والحرارة، وما كان يفعله دي لوسيا هو التعبير بالموسيقى عن ثقافة وتاريخ كامل، وفلسفة وأسلوب حياة وطريقة عيش، فالفلامنكو ليس مجرد تراث فلكلوري، لكنه أكبر وأشمل من ذلك بكثير. وهو فن قلق لا يطمئن ولا يهدأ ولا يعرف الشعور بالاستقرار، يواجه المتلقي بجمال عنيف لا يهادن، في صورته البرية غير المنمقة أحياناً، حيث التمرد والإثارة، والحب المستعر والإغواء القاتل، وكذلك الهياج والغضب والثورة، وتضارب المشاعر في النفس الواحدة وفي اللحظة الواحدة، وتعبر إيقاعاته وأنغامه عن هذه الحرية المطلقة، التي لا ترضى القيود ولا تقبل الأغلال. وهناك دائماً ذلك الشموخ والكبرياء، حتى في لحظات الألم والهزيمة، يظهر غرور القوة والتفاخر بالجسد وأناقة تشكله، سواء في العزف أو الرقص، حتى الغناء عندما يتحول إلى نشيج منغم وبكاء وصراخ، وتأوه من ألم دفين وحزن موجع، لا يفقد أبداً تلك القوة.

وقد أثرت فنون الغجر الفطرية في أرقى الفنون وأعقدها، كالموسيقى الكلاسيكية والأوبرا، حيث سحرت موسيقاهم موريس رافيل، فألف قطعته الخالدة «بوليرو» وحركت خيال جورج بيزيه فأبدع أوبرا كارمن. فهي إذن تحظى بالاعتراف والتقدير منذ زمن.

مع باكو دي لوسيا، لا يسير العزف على وتيرة واحدة ثابتة، فكثيراً ما يتخلله توقف مفاجئ وسكون، أو انتقالات سريعة مباغتة، والتحرك في مسافات صوتية واسعة. ولا تكمن براعته في التكنيك فقط، وإنما في قدرته على نقل المشاعر من خلال أسلوبه، وهو ينتمي إلى الغجر، وتنطبع هويته الغجرية على فنه الموسيقي، وعزفه على الغيتار بمهارة وعفوية. فمهما كان عازف الغيتار بارعاً، فإنه لن يكون أبداً في مثل مهارة غجري يداعب أوتار غيتاره الذي يعرفه جيداً، كما لو كان جزءاً من روحه. كان دي لوسيا يرتحل بموسيقاه حول العالم ناشراً إياها، بانفتاح كبير على ألوان أخرى من الموسيقى، والامتزاج بها والتحاور معها. بداية من الموسيقى الكلاسيكية وانتهاء إلى موسيقى الجاز، فقدم بعض الحفلات مع الأوركسترا السيمفوني، وتعاون مع عدد من فناني الجاز في حفلاته وألبوماته على السواء. وكان هذا الفنان يخاطب بموسيقاه المشترك الإنساني بين البشر جميعاً، ويحرص على ربط الفلامنكو بالعالم، وإعادة الصلة بينه وبين الحضارات، والثقافات الأخرى التي أثرت فيه منذ البداية، فيعود هو ليؤثر فيها من جديد.
وتعود أصول الفلامنكو إلى أزمان وأماكن بعيدة غامضة إلى حد ما، لكنه بكل تأكيد يرتبط بالغجر، الذين مشوا في سائر أنحاء الأرض، وجابوا أقطارها، بعد أن نزحوا من أماكنهم الأصلية المختلف على تعيينها. وخلال ذلك النزوح والارتحال، شهدوا ما شهدوه من تعذيب ونفي وإعدام وحرق واضطهاد استمر لقرون. ويتميز الغجر بكونهم الأقرب إلى الطبيعة، والأكثر حرية في التعبير عن الرغبات والمشاعر، التي لا ينكرونها ولا يكبحون جماحها، وكانت حياتهم غير المستقرة، وعدم تملكهم لأي شيء، سبباً في تحررهم التام. فلا أرض ولا بيت ولا وطن، ولا جذور تشد المرء دائماً إلى بقعة محددة، كما كان لعزلتهم الفضل في إنتاج هذه الفنون الرائعة، فقد تحول كل هذا الشقاء إلى حرية كاملة، تتجلى في موسيقاهم وغنائهم ورقصهم. فكان الغجري القديم يبدع موسيقاه وفنونه الأخرى، ليقاوم بها واقعه، ويستعين بها على حياته العصيبة، ومن خلالها يذيع آلامه وصراخه وانتفاضه من فرط الألم. ويعبر بها عن نفسه، ويجبر العالم الذي يرفض وجوده، على الاستماع إليه ومشاهدته والشعور به، فالفلامنكو فلسفة وموقف تجاه العالم والحياة، وهو موقف غاضب في كثير من الأحيان ومتمرد، ويحمل في داخله آلاماً عميقة ممتدة في الأزمنة الغابرة.

وقد أثرت فنون الغجر الفطرية في أرقى الفنون وأعقدها، كالموسيقى الكلاسيكية والأوبرا، حيث سحرت موسيقاهم موريس رافيل، فألف قطعته الخالدة «بوليرو» وحركت خيال جورج بيزيه فأبدع أوبرا كارمن. فهي إذن تحظى بالاعتراف والتقدير منذ زمن، وعلى الرغم من ذلك، كان لباكو دي لوسيا، الفضل في خلق مكانة عالمية رفيعة لموسيقى الفلامنكو تحديداً، يتبعها الغناء والرقص بطبيعة الحال. وكان دي لوسيل لا يفصل بين فنون الفلامنكو الثلاثة قدر المستطاع، ففي ألبوماته تمتزج الموسيقى بالغناء أحياناً، كما في ألبوم «أغنية أندلسية» وغيره من الألبومات، وفي حفلاته أيضاً كان يوجد الغناء والرقص، حيث يؤدي الراقص المنفرد، حركاته السريعة القوية، بفخر ذكوري على وقع ضربات دي لوسيا على الغيتار. ولغيتار دي لوسيا ذلك الصوت الفريد، الأعلى والأقوى والأكثر وضوحاً من الغيتار الإسباني الكلاسيكي. الذي يختلف عنه في طريقة تصنيعه، وفي بعض الأمور التقنية، كالمسافات بين الأوتار، وجسم الغيتار نفسه، وأشياء أخرى تتيح الحصول على الصوت والنغمات المطلوبة، ويشعر المستمع دائماً بالفرق بين غيتار دي لوسيا وأي غيتار آخر. كما يتعجب من الانتقالات السريعة، وقوة سحب الأوتار، والتناوب السريع بين الإبهام والسبابة، وتمرير الإبهام بسرعة فائقة على الأوتار كافة، والنقر في تتابع سريع. وما بين رقة الموسيقى وانسيابها السلس، وسرعتها وحدتها وخشونتها وإيقاعاتها الوعرة أحياناً، كان هذا العازف يقدم ألحانه التي يستسيغها الشرق والغرب.

كاتبة مصرية

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    مروة .. شكرا لك .. هذا مقال يذكرنا بجمال الحياة .. رغم هذا الزمن البئيس .. و الحروب.
    .
    فرحت حين قرأت عنوان المقال .. و عرفت انك مروة .. ستتحدثين عن Paco..
    .
    قد احدثك كثيرا عنه .. لكن دعيني اجد بداية ..
    .
    ابدأ بالعلاقة العضوية التي تربط المغاربة بالاندلس .. و وجود موسيقا الفلامينكو في
    وجدان المغاربة .. اما ثقافة .. او بواسطة بعض الفنون من شمال المغرب اصلا ..
    و التي نسميها الطرب الاندلسي .. لكن هناك فعلا جزء منه قد نقول انه فلامينكو خالص.
    .
    ثانيا .. و انا طالب في المانيا كنت على معرفة بصديقة من اشبيلية .. راقصة تعلمت في المعهد ..
    بمعنى .. راقصة رفيعة للفلامينكو .. و كلما اثفق الامر مع شلة ما .. كنت اسارع بضرب ايقاع الفلامينكو
    تصفيقا (طريقة خاصة كما تعلمين) .. و ادندن اغاني gypsy kings … هههه … كانت الصديقة تعارض ..
    لكن في كثير من الاحيان كانت تستسلم للايقاع .. و تنتفض كارمن من داخلها … و ترقص .. و ما اروعها و هي ترقص ..
    .
    ينابع رجاءا 1

  2. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    كلك و انا طالب كنت جد نشيط ثقافيا .. و من بين هذا النشاط … كنت عضوا لمجموعة محبي ثقافات العالم ..
    و كانوا يمارسون حبهم هذا على الارض بدعوتهم لفنانين من العالم .. قبل ان التحق بهم … و طبعا .. لما التحقت
    بهم فعلت الافاعيل و الله … فمرة كنت وراء حفلة free jaaz .. كبار هذا الفن مثل hamid drake ..
    مع العازف لفن كناوة من المغرب .. محمود كينيا رحمه الله … و كان زواجا موفقا للغاية … و لهذا لفت به
    المجموعة عدة مدن في المانيا. و كنت سعيدا ان يعرف الجمهور ان عازف كناوة هو من المغرب …
    .
    و ال free jaaz لمن لا يعرف .. هو jaaz … لكن بدون بروبات و لا موسيقى مكتوبة … كل شيئ يتقرر مباشرة على الخشبة. بتلقائية … و من لا يحب هذا الفن قد يتعدب كثيرا صراحة .. لكن له جمهوره. قد اقول انني استطعت ان
    اتعرف على ابجديات جماله .. فقط .. لكنه صعب و لانني اهوى الميلودي الغير المتقطعة ..
    .
    يتبع رجاءا 2

  3. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    و الآن وصلت الى paco
    .
    .. و بسبب الصديقة الاندلسية … و لتواجدي في نادي محبي ثقافات العالم .. كنت من ابرز من كان وراء
    تنضيم حفل لباكو ديلوسيا في جولته عبر المانيا آنذاك … و هنا … لقد التقيت الرجل … تحدث معه .. اكلت معه
    على طاولة واحدة .. رأيته و هو حزين … و هو يضحك … و بشكل خاص حدقت كثيرا في اضافره العجيبة …
    و عرفت منه انه كان له تأمين باهض على اضافره. فهي ادوات عزفه طبعا .. و اتذكر انه انتقدنا بدعابة اننا
    نظمنا حفل عشاء في مطعم اسباني .. و هو اتى لتوه من اسبايا … فلا جديد … هههه
    .
    بصراحة .. الرجل يختلف عن الرجل و هو فوق الخشبة … انسان عادي .. حبوب .. مداعب ..
    .
    و قد تقولين انني عشت الفلامينكو بحذافره في ايام معدودات … بين راقصة فلامينكو ..
    و عازف قيتارة جنوني Paco بعينه ..
    .
    ايام لن انساها ابدا …
    .
    هذه قصتي مع Paco يا مروة … من طقطق .. لسلام عليكم ..
    .
    دمت بخير .. و جميلة طبعا .. و شكرا لك على هذا المقال.
    .
    انتهى شكرا 3

  4. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    تتمة رجاءا .. من غرائب الامور
    .
    فرقة gipsy kings لها طبعا و عليها .. و لها الكثير الجميل … و من غرائب الامور ان يكون احد افرادها
    و مؤسسيها هو Chico bouchikhi… و كلمة بوشيخي تقول كل شيئ .. و تقول ان ابوه مغربي و امه جزائرية ..
    و الاندلس في الدم …
    .
    هناك من ينتقد الفرقة طبعا .. و هناك الكثير من يحبونها و انا منهم .. و الى اليوم ..
    .
    لكن من ناحية نوع و اداء الفلامينكو .. فالفرق بين الفرقة و Paco يشبه عزف مقطوعة بفرقة اركسترالية للموسيقى
    الكلاسيكية (paco) … و عزف نفس المقطوعة بفرقة محترفة عادية ( gypsi ) ..
    .
    اهديك مروة و القراء الاغنية الجمبلة للمجموعة “por el amor de una mujer” .. تعني “من اجل حب امرأة” ..
    .
    و انتم تسمعونها … قد تتواجدون ربما امام مشهد من قلب الاندلس ..

    1. يقول مروة صلاح متولي:

      تحياتي لك ابن الوليد. جميل جدا كل ما كتبته، وأضحكتني بطقطق. لم أسمع عن موضوع التأمين هذا من قبل لكنه غير مستغرب، وجيد أن يكون وديعا هكذا في الحقيقة فهو يبدو صارما جدا أثناء العزف وفي حواراته القليلة. وذكرتني بناس كناوة، الموسيقى عندكم متنوعة جدا يا صديقي وعميقة الجذور. أنا أيضا من هواة الميلودي وأدافع عنه. أعجبني وصفك للفرق بين عزف باكو والجيبسي، الفرقة رائعة كنا نسمعها كثيرا في التسعينات ولها فضل في نشر هذه الموسيقى أيضا. أشكرك كثيرا على هذه الأغنية الجميلة والاختيار الرائع.

    2. يقول سهيل:

      حقيقة لا يمكن الحديث عن اسبانيا دون ذكر باكو دي لوسيا او Gypsy Kings أنا من عشاق موسيقاهم ومن يستطيع مقاومة عذوبة اللحن و حشرجة الاصوات العميقة الوجدانية ..

    3. يقول قلم الرصاص:

      مرحبا بالعزيز ابن الوليد بين قراء المبدعة مروة متولي في هذا الركن الفني الاسبوعي توقعت ان تكون خفة و فكاهة

      في تعليقك و لم يخب توقعي جميل انك ربطت الصلة بين فن الفلامنكو و المنطقة الشمالية المغربية فأنا شخصيا

      تعرفت على الراحل باكو و عزفه المدهش من خلال زميل في العمل من مدينة تطوان حقا هناك تفاعل مدهش

      بين اندلسية الفلامنكو و الموسيقى الاندلسية هنا لا اظنك نسيت تجربة المزج بينهما في شخص الراحل عبد السلام

      شقارا ارجو ألا تدعك هموم السياسة تتغيب عنا تحياتي من مراكش

  5. يقول قلم الرصاص:

    تعود بي موسيقى الفلامنكو و اداء باكو دي لوسيا المبهر خاصة لسنوات قضيتها في بلد عربي شقيق اعاد الله عافيته

    و سلامة اهله ; لم تكن الاماكن التي قضيت بها ايامي هناك الا صحاري محيطة و لم يكن متيسرا لدي من الترفيه

    الا ما املك من شرائط موسيقية و كتب حملتها مع زادي يحضر باكو دي لوسيا مؤنسا ساعات قراءاتي كانت تروق لي

    رفقته مع تعقبي للسطور مع مرور الوقت و يسرة النت شاهدت كما هائلا من حفلاته القيمة كان يبدو لي و هو

    يؤدي وصلة موسيقية بمعية آخرين انه يعدو في مقدمتهم بيسر و هم يجهدون في ملاحقته اما طريقة جلسته

    الشامخة فربما يعيد بها بعضا من الاعتبار لأحفاد الفلاح المنكوب الاندلسي الذي وهب للفلامنكو هذا السحر

    تحياتي

    1. يقول مروة صلاح متولي:

      تحياتي أخي خليل. يلفت نظري أيضا عندما يعزف مع آخرين وينظرون إليه كأستاذ كبير. قضيت سنوات من طفولتي في الصحراء أيضا، كنا نعيش في وادي النطرون وكانت أيام سعيدة جدا، يحزنتي أن يرتبط اسم المكان حاليا بالسجن، تخيل عشت هناك سنوات ولم أعرف بوجود السجن إلا بعد أن غادرت المكان وكبرت تماما. وكانت المدرسة تعد رحلات منتظمة إلى الأديرة، ولا أزال أذكر ترحيب الرهبان وأحاديثهم اللطيفة والهدوء العظيم هناك.

  6. يقول Aida Wiest:

    شكرا مروة صلاح متولي، مقال جميل جدا.
    ( فلامنكو : فلاح منكم )
    Ça rime
    تحياتي

    1. يقول مروة صلاح متولي:

      شكرا لك

  7. يقول بلي محمد من أرض المملكة المغربية:

    سطور ادا سمح لنا المنبر وكدالك الباحثة المحترمة والقارئ العارف المتتبع لنشاط الفني بصفة عامة شكرا شكرا ثانية دائما تكون الرحلة الفنية من البلد مصر العربية مرة جهة الشرق ومرة جهة الغرب ومرة جهة الشمال ومرة جهة الجنوب نتعرف وعلى ظهر الكلمة على فرسان بين قوسين في الشعر في المسرح في السينما في الموسيقى العزف وهي بيت القصيدة التي رسمتها الكاتبة المحترمة البلد أسبانيا لها تاريخ قديم وبدورها دخلت من الباب الواسع للفن في ألوانه المتميزة كاالمسرح والسينما والموسيقى والرقص اليست رقصة الباليه من الثربة بلى فمن رسمت من أجله هده السطور تكفي السطور سطور الكاتبة أسباني أندلسي وبين قوسين وليس خروجا عن النص الفي كلمة ندلس تدكرني باالموسيقى لاندلسية المعطرة باالشعر العامي والعربي كدالك وهي في بلدنا ولاشك ان لاخت المحترمة تعرفها جيد ا فالآلة الموسيقية التي أختارها الفنان تكاد تكون مثل الة العود فهده بدورها نغمات متنوعة وراقصة لم تنتهي الكلمة سيدتي فاالحديث عن الموسيقى لاصيلة كاكل طويل رغم أننا في زمان الرياح الاعقلانية

    1. يقول مروة صلاح متولي:

      شكرا بلي محمد. سلامي لك

  8. يقول أحمد الطنجاوي:

    ارجو من الكاتبة أن تعيد تحقيقها لموسيقى للفلامنكو وتعلم أن هذه الموسيقى هي موسيقى عربية أندلسية كانت اخر ما وصلت اليه الموسيقى العربية في الاندلس عند سقوط غرناطة ولا علاقة لها بالغجر إلا علاقة الوارث عن العرب بحكم ان المسلمين الاندلسيين في الفترة التي استمرت من سقوط غرناطة1497 الى 1617 الى اخر خروج للمسلمين ،كانوا يتحكمون في فترة وجبال الاندلس ومعهم الغجر الاسبان ومن هنا اخد الغجر هذه الموسيقى .
    والدليل الواضح هو أن للفلامنكو لا يوجد إلى في إسبانيا والأندلس حصرا بينما الغجر موجودون في كل الدول الأوروبية وموسيقاهم تختلف شكلا ومضمونا عن للفلامنكو،
    إن أحد ورثة الموسيقار المغربي الأندلسي المتخصص في للفلامنكو المغربي الموسيقار عبد الصادق شقارة وهو ابن أخيه جلال شقارة المقيم في غرناطة ،رئيس اوركيسطا شقارة لموسيقى للفلامنكو قال: إن موسيقى للفلامنكو هي موسيقى الفلاحين الاندلسيين العرب بالأندلس في وهي تعبر عن نكبة الفلاح في زراعته بسبب تقلبات المناخ والأحداث السياسية العاصفة بتواجد المسلمين بالأندلس ولهذا سميت موسيقى الفلاحمنكوب وعند النطق الإسباني قيل فلامنكو.

    1. يقول مروة صلاح متولي:

      شكرا لك على هذه المعلومات المفيدة. ودي لوسيا نفسه يشير إلى الأندلس وزرياب ويعترف بالأصول. تحياتي

  9. يقول هيثم:

    Paco de Lucia من ألمع الفنانين الإسبان في اللحن و العزف و الغناء في مجال موسيقى الفلامنكو الأندلسية بالخصوص. هو وليد مدينة الجزيرة الخضراء في جنوب الاندلس على مضيق جبل طارق. يثير الاستماع إلى عزفه الجميل على القيثارة و شدوه الشجي بموشحات الفلامنكو المتعة و الإعجاب . شارك في مهرجان الموسيقى الروحية بمدينة فاس قبيل وفاته بسنوات قليلة دون أن أتمكن من مشاهدته رغم أني كنت آنذاك في مدينة فاس لكنني عوضت ضياع هذه الفرصة باقتتاء ألبومين له في إحدى زياراتي لمدينة مدريد. بالطبع لا بد من التنويه بالسيدة مروة التي تتحفنا بمقالات ممتعة عن شتى المجالات و الأنواع الثقافية الفنية لكن مع التساؤل حول ارتباط موسيقى الفلامنكو بالغجر الذين يوجدون في عدة مناطق بأوروبا و خارجها أحيانا و من ثمة طرح التساؤل التالي : إذا كان الفلامنكو حصرا على الغجر فلماذا ينحصر فقط في اسبانيا و الأندلس خصوصا ؟ علما كثيرا من الدراسات تربط بين الفلامنكو و مآسي الموريسكيين المسلمين في إسبانيا. تحية خاصة للصديق ابن الوليد الذي أبان عن ولعه بالفن الجميل و شكرا لك مرة أخرى يا سيدتي على اهتمامك بالفن الراقي .

    1. يقول مروة صلاح متولي:

      تحياتي أستاذ هيثم. وقبل أي شيء أشكرك من كل قلبي على الدعم المعنوي في الأسبوع الماضي، قرأت كلماتك جيدا وفهمتها. يبدو أنني خلطت بين موسيقى الفلامنكو وفنون الغجر بشكل عام، سأعيد النظر في الأمر. وسأبحث عن شقارا أيضا فأنا لم أسمع عنه من قبل للأسف.

  10. يقول ابن الوليد. ألمانيا.:

    تفاعلكم جميل .. و الشكر لمروة ..
    .
    @اخي من مراكش .. طبعا الفنان شقارة .. و هذا ما اعنيه ان بعض اعماله كانت فلامينكو خالص .. حتى انه ادخل اللغة الاسبانبة فيها ..
    .
    @الكاتبة الجميلة مروة متولي ..
    .
    بحث عن مقطع فيديو على اليوتيوب لأحد الحفالات التي فيها محمود غانيا (ناس كناوة) .. مع hamid drake .. و لم أجد للاسف ..
    .
    لكن وجدت مفاجئة ماتعة .. نفخت ريشي … هههه …و يحق لي ان افتخر والله .. كسفير لثقافتي المغربية العربية الامازبغية .. و أنا افتخر ..
    .
    لقد استنسخوا موسيقى كناوة في حفلات عديدة .. و wilkiam parker و الدي تعرفت عليه ايضا هو من يعزف
    على آلة “الهجهوج” الكناوي .. و كما قلت اعلاه .. هذا free jazz … قد يكون سماعه مؤلما للبعض .. و هو لا يسمع صراحة ..
    بل يعاش مباشرة .. و لا توجد اي ترتيبات من قبل .. و لا بروبات … بل هو حوار ببن العازفين على المباشر ..
    و كل يعبر عن مشاعره .. بتلقائية .. و صفاء روحي حقيقي .. و هنا قوته فعلا .. بحيث ان دخل المرأ في الجو مباشرة ..
    فالابدان تقشعر فعلا ..
    .
    اليكم هذا المقطع .. سترون الثقافة المغربة حاضرة فيه بالهجهوج في اييدي wilkiam parker .. أحد عمالقة ال free jazz ..
    .
    و لا بد من شرح شوية للقراء .. كي لا يصابون بالصدمة … هههه
    .
    يتبع رجاءا 1

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية