في مقاله ‘ماذا تفكر الانتخابات’، 9/1/2014، يعجب زئيف كام كيف تتوقع النائبة غلئون من حكومة نتنياهو ان تنفذ سياسة اليسار ويخيب املها في أنها لا تفعل ذلك. كام محق في أنه يوجد توقع بان يفعل رئيس الوزراء الامر السليم لاسرائيل. فمنذ 1967 عانت اسرائيل من تدهور وضعها الامني (حروب الاستنزاف، يوم الغفران، حرب لبنان الاولى والثانية والانتفاضتين والارهاب) ومن تدهور مكانتها في العالم لدرجة خطر نزع الشرعية. لقد فهم معظم رؤساء الوزراء من الليكود بانه من أجل تحسين وضع اسرائيل يجب الانسحاب من المناطق المحتلة. رئيس الوزراء الاول من الليكود، الراحل مناحيم بيغن، الذي وعد بانه ‘لن يتنازل عن ذرة رمل من ارض سيناء’، رأى من مكتبه امورا لم يرها من المعارضة، وعندما فهم بان السلام خير من السيطرة في الصحراء، انسحب من كل المناطق التي احتليناها من مصر. رئيس الوزراء ارئيل شارون الراحل الذي قضى بان ‘حكم نتساريم كحكم تل أبيب’، فهم مع تسلمه المنصب بان حكم نتساريم هو الاخلاء ومعها كل المستوطنات في غزة. وكذا رئيس الوزراء اولمرت، الذي ترى كل حياته في الليكود، صحا وفهم اهمية انهاء الاحتلال واقترح على ابو مازن انسحابا اسرائيليا بنحو 100 في المئة من المناطق. التوقع بان يهجر رئيس الوزراء نتنياهو الخطابة ويختار العمل من أجل سلامة وأمن اسرائيل ينبع ايضا من افعال نتنياهو. فقد انتخب نتنياهو في 1996 بعد أن عارض اتفاقات اوسلو والحوار مع عرفات، ولكن بعد انتخابه التقى بعرفات بل ووقع على ‘محضر الخليل’، الذي بموجبه أخلى قوات الجيش الاسرائيلي من معظم اجزاء المدينة بل ووعد بانسحاب من كل مناطق الضفة الغربية باستثناء المستوطنات وقواعد الجيش. وبعد انتخابه الثاني القى خطاب ‘بار ايلان’ الذي أعرب فيه عن تأييده لحل الدولتين. وعليه فان التوقع بان يعمل بعد انتخابه في المرة الثالثة من أجل مصالح اسرائيل منطقي اكثر من التوقع المعاكس لكام. وفضلا عن ذلك، لا ينبغي التجاهل في أنه بينما توجد لغلئون توقعات من نتنياهو، في لحظة ما كانت لنتنياهو توقعات من غلئون وذلك لانه اذا ما تقدم رئيس الوزراء بالفعل في المسيرة السياسية فانه سيحتاج الى تأييد من المعارضة لخطواته. وكمن يفترض ان توفر شبكة امان للتسوية، فان لغلئون كل التفويض ايضا لانتقاد نتنياهو الذي خضع في هذه اللحظة لليمين المتطرف في حزبه ولا يعمل من أجل المصالح الاستراتيجية لاسرائيل. ””” معاريف 13/1/2014