كان هذا حتى الآن هدفاً منشوداً يبعث على الفضول، وغير قابل للتحقق بالنسبة إلى معظمنا. ولكن حلم آلاف الإسرائيليين كفيل بأن يتحقق هذه السنة، إذ إن اتحاد الإمارات، الدولة العربية الأكثر حداثة وتقدماً في العالم، ستفتح أبوابها أمام السياح الإسرائيليين. فقد علمت “يديعوت أحرونوت” بأنه مع افتتاح معرض “إكسبو” العالمي في دبي، في تشرين الأول 2020، ستفتح أبواب الدولة العربية أمام السياح الذين يحملون جواز سفر إسرائيلياً.

يجرى معرض “إكسبو” العالمي مرة كل خمس سنوات، ويعدّ “أولمبيادا الحداثة”، وتشارك في هذا المعرض معظم دول العالم، وكل دولة تقيم لها زاوية كبيرة تعرض فيها التحديثات والاختراعات والمبادرات في مجالات مختلفة، بهدف تشجيع تبادل الثقافة والحداثة.

في تشرين الأول المقبل سيفتتح المعرض في دبي، درة تاج اتحاد الإمارات. مدينة دبي، عاصمة إمارة دبي، واحدة من سبع إمارات تتشكل منها الدولة، تعتبر إحدى المدن الأغنى الأكثر تقدماً والأكثر إثارة في العالم. كما أنها المدينة العربية الأكثر حداثة.

ستقام في المعارض زاوية إسرائيلية، تعرض فيها إسرائيل تحديثاتها وحلولها في مجالات رائدة، قائمة وجديدة. سيجتذب ملايين الزوار لهذا المعرض الذي يستمر لستة أشهر، بمن فيهم السياح من كل أرجاء العالم.

وأكدت مصادر في إدارة “إكسبو” أمس، لــ “يديعوت أحرونوت”، بأن سلطات الإمارات تعتزم السماح للسياح الإسرائيليين بزيارة الدولة والمعرض. وقال مصدر في إدارة “إكسبو”: “منذ زمن تجري اتصالات على أعلى المستويات في اتحاد الإمارات وإسرائيل لفتح بوابات الدولة أمام السياح ممن يحملون جوازات سفر إسرائيلية. وأضاف: “تجري هذه المباحثات انطلاقاً من التفكير لجعل “إكسبو” المعرض الدولي الأكبر والألمع. وتتعاطى الإمارات مع المعرض كمشروع قومي، وتستثمر فيه مبالغ مالية طائلة وتفكيراً كبيراً. يريدون أن يستقبلوا الإسرائيليين الذين سيأتون المعرض”.

وأكد مصدر آخر بأن اتصالات تجري بين الدولتين، وأضاف بأن “معرض إكسبو كفيل بأن يكون مشروعاً تجريبياً يسمح للسياح الإسرائيليين بزيارة الدولة. وبعد المعرض أيضاً ستبقي سلطات الإمارات بواباب الدولة مفتوحة أمام السياح الإسرائيليين”.

“أهلاً وسهلا”.. أكد أمس محمد حتر، نائب رئيس إدارة السياحة في إمارة رأس الخيمة. “يمكن للإسرائيليين أن يزوروا إكسبو، وأعتقد أن يأتوا -إن شاء الله- للزيارة حتى بعد المعرض. حتى الآن يدخل إلى الدولة بضع مئات من الإسرائيليين بالتنقيط، وسيسرنا أن نستضيفكم جميعاً”.

ليس لإسرائيل واتحاد الإمارات علاقات دبلوماسية رسمية، ولكن بين الدولتين ارتباطات اقتصادية، ويسمح للإسرائيليين بالدخول إلى الدولة بجوازات سفر أجنبية، أو بجواز سفر إسرائيلي.. بعد تلقيه تأشيرة دخول خاصة. في تشرين الثاني 2015 فتحت إسرائيل ممثلية في عاصمة الإمارات أبوظبي. ولكن الإماراتيين حاولوا التغطية على الخطوة وادعوا بأن هذه “وكالة في مجال الحداثة”.

هذه السنة أعلنت الإمارات عن “سنة التسامح”، اعترفت السلطات في إطارها وبشكل رسمي بوجود جالية يهودية في دبي تتشكل من بضع مئات من مواطني دول أجنبية يعملون ويسكنون في الإمارات. كما أعلن عن إقامة “مركز أديان إبراهيم” في أبوظبي، وسيكون فيه كنيس يهودي.

وأكد مصدر أمريكي مقرب من الإمارات لـ “يديعوت أحرونوت” بأن السلطات ستفتح أبواب الدولة أمام الإسرائيليين. فالإماراتيون يريدون السياح الإسرائيليين، والمستثمرين الإسرائيليين. وعليه، فسيتم تسهيل إجراءات الدخول إلى الدولة والسماح لحاملي جوازات السفر الإسرائيلية زيارتها، دون ترتيبات خاصة.

إن السياح الإسرائيليين الذين سيزورون دبي لا بد سيحبونها، فالمدينة الحديثة واللامعة وفيرة بالمواقع السياحية الكثيرة، والمطاعم الفاخرة، والتجمعات التجارية التي تعرض المنتجات الغربية الفاخرة، والفنادق المدللة والجذابة لكل العائلة.

بقلم: ينيف خليلي

 يديعوت 6/11/2019