بروكسل: حققت الأحزاب المنتمية لليمين المتطرف مكاسب في انتخابات البرلمان الأوروبي، الأحد، مما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الدعوة إلى انتخابات مبكرة فضلا عن زيادة حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الاتجاه السياسي لأوروبا.
ومن المتوقع أن تحافظ أحزاب الوسط والخضر والليبراليين على توازن القوى في البرلمان الذي يضم 720 مقعدا، لكن الانتخابات وجهت ضربة في الداخل للرئيس الفرنسي ماكرون والمستسشار الألماني أولاف شولتس مما أثار تساؤلات حول الكيفية التي ستوجه بها القوى الكبرى في الاتحاد الأوروبي العملية السياسية داخل التكتل.
ودعا الرئيس الفرنسي إلى انتخابات برلمانية تُجرى جولتها الأولى في 30 يونيو/ حزيران، في خطوة محفوفة بالمخاطر سعيا لإعادة ترسيخ سلطته.
ومثل ماكرون، واجه المستشار الألماني ليلة مؤلمة بعد أن سجل حزبه الديمقراطي الاجتماعي أسوأ نتيجة له على الإطلاق، إذ عانى على يد المحافظين وحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف.
والتوجه المتوقع للبرلمان الأوروبي نحو اليمين يعني أن المجلس قد يكون أقل حماسا للسياسات الرامية إلى معالجة تغير المناخ بينما سيكون حريصا على التدابير الرامية للحد من الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي، وهو تكتل يضم 450 مليون مواطن.
ومع ذلك فإن حجم النفوذ الذي ستمارسه الأحزاب القومية المتشككة في الاتحاد الأوروبي سيعتمد على قدرتها على التغلب على خلافاتها والعمل معا. وهذه الأحزاب منقسمة حاليا بين فصيلين مختلفين كما أن بعض الأحزاب والمشرعين خارج هذين التجمعين في الوقت الراهن.
وأظهر استطلاع لآراء الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع أن حزب الشعب الأوروبي سيكون أكبر تجمع سياسي في البرلمان الجديد بالحصول على 183 مقعدا في المجمل بزيادة خمسة مقاعد عن البرلمان السابق.
وتأتي هذه النتيجة في مصلحة أورسولا فون دير لاين العضو بالحزب حيث تضعها في موقع الصدارة للفوز بولاية ثانية في رئاسة المفوضية الأوروبية.
لكن فون دير لاين قد تحتاج إلى دعم من بعض القوميين اليمينيين مثل حزب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني (إخوة إيطاليا) لضمان الأغلبية البرلمانية وهو ما يمنح ميلوني وحلفاءها المزيد من النفوذ.
وأظهر استطلاع للرأي أن الاشتراكيين والديمقراطيين من يسار الوسط في طريقهم لأن يصبحوا ثاني أكبر تجمع سياسي في البرلمان الأوروبي حتى مع خسارتهم لأربعة مقاعد لينتهي بهم المطاف إلى الحصول على 135 مقعدا.
وبدأت الانتخابات يوم الخميس في هولندا وفي دول أخرى يومي الجمعة والسبت، لكن موعد الإدلاء بالجزء الأكبر من الأصوات في الاتحاد الأوروبي هو اليوم الأحد، حيث فتحت فرنسا وألمانيا وبولندا وإسبانيا مراكز الاقتراع، بينما شهدت إيطاليا يوما ثانيا من التصويت.
ويصوت البرلمان الأوروبي على تشريعات مهمة للمواطنين والشركات في الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة.
ويشكو الناخبون في أنحاء الاتحاد الأوروبي منذ سنوات من أن عملية صنع القرار في التكتل معقدة ومتباعدة ومنفصلة عن الواقع اليومي، وهو ما يفسر في كثير من الأحيان انخفاض نسبة المشاركة في انتخابات الاتحاد الأوروبي.
وتتوقع استطلاعات الرأي أن يكون حزب الخضر الأوروبي من بين أكبر الخاسرين في الانتخابات. ويواجه الحزب رد فعل عنيفا من جانب الأسر والمزارعين وقطاع الزراعة الذي يعاني من ضغوط شديدة بسبب سياسات الاتحاد الأوروبي باهظة التكاليف التي تحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكر
فوز اليمين المتطرف الإيطالي بزعامة ميلوني في الانتخابات الأوروبية
تصدر حزب “إخوة إيطاليا” (فراتيلي ديتاليا) اليميني المتطرف الذي تتزعمه رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني نتائج الانتخابات الأوروبية بحصوله على ما لا يقل من 27% من الأصوات، وفق استطلاعات نشرت بعد إغلاق صناديق الاقتراع.
وحل الحزب الديموقراطي (يسار الوسط)، حزب المعارضة الرئيسي، في المرتبة الثانية بحصوله على أكثر من 23% تليه حركة خمس نجوم الشعبوية بقيادة رئيس الوزراء السابق جوزيبي كونتي بنسبة تناهز 11%، وفق الاستطلاعات التي أجريت لصالح وسائل الإعلام الإيطالية الرئيسية، خصوصا “راي” و”ميدياست” و”سكاي تي جي 24″ و”لا7″.
وحصل شريكا ميلوني في الائتلاف الحكومي، حزب الرابطة المناهض للمهاجرين بزعامة ماتيو سالفيني وحزب فورتسا إيطاليا المحافظ الذي أسسه سيلفيو برلسكوني، على ما بين 8 و10% من الأصوات.
وجعلت ميلوني، رئيسة القائمة، من هذه الانتخابات استفتاء على شخصها، من خلال مطالبة الناخبين بأن يكتبوا ببساطة اسم “جورجيا” على بطاقات اقتراعهم، وبالتالي يأتي فوزها المعلن هذا، إذا تأكد، ليرسخ نسبة الـ26% التي حصلت عليها في الانتخابات التشريعية لعام 2022 وأوصلتها إلى السلطة.
ومنذ وصولها إلى رئاسة الوزراء في تشرين الأول/أكتوبر 2022، تمكنت ميلوني من الحفاظ على إجماع بشأن شخصها، خصوصا بفضل الانقسامات بين معارضيها.
إضافة إلى ذلك، يشكل التقدم الذي أحرزته مقارنة بالانتخابات الأوروبية لعام 2019 أمرا لافتا، ذلك أن حزب “إخوة إيطاليا” لم يحصل آنذاك سوى على 6,44% من الأصوات. في ذلك الوقت، كان حزب الرابطة بزعامة سالفيني المشكك في الاتحاد الأوروبي والمتحالف مع حزب التجمع الوطني الفرنسي في البرلمان الأوروبي، هو الذي حصل على حصة الأسد (34,26%).
ومن شأن هذه النتيجة أن تتيح لميلوني تعزيز ثقلها في بروكسل.
وتصدر اليمين نتائج الانتخابات الأوروبية في إسبانيا الأحد متقدما على الحزب الاشتراكي بزعامة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، فيما حقق اليمين المتطرف مكاسب.
وبحسب النتائج الرسمية، حصل الحزب الشعبي، التشكيل الرئيسي للمعارضة الإسبانية، على نحو 34% من الأصوات و22 مقعدا في البرلمان الأوروبي مقارنة بنحو 30% من الأصوات و20 مقعدا للاشتراكيين.
في عام 2019، فاز الاشتراكيون بغالبية كبيرة في الانتخابات الأوروبية (21 مقعدا) متقدمين على الحزب الشعبي (13 مقعدا).
وحقق حزب فوكس اليميني المتطرف نتيجة أفضل من عام 2019 بحصوله على 6 مقاعد مقارنة بأربعة قبل خمس سنوات (9,62% من الأصوات مقابل 6,21%).
مفاجأة هذه الانتخابات هي حزب “انتهى الحفل”، وهو تشكيل جديد يصنف على أنه يميني متطرف وأسسه ناشط مثير للجدل على يوتيوب، وقد حصل على حوالي 4,5% من الأصوات وسيدخل البرلمان الأوروبي بثلاثة نواب.
ونتائج هذا الاقتراع الأوروبي مشابهة عموما للانتخابات التشريعية التي جرت في 23 تموز/يوليو الفائت.
وقد تصدر حينها الحزب الشعبي النتائج لكنه لم يتمكن من الوصول إلى السلطة، بسبب عجزه عن حشد دعم كاف في البرلمان. وتمكن بيدرو سانشيز الذي حل حزبه ثانيا من البقاء في السلطة بدعم من اليسار الراديكالي وأحزاب إقليمية.
وهيمن على الحملة الانتخابية في إسبانيا في الأيام الأخيرة التحقيق في استغلال النفوذ والفساد الذي يستهدف زوجة سانشيز، فيما أعلن القضاء هذا الأسبوع استدعاءها للمثول في الخامس من تموز/يوليو المقبل.
تواصل المعارضة مطالبة سانشيز بالاستقالة بينما يعتبر الأخير أن هذا التحقيق الذي فُتح بعد شكوى قدمتها جهة على صلة باليمين المتطرف، تشكل حملة لزعزعة الاستقرار يقودها اليمين واليمين المتطرف للإطاحة به.
تصدرت المعارضة الاشتراكية نتائج الانتخابات الأوروبية في البرتغال، متقدمة بفارق طفيف على الائتلاف الحكومي اليميني المعتدل الذي فاز بفارق ضئيل في الانتخابات التشريعية المبكرة في آذار/مارس الماضي، وفق النتائج الرسمية شبه الكاملة.
وبحسب النتائج التي شملت جميع الدوائر الانتخابية، حل حزب تشيغا اليميني المتطرف في المركز الثالث بحصده 9,8% من الأصوات، وهي نتيجة أدنى بكثير عن حصيلته في الانتخابات التشريعية (18%).
وتلاه بفارق طفيف الحزب الليبرالي الذي حل رابعا في الانتخابات العامة في آذار/مارس.
وتصدرت قائمة الاشتراكية مارتا تيميدو، وزيرة الصحة السابقة خلال جائحة كوفيد، النتائج بنسبة 32,1% من الأصوات، مقابل 31,1% لمرشحي الائتلاف الحكومي الذين يقودهم الصحافي سيباستياو بوغالهو (28 عاما).
ووضعت الانتخابات التشريعية التي أجريت في آذار/مارس حدا لثمانية أعوام من حكم الاشتراكيين بقيادة رئيس الوزراء السابق أنطونيو كوستا الذي استقال في تشرين الثاني/نوفمبر بعد اتهامه باستغلال النفوذ.
وكان ائتلاف يميني بقيادة رئيس الحكومة الجديد لويس مونتينيغرو فاز بفارق ضئيل جدا على الاشتراكيين، ولا يتمتع بغالبية في البرلمان، ويتعين عليه التفاهم مع المعارضة الاشتراكية واليمين المتطرف.
لإقناع الناخبين قبل الانتخابات الأوروبية، أعلنت الحكومة حزما من التدابير في مجالات مثل الصحة والضرائب والهجرة.
وقال مونتينيغرو مساء الأحد بعد “تهنئة” الحزب الاشتراكي على فوزه، “أدرك، بصفتي زعيما لهذا الائتلاف، أننا لم نحقق هدفنا”
حل حزب رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان الذي وصف الانتخابات الأوروبية بـ”التاريخية”، في المركز الأول الأحد لكنه سجل تراجعا واضحا، بحسب النتائج الجزئية التي نشرت في المساء.
وحصل حزب فيدس على أكثر من 43% من الأصوات، بناء على فرز 60% من الأصوات، مقارنة بـ52,5% في الانتخابات السابقة عام 2019.
وقد يكون هذا أسوأ أداء له منذ عودة أوربان إلى السلطة في الدولة الواقعة في وسط أوروبا عام 2010.
ويدفع الزعيم البالغ 61 عاما ثمن الصعود السريع لحركة تيسا بقيادة بيتر ماجيار الذي يتوقع فوزه بنحو 31% من الأصوات.
استحوذ هذا المعارض البالغ 43 عاما على تأييد العديد من المجريين في غضون أشهر قليلة وأحدث هزة في المشهد السياسي. وقد ظهر على الساحة في شباط/فبراير، مستفيدا من الغضب الشعبي بعد فضيحة سببها العفو الممنوح لرجل أدين في قضية اعتداء جنسي على أطفال.
ومنذ ذلك الحين، أطاح ماجيار بأحزاب المعارضة القائمة، من خلال خطابه المحافظ الذي هاجم فيه الفساد الذي يدمر البلاد على حد قوله. وبعد جولة له في المقاطعات، جمع ماجيار عشرات الآلاف من الأشخاص في بودابست السبت.
وشهدت الانتخابات نسبة إقبال قياسية تجاوزت 56%.
ولطالما كان أوربان منتقدا قويا لبروكسل ومقربا من موسكو، وقد ضاعف هجماته على الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، متهما إياهما بجر الدول الأعضاء إلى “مواجهة عالمية”.
وفاز حزب الديموقراطية الجديدة اليميني بزعامة رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في الانتخابات الأوروبية التي جرت في بلاده الأحد، وهو اقتراع اتسم بنسبة امتناع كبيرة عن التصويت، وفقا لنتائج رسمية جزئية جمعت من أكثر من 90% من مراكز الاقتراع.
واستنادا إلى هذه النتائج التي نشرتها وزارة الداخلية، لم تبلغ نسبة المشاركة سوى 40,53% مقارنة بـ58,69% في الانتخابات الأوروبية السابقة عام 2019، وهي سابقة في اليونان في العقود الأخيرة حيث كانت نسبة المشاركة أعلى بكثير من 50%.
وحصل حزب الديموقراطية الجديدة على 27,85% من الأصوات وسبعة مقاعد في البرلمان الأوروبي، وهو ما يظهر وجود فجوة كبيرة مع حزب سيريزا اليساري بقيادة ستيفانوس كاسيلاكيس الذي حصل على 14,93% (4 مقاعد)، يليه حزب باسوك الاشتراكي (12,91%، 3 مقاعد).
على الرغم من فوزه، أخفق ميتسوتاكيس الذي أعيد انتخابه بغالبية كبيرة قبل عام، في تحقيق هدفه المتمثل بجمع 33% من الأصوات.
وقال رئيس الوزراء بعد نشر النتائج الجزئية “لن أخفي الحقيقة، حزبنا لم يحقق الهدف الذي كنا نأمل فيه، حتى لو كانت الفجوة مع الحزب الذي حل ثانيا هي الأكبر على الإطلاق خلال الانتخابات الأوروبية”.
واعتبر أن هذه النتيجة وسيلة بالنسبة إلى “بعض الناخبين من أجل الاحتجاج” على صعوبات الحياة اليومية وارتفاع الأسعار، وهو ما يشكل مصدر قلق كبير لمواطنيه. ووعد بأن حكومته “ستحاول تأدية عمل أفضل” خلال السنوات الثلاث المقبلة، قبل انتهاء ولايتها.
في المجموع، هناك ثمانية أحزاب يونانية ممثلة في البرلمان الأوروبي، بحسب هذه النتائج الجزئية.
وحقق حزب الاتحاد الديمقراطي الكرواتي المحافظ الحاكم فوزا واضحا في الانتخابات الأوروبية، وفقا لاستطلاع للرأي أجرته شبكة التلفزيون العامة “إتش آر تي”.
وحصل الحزب الذي يقوده رئيس الوزراء أندريه بلينكوفيتش على ستة مقاعد من أصل 12 مقعدا في البرلمان الأوروبي، وفقا لاستطلاع الرأي الذي أجرته شبكة تلفزيون “إتش آر تي” ، والذي منح الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض أربعة مقاعد.
وحصلت كل من حركة الوطن اليمينية الشعبوية، التي هي جزء من الائتلاف الحاكم، وحركة موزيمو التى تضم الاتجاهات اليسارية والخضر على مقعد واحد.
وانتخبت كرواتيا برلمانا وطنيا قبل شهرين. وحركة الوطن هي الحزب الأكثر يمينية الذي ينضم إلى الحكومة الكرواتية منذ تفكك يوغوسلافيا السابقة .
وفي سياق متصل، برز الانفصاليون الفلمنكيون مرة أخرى كأكبر قوة سياسية في بلجيكا عقب الانتخابات البرلمانية الوطنية، وذلك بعد فرز أكثر من 90% من الأصوات.
(وكالات)