اختتم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي محادثات في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي جو بايدن أسفرت عن بيان مشترك يشير إلى أن القوات الأمريكية المنتشرة اليوم في العراق لن يكون لها دور قتالي ابتداء من نهاية العام الحالي، وستواصل في المقابل مهام تدريب وحدات الجيش النظامي العراقي في سياق مكافحة «الإرهاب». وأكد البيان على أن القوات الأمريكية موجودة في العراق بناء على دعوة الحكومة العراقية، التي تلتزم بحمايتها أسوة بأفراد التحالف الدولي المتواجدين على الأرض العراقية.
وكانت زيارة الكاظمي إلى واشنطن قد توجت الجولة الرابعة من «الحوار الاستراتيجي العراقي ـ الأمريكي» حيث أطلق كل من وزير الخارجية العراقي ونظيره الأمريكي تصريحات مستبشرة تؤكد الحاجة إلى توطيد التعاون وتبادل المعلومات والخبرات التدريبية بين واشنطن وبغداد، وذهب الوزير الأمريكي إلى درجة التصريح بأن الشراكة بين البلدين أعمق من أن تقتصر على خوضهما حرباً مشتركة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
وليس خافياً أن قرار بايدن سحب معظم القوات الأمريكية الموجودة اليوم في العراق، البالغة 2500 جندي، وتحويل ما يتبقى منهم إلى مهام تدريبية واستخباراتية ولوجستية، إنما ينطلق من مقاربة استراتيجية أعرض استقر عليها الرئيس الأمريكي وتقوم على الإغلاق التدريجي لملفات ما بعد 11/9/2001، وعلى رأسها الانسحاب من أفغانستان والعراق وترحيل سجناء معتقل غوانتانامو تمهيداً لإغلاقه. ورغم أن بايدن كان من أشد المدافعين عن الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003، إلا أنه راجع موقفه هذا في سنة 2005 واعتبر أن تصويته لصالح الحرب كان خطأ، كما وعد أنه لن يكون الرئيس الأمريكي الخامس الذي سيواصل السياسة ذاتها.
غير أن الانسحاب العسكري من أفغانستان، على غرار الانسحاب المقبل من العراق، لا يصح أن يُرى خارج سياسة دامت أكثر من 18 سنة تحت عنوان غامض هو «محاربة الإرهاب» وكانت الأعلى كلفة بشرياً وسياسياً ومادياً، وتنتهي اليوم إلى حصاد هزيل أو إلى نتائج مناقضة تماماً. ففي أفغانستان تواصل قوات الطالبان السيطرة على مساحات واسعة من البلد، وفي العراق تكاثرت المنظمات الإرهابية إلى أضعاف ما كانت عليه ساعة الغزو الأمريكي، وليس مستغرباً عدم لجوء رجال الإدارة الأمريكية الجديدة إلى استعادة شعار «تمّت المهمة» الذي رفعه الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن منذ أيار/ مايو 2003.
وأما من الجانب العراقي فإن قرار الانسحاب الأمريكي الوشيك لا يبدو قريباً من تحقيق بعض مطامح الكاظمي في استثماره سياسياً على أكثر من جبهة واحدة، داخلياً وإقليمياً، إذ أنه لن يلقى قبولاً إيرانياً قبل توصل مفاوضات فيينا إلى اتفاق مريح حول برنامج طهران النووي. وقد جاءت الإشارة الأبكر، بصدد تعكير صفو محادثات الكاظمي في واشنطن، من جهة تسمي نفسها «الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة العراقية» وتضمّ عدداً من أبرز الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، والتي أصدرت بياناً يرفض وجود أي جندي أمريكي على أرض العراق حتى لأغراض التدريب.
عقارب الساعة يمكن أن تعود إلى الوراء، ولكن هيهات أن تعيد رسم مشهد معقد متشابك وكأن شيئاً لم يكن.
تحياتي لقدسنا العزيزة علينا
ليس عندي إضافة وأختم بما جاء في المقال هيهات أن تعيد رسم مشهد معقد متشابك وكأن شيئا لم يكن
(1)..
الا يستحق جورج بوش و أركان حكمه ،الأحياء منهم و الاموات بعد كل هذه النتائج الكارثية و ليست مجرد “الهزيلة” (هذا التوصيف يجملها جداً) حتى على أميركا نفسها بشرياً و مادياً ناهيك عن السمعة المشينة، ان يحالوا جميعاً الى محاكمة بتهم ارتكاب جرائم حرب و تطهير و قتل و كذب و خداع للشعب الأمريكي نفسه و سفه في اضاعة أموال من جيوب مواطنيهم ..،ناهيك عن محاكمة دولية على نتائج ما فعلوه بشعوب الارض و على رأسهم شعب العراق و أفغانستان!
بل من اكبر جرائم أميركا بحق العراق هو تحقيق حلم ايران الفارسية الذي عجزت عن تحقيقه منذ الفتح الإسلامي لها وهو تمكينها من الهيمنة على كل مقدرات العراق و مفاصله، الامر الذي عجزت عنه أميركا نفسها فسلمته لقمة سائغة في فم ايران و من ذلك انطلقت ايران للهيمنة على مقدرات و قرارات 4 عواصم عربية بضمنها بغداد!
..
بدون تصحيح هكذا أخطاء و دفع اثمانها ، يبقى العراق و من يحكمه اليوم ويتحكم فيه مجرد مطية بيد ايران و مرشدها
(2)..
كما أن أميركا تستخدم ايران كبعبع تتحكم بدرجة “بعبعته” تخوف بها ملكيات و امارات النفط في الخليج لتمتص ارصدتها المتضخمة من البترودولار لصالح مصانع السلاح و شركاته في أميركا ،طالما ان قرار الشراء هو عادة منحصر بيد من تتحكم أميركا نفسها بثبات عرشه من عدمه !
و الجميع خارج سعيد من هذه الصفقة …
ايران تهيمن بقدر محسوب …أميركا تجني الأرباح و أهم مصانعها تدور ….و شيوخ النفط يجلسون على عروشهم بأموال الشعوب !
الشعوب في المنطقة باجمعها من تدفع الفواتير الباهظة !
(ورغم أن بايدن كان من أشد المدافعين عن الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003، إلا أنه راجع موقفه هذا في سنة 2005 واعتبر أن تصويته لصالح الحرب كان خطأ) … انتهى
أولا، اعتبار تصويت بايدن لصالح الحرب خاطئا كان مرتبطا أساسا باعتبار أوباما «الإنسانوي» للغزو الأمريكي للعراق برمته خاطئا؛ ثانيا، حتى لو كان هذا الاعتبار في كلا الحالين صادقا، ما جدوى هكذا تدارك لارتكاب الخطأ إذا كان قد حصل بالفعل من جانب، وإذا كان سيحصل بأشكال أخرى بالقوة من جانب آخر !!!؟؟
*كان الله في عون (العراق).. الضائع
بين(حانا ومانا).
حسبنا الله ونعم الوكيل.