بايدن و”الزيارة الأهم” و”مشروع مارشال” للشرق الأوسط.. ما رأي الفلسطينيين؟

حجم الخط
2

يوشك الرئيس الأمريكي جو بايدن على أن ينطلق إلى ما هو كفيل بأن يكون الرحلة الأهم لرئاسته حتى الآن. فهو سيزور الشرق الأوسط الغني بالنفط، بخاصة السعودية كي ينقل إليها رسالة تقول بأنها تبقى حليفة قوية، وإن المنطقة كلها لا تزال حيوية للمصالح الاستراتيجية الأمريكية. هذه الزيارة تقدم فرصة حتى أكبر ينبغي للرئيس أن ينظر فيها، فرصة قد تحل النزاعات التاريخية الأطول التي تمنع شراكات أقوى وسلاماً أطول في المنطقة: الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.

عدد آخذ في التزايد من الزعماء العرب يقولون إنهم جد يريدون اتخاذ تلك الخطوات نحو المصالحة مع إسرائيل والتي كنا شهوداً عليها مع اتفاقات إبراهيم في 2020، لكن لا يمكنهم أن يفعلوا هذا إلى أن يتحقق حل مع الفلسطينيين. موظف التقيته سار شوطاً بعيداً وقال إنه سيسعده أن “يرى جهداً أكبر في الجانب الإسرائيلي”. قمة عسكرية سرية عقدت مؤخراً في مصر بين مركز القيادة الأمريكية ومحافل عسكرية إسرائيلية وعربية، هي مؤشر آخر على تغيير النهج عقب التهديد الموحد من جانب إيران. لعل هذا يبدو متعارضاً مع الحدس، إذا ما أخذنا بالاعتبار عشرات السنين من مساعي السلام الفاشلة، لكنه الزمن المناسب لعرض مبادرة جديدة على الفلسطينيين – مبادرة لا يمكنهم أن يرفضوها: “مشروع مارشال” يضمن للجيل القادم من الفلسطينيين مستقبلاً من الثراء والنجاح وإمكانية الاستقلال الاقتصادي.

مشروع مارشال الأصلي، الذي سمي على اسم وزير الخارجية الأمريكي جورج سي مارشال، شكل الأساس لأعمال أوروبا المدمرة بعد الحرب العالمية الثانية، ويشكل منذئذ نموذجاً لإشفاء نزاعات أخرى. فقد بنى الصناعة الأوروبية التي دمرت في أثناء الحرب من جديد وأعاد الثقة لقارة كاملة ومقموعة. ولكن فوق كل شيء ساعد على تهدئة أوروبا التي في مدى أقل من 40 سنة عانت من حربين عالميتين قتل فيهما أكثر من 100 مليون إنسان. إذا كان السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يبدو غير قابل للتحقق، فعلينا أن نتذكر بأن أوروبا القوية والمستقرة التي عرفناها في العقود السبعة الأخيرة لم تكن أمراً مسلماً به بعد الحرب العالمية الثانية. ومثلما وضع مشروع مارش أوروبا على أساس مالي سليم، فإن المشروع الفلسطيني يجب أن يركز على خلق أعمال تجارية صغيرة، وبناء منازل، وفنادق، ومطاعم وخلق أماكن عمل.

إن مبلغاً مالياً ثابتاً قد يعطى لمستثمرين شبان لخلق أعمال تجارية جديدة، وهذه ستكون في متابعة ثابتة. إذا ما تبينت كمجدية لكنها تحتاج إلى دفعة اقتصادية بعد سنة، يمكن إعطاؤها حقنة صغيرة إضافية. بكلمات أخرى، أن نوفر للفلسطينيين كل الأمور التي جعلت إسرائيل ودولاً أخرى مستقلة اقتصادياً، مما سيساعد على خلق فلسطين جديدة ومزدهرة. أؤمن أن الثراء الفردي سيتضاعف كل سنة في غضون ثلاث – خمس سنوات. وبقدر ما تكون الأمة الفلسطينية المستقبلية ثرية، سيزداد الاحتمال استقلالها، وكل دولة في المنطقة ستكسب من هذا التغيير.

وتمويل ذلك كفيل بأن يكون مشتركاً بين الولايات المتحدة، وأوروبا، والسعودية ودول أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل التي ستكون المستفيدة الأساس مع الفلسطينيين. إسرائيل هي إحدى دفيئات التكنولوجيا العليا الرائدة في العالم. الفلسطينيون الشبان يعرفون هذا ومعنيون بأن يكونوا مشاركين في هذا القطاع. وعلى الأهالي الفلسطينيين أن يقرروا إذا كانت كراهيتهم لإسرائيل شديدة لدرجة أنهم يفضلون أن يكبر أولادهم في الفقر ويموتوا “شهداء”، أم الاشتراك في مستقبل اقتصادي أفضل مع جيرانهم اليهود.

لقد تركز مشروع مارشال على بناة الجسور. أعرف أن هناك بناة جسور في الشرق الأوسط في هذه اللحظة. التقيتهم. أعرف أنهم يريدون التقدم. مشروع مارشال في نهاية المطاف لم يساعد أوروبا وحدها، بل ساعد العالم كله. بالشكل ذاته، ولمستقبل جديد للفلسطينيين وللإسرائيليين ستكون هناك مزايا تتواصل إلى ما وراء المنطقة القريبة. زيارة بايدن، بالتالي، هي لحظة يمكنها أن تغير العالم إيجاباً.
بقلم: رونالد لادور
يديعوت أحرونوت 5/7/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    هذه المرة لن يستطيعوا تمرير مارشال جديد للشرق الأوسط التعيس ولو بقبضة من حديد لأن المعطيات تغيرت كثيرا جدا جدا، والله ينصر فلسطين و يهزم إسرائيل شر هزيمة يارب العالمين ??????????????

  2. يقول Au Wagga Wagga:

    قفز على التاريخ والجغرافيا والحقاءق..أوروبا لم تكن محتلة ولا الاوروبيون فهي بلادهم اما انتم ايها الشذاذ فمحتلون وقتلة وارهابيون هذا وفق تعريفكم انتم للإرهاب فطمس الحقاءق وتزوير التاريخ هذا ديدنكم لتصنعوا لأنفسكم تاريخ وهميا واؤكد لك ان الفلسطينيون يفضلون الشهادة دفاعا عن مقدسات المسلمين ولن تغريهم اموالكم القذرة فثورتهم ليس مقاومة جياع بل ثورة شعب صاحب حق وشجاع.

إشترك في قائمتنا البريدية