الجزائر- “القدس العربي”: أثنى الرئيس الأمريكي جو بايدن على الريادة الإقليمية للجزائر التي لعبت، حسبه، دوراً حاسماً في أعقد المشاكل، متطلّعاً للعمل سويا من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء الصراع في السودان.
وفي رسالة تهنئة وجّهها للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بمناسبة ذكرى استقلال الجزائر، المصادف لـ 5 تموز/جويلية، كتب بايدن أن “الشراكة طويلة الأمد القائمة بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية تكتسي اليوم أهمية أكثر من أيّ وقت مضى”.
وأضاف: “سوياً، ننسق جهودنا من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء الصراعات في السودان، وتعزيز الأمن والحوكمة في جميع أنحاء منطقة الساحل”.
وأكد الرئيس الأمريكي أن “علاقاتنا الاقتصادية والتجارية تستمر هي الأخرى في التطور”، مشيراً إلى أن “الريادة الإقليمية للجزائر لعبت دوراً حاسماً في حل أشد المشاكل إلحاحاً في العالم، على غرار الجريمة العابرة للحدود، والتطرف، وعدم الاستقرار والنزاعات”.
وفي نفس السياق، أعرب بايدن عن تطلّعه، خلال العام المقبل، إلى “تعميق العلاقات بين بلدينا واقتصاداتنا وشعوبنا بشكل أكبر، لا سيّما عن طريق التبادلات في مجالي التعليم والتجارة”.
وختم بالقول: “ومن خلال العمل في إطار التعاون الوثيق، أنا واثق من أن الجزائر والولايات المتحدة ستواصلان دفع رؤيتهما المشتركة لعالم يسوده السلام والازدهار”.
أبرزت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الجزائر، إليزابيت مور أوبين، أهمية العمل المشترك بين البلدين “للدفع نحو وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وتأمين دولة آمنة ومزدهرة للشعب الفلسطيني”. وذكرت أن اللقاء الذي جمع الرئيسين عبد المجيد تبون ونظيره الأمريكي جو بايدن، مؤخراً، بمناسبة انعقاد قمة مجموعة السبع بإيطاليا، تناول التعاون المتنامي بين البلدين في مختلف المحافل الدولية، بهدف إيجاد حلول للقضايا ذات الاهتمام المشترك.
ورغم الحديث المتكرر عن غزة في الاتصالات الرسمية بين المسؤولين الجزائريين والأمريكيين، يبقى التباين كبيراً في التعامل هذا الملف بين عضوي مجلس الأمن الدولي، في ظل أن كل مشاريع القرارات التي تقدمت بها الجزائر في المجلس قامت واشنطن بإفشالها عبر حق الفيتو، وحتى القرار الأخير لمجلس الأمن، المتعلق برفح، داسته إسرائيل التي تستفيد من حصانة دولية غير مبررة، وفق ما سبق للجزائر أن أدانته في العديد من المنابر الدولية.
وتقيم الجزائر والولايات المتحدة دورياً حواراً إستراتيجياً يشمل مختلف القضايا التي يتعاون فيها البلدان. وكانت آخر دورة، شهر آب/أغسطس الماضي، قادها وزيرا الخارجية أحمد عطاف وأنطوني بلينكن تناولت الحوار السياسي والتعاون الاقتصادي ومجال الدفاع والأمن.
وفي المجال السياسي، ذكر عطاف أن علاقات التشاور، وتبادل التحاليل حول الملفات ذات التأثير على منظومة العلاقات الدولية، لا تتوقف بين البلدين.
أما اقتصادياً، فثمة، بحسبه، وتيرة جديدة، حيث توسّع الاستثمار لمشاريع جديدة، مثل السكك الحديدية والفلاحة والصناعة المعرفية، فيما تعرف الجزائر بدءَ اهتمام الشركات الأمريكية الكبرى في المحروقات على غرار أكسيدنتال وشفرون واكسن موبيل.
ويتركز الحوار في المجال الأمني، عدا العلاقات الثنائية، على عدة قضايا، منها الأزمة في ليبيا والنيجر وقضية الصحراء الغربية والقضية الفلسطينية.