بايدن وإسلام أمريكا: خيار يتوجب أن يكون استراتيجياً

حجم الخط
17

توجه الرئيس الأمريكي جو بايدن والسيدة الأولى زوجته برسالة مشتركة إلى مسلمي أمريكا وسائر المسلمين في العالم بمناسبة حلول شهر رمضان، لم تكن جديدة من حيث التقليد المتبع في البيت الأبيض لدى غالبية رؤساء الولايات المتحدة وإن اتخذت هذه السنة بعداً رمزياً وأخلاقياً مختلفاً بالنظر إلى أنها انطوت على إشارات قوية حول طيّ صفحة الرئيس السابق دونالد ترامب لجهة معاملة المسلمين.
وقد توقف بايدن عند واحد من أبكر الأوامر التنفيذية التي أصدرها بعد ساعات قليلة من توليه الرئاسة، وذلك حين ألغى قرار ترامب بفرض حظر على دخول الولايات المتحدة أو منح تأشيرات السفر لعدد من رعايا الدول العربية والإسلامية. لكنه لم يكتف بهذا التذكير بل شدد على أن مسلمي أمريكا لا يزالون ضحايا التنمر والتعصب والكراهية، وذلك بالرغم من أنهم أثروا الحياة في أمريكا، وكانت لهم جهود رائدة في تطوير اللقاحات، ومساهمات في مختلف ميادين الرعاية الصحية.
وشدد الرئيس الأمريكي على أن هذه الحال لا يتوجب أن تستمر، ولا ينبغي لأحد في الولايات المتحدة أن يعيش خائفاً من التعبير عن إيمانه، وأن إدارته سوف تعمل على الدفاع عن حقوق الإنسان في كل مكان، مشيراً على نحو محدد إلى الإيغور في الصين والروهينغا في ميانمار والمجتمعات المسلمة في كل مكان. ولم يغفل بايدن الإشارة إلى أن الدين الإسلامي يحث على التزام المسلم بخدمة الآخرين، مقتبساً من القرآن الكريم عبارة أن «الله نور السماوات والأرض».
وكان بايدن قد انفرد عن الغالبية الساحقة من المرشحين للرئاسة الأمريكية، من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، في التوجه إلى الجاليات المسلمة خلال مرحلة مبكرة من حملته الانتخابية. ففي تموز/ يوليو الماضي أقر بايدن بما يعانيه مسلمو الولايات المتحدة من أشكال التمييز العنصري، والتزم بإلغاء قرارات ترامب حول حظر السفر، وأدان ظواهر كراهية المسلمين، كما استشهد بالحديث النبوي «من رأى منكم منكراً فليغيره».
وسواء كان بايدن قد تقصد التكتيك المرحلي أم مواصلة نهج جديد في التعامل مع الجاليات المسلمة، فإن الخيار كان صائباً ومنطقياً ومطلوباً من جهة أولى، كما كان من جهة ثانية ينسجم مع تطورات الحياة في أمريكا والنهوض المتجدد للحركات المناهضة للعنصرية والمنحازة إلى الحريات العامة على اختلاف أنماطها. ورغم عدم وجود إحصائيات دقيقة حول أعداد مسلمي أمريكا، فإن المعطيات التي يسوقها الخبراء تشير إلى أن الإسلام هو الديانة الثالثة بعد المسيحية واليهودية، وأن أكثر من 60٪ من مسلمي أمريكا يميلون إلى الحزب الديمقراطي مقابل نحو 10٪ للحزب الجمهوري. حقيقة ديمغرافية أخرى ذات شأن في هذا الصدد هي أن أصولهم الإثنية واسعة وتعددية، إذ تضم السود والبيض والآسيويين والعرب والإسبان، وعروقا أخرى.
والأمل منعقد على أن الجاليات المسلمة في أمريكا لن تلاقي خيار بايدن هذا بمزيد من المساهمة الجوهرية في إثراء أمريكا فحسب، بل ستضرب أيضاً قدوة حسنة للجاليات المسلمة أينما تواجدت في العالم، فهكذا تستحث الديانة وهذا ما تقتضيه شروط الحياة العصرية السليمة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ماغون:

    أمريكا أكيد تفرق بين المسلمين والأسلاميين الذين بسبب تراكماتهم سوف تقوم ثورة ثانية.

    1. يقول أسامة حميد- المغرب:

      لا يوجد مسلمون من جهة وإسلاميون من جهة أخرى. هناك مسلمون فقط. ( هو سماكم المسلمين).

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    الذي في اللسان شيئ, والذي بالقلب شيئ آخر!
    لم نرى شيئاً من أوباما حتى نراه من بايدن!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول علي حسين أبو طالب / Skellefteå:

    الأولى بتوجيه هذا النداء إلى داعش الذي لا زلتم تتبنونه
    و تصرون على تسميته بـ ” تنظيم الدولة الإسلامية ”
    و أحياناً تراجعون أنفسكم فتحذفون عنه صفة
    الإسلامية و هو التنظيم الوحشي البربري الذي
    تدل على ذلك جرائمه و العالم كله على ذلك
    شهيد .

    1. يقول العلمي:

      بل الأولى أن يتم فضح مخططات إيران الطائفية العرقية التي عاثت أذنابها و من بينها داعش فسادا في كثير من الأقطار العربية

  4. يقول عبدالله السوري:

    لن نصدق احداً منهم حتى ولو اصبح مسلماً هؤلاء عنصريون مجرمون قتلة رأينا افعالهم في العراق وفي فلسطين وفي سورية وافغانستان واليمن وكل جرائمهم كانت ضد المسلمين العرب السنة ولهذا اعتبر توجيهه خطاب الى المسلمين ليس سوى ذَر رماد في عيون السذج والمغفلين من العربان

  5. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم رأي القدس اليوم عنوانه(/ بايدن وإسلام أمريكا: خيار يتوجب أن يكون استراتيجياً)
    من مصلحة امريكا اولا ومن مصلحة العالم ثانيا ان تشعر الجالية المسلمة في امريكا أنهم مواطنون أمريكيون لهم حقوق مساوية لاي امريكي آخر وبغض النظر عن عرقه أو لونه أو عقيدته.
    الأقليات المسلمة في الدول الاخرى
    عامة وامريكا خاصة ليسوا عرقية أو لون واحد .
    والأقليات المسلمة في جميع أنحاء العالم تعاني من التهميش والاضطهاد والقمع ،فمثلا ورغم كبر حجم الأقلية المسلمة في الهند حوالي٢٠٠مليون أو (14%) فإن نسبة تمثيلهم في مؤسسات الدولة لا تتعدى 1%.
    صفحة ترامب المخزية بالنسبة للمسلمين يجب ان تطوى وتنسى لا تكتيكات انتخابيا فقط بل يجب أن يكون استراتيجيا دستوريا ثابتا لا تزعزه الأهواء الشخصية ولا المزاج المتقلب ولا التعصب الأعمى كما كان في حقبة ترامب المخزية والتي يجب ان تطوى صفحتها والى الابد .
    بايدن صرح بان (مسلمي أمريكا لا يزالون ضحايا التنمر والتعصب والكراهية، وذلك بالرغم من أنهم أثروا الحياة في أمريكا، وكانت لهم جهود رائدة في تطوير اللقاحات، ومساهمات في مختلف ميادين الرعاية الصحية.)
    وقناعة بايدن بجدارة المسلمين لا تعفيهم من العمل البنّاء في كل مجالات الحياة بجد واخلاص.

  6. يقول S.S.Abdullah:

    عقود تبادل الخبرات مع (الكيان الصهيوني)، هي سبب أي عنصرية، أو أي ظلم، أو أي عداوة بين رجال الأمن في أي دولة مع أي إنسان أو أسرة أو شركة على أرض الواقع،

    هو أول تعليق على ما ورد تحت عنوان (رشيدة طليب: لا يمكن إصلاح الشرطة الأمريكية لأنها عنصرية بطبيعتها- (تغريدات)) أو عنوان رأي جريدة القدس العربي (بايدن وإسلام أمريكا: خيار يتوجب أن يكون استراتيجياً) والأهم هو وكيف ولماذا حصل ذلك، والأكثر أهمية ما الحل؟!

    الرحلات الصيفية إلى الكيان الصهيوني، من أجل أخذ خبرة عن نموذج اقتصاد الكيبوتسات الشيوعية، منذ عام 1947، ثم بعد ذلك موضوع صناعة السلاح وبناء الأمن ضد نموذج من على أرض الواقع (الإرهابيين/الإسلاميين)،

    أتباع (عز الدين القسام) من أهل بلاد ما بين دجلة والنيل في (فلسطين)، كوسيلة لدعم عدم الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من نموذج إقتصاد (الكيبوتسات الشيوعية)،

    في عام 2021 النموذج الاقتصادي (AI of Robotics thinking)

    https://fb.watch/4RrvPdVU3o/

  7. يقول S.S.Abdullah:

    معنى أو ثمن، حرية الرأي، في دولة بنظامين (رأسمالي/شيوعي) على أرض الواقع، يمثله ما حصل في الصين، مع أصحاب تقنية (علي بابا)، مقارنة مع ما حصل لأصحاب تقنية (أمازون) في أميركا، من تسريب فضائح، في الإعلام، أدّت إلى طلاق العائلة،

    بينما في دولنا، يحصل التالي للعلم

    https://www.alquds.co.uk/أسمع-بالاسم-لأول-مرة-من-هو-الشريف-حسن/

    من الضروري إعادة ترتيب ما ورد (حيث توجد قرائن على أن رعونة ابن زيد وطبيعته وتصرفاته هي التي أطاحت عمليا ببعض الأسماء الكبيرة.)،

    بجوار (يعبر عن غضبه بعدما فقد شقيقه وهو ضابط أمني راحل الآن نعته الدولة الأردنية كشهيد في حادث شهير في أفغانستان وله علاقة بتنظيم القاعدة ومقتل 7 عناصر من الاستخبارات الأمريكية بمعية الشقيق “الشهيد علي بن زيد”)،

    من أجل فهم ما ورد تحت عنوان (“أسمع بالاسم لأول مرة”.. من هو “الشريف حسن بن زيد”؟ غاضب وغامض ومحور تحقيقات “المؤامرة”)،

    من أجل فك طلاسم/خزعبلات نظرية المؤامرة الهاشمية، في الأردن عام 2021، بعد خزعبلات سوريا التي بدأت 2011، سبحان الله؟!

    لأن على أرض الواقع، أي نظام أمني/مخابراتي، لا يمكن إلّا أن يتعامل بنظرية المؤامرة، كوسيلة إعلام، لتجاوز أي أزمات في الاقتصاد أو الإدارة والحوكمة،

  8. يقول S.S.Abdullah:

    فمثلاً في مصر (حسني مبارك) كانت عملية تزاوج حادثة تفجير كنيسة مع تلفيق قضية (خالد سعيد) في مدينة (الاسكندرية)، هي سبب اشتعال الحريق في اليوم الذي تم تحديده لتكريم ممثلي الأمن (الفاسد) عام 2011، يوم 25 يناير،

    فهل ستكون قضية (الأمير حمزة) و (الشريف حسن بن زيد)، من عائلة آل البيت، لشعب الرّب المُختار، في القضاء على حكم آل البيت (من أولاد الحسن) لمصلحة (أولاد الحسين) في دول الهلال أو القمر الشيعي، على رأي الملك عبدالله الثاني في عام 2004، أم ماذا؟!

    وفي هذا المجال أعجبني كلام (محمد أبو رمان) في ما جمعه ونشره تحت عنوان (بين “الأردن الممكن” و”الأردن المرعب”) في موقع جريدة العربي الجديد.??
    ?????

  9. يقول سامح //الأردن:

    *لو طبق كل (مسلم) مغترب في امريكا
    وغير أمريكا المثل المصري البليغ لتغير
    حال مسلمي المهجر( امش عدل يحتار عدوك فيك).

  10. يقول بلحرمة محمد:

    شخصيا اعتبر هده التصريحات مجرد عادة متبعة من قبل الرؤساء الامريكيين لتخدير المسلمين والايحاء بان امريكا ليست كارهة لهم كما انها لا تعتبر نفسها عدوة للاسلام والمسلمين ولكن هل نرى دلك في الواقع؟ الجواب لا كبيرة فامريكا قد اغرقت بلاد المسلمين قتلا ودمارا وخرابا وهاهي الامثلة ظاهرة في فلسطين وافغانستان والعراق وسوريا وليبيا واليمن كما انها تعاتبر المقاومة الاسلامية ارهابا وتفرض على قادتها العقوبات وتنسق مع العصابات الصهيونية لاستهدافهم كما انها تقف بكل قوة ضد اي محاولة لتطور اي بلد اسلامي وهي تتوجس من دلك وتعتبره خطا احمر لا يجوز السماح به وايران نمودجا فاي محبة هده؟ انها اضاليل واكاديب السياسة الامريكية المعادية للمسلمين قلبا وقالبا.

    1. يقول أسامة حميد- المغرب:

      لا فرق بين إيران وأمريكا في التنكيل بالمسلمين. وجهان لعملة واحدة من الحقد والإجرام ضد المسلمين في كل مكان. تحالفا في العراق وفي أفغانستان وفي سوريا …وذلك باعتراف مسؤولين إيرانيين وبشهادة فتوى السيستاني الإيراني التي تحرم التعرض للأمريكيين واعنبارهم ضيوفا…وهذا ليس افتراء بل حقائق موثقة ويكفي الرجوع ليوتيوب لترى وتسمع. حتى نكون منصفين هناك نقطة خلاف وحيدة هي رغبة إيران في امتلاك السلاح النووي. غير ذلك فهم سمن على عسل مع أمريكا وإسرائيل ( إيران كونترا وصفقة السلاح المعروفة). “العداوة ” المزعومة لا تتجاوز التصريحات لدر الرماد في عيون المغفلين.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية