الإثنين، نشر الناطق العسكري صورة استثنائية لضباط كبار من الجيش المصري في تل أبيب إلى جانب مضيفيهم من رجال كبار في الجيش الإسرائيلي. ثمة تعاون على مستوى عالٍ لذوي البزات يتم منذ عشرات السنين بعيداً عن عين الكاميرا. لكن هذه المرة، لم يكن للمصريين أي مانع للظهور في صف واحد، كتفاً إلى كتف إلى جانب قادة من “جيش الاحتلال”.
قبل نحو شهرين، وصل إلى هنا دبلوماسي كبير من البحرين. هو أيضاً، مثل المصريين، ذهب للقاء باللواء طل كالمان، المسؤول في الجيش الإسرائيلي عن القتال ضد إيران. هو الآخر وافق على نشر صورته. حالة أخرى أو اثنتان، وسيكون بوسعنا الحديث عن ظاهرة. ويمكن أن نسميها دبلوماسية الصور، علاقات سياسية في صور.
مثلما في الحالة البحرينية، أراد المصريون أيضاً استفزاز الإيرانيين. فلتعلموا -هكذا حذروا بواسطة الصور- بأننا هنا، مع الإسرائيليين، ضدكم. ولكن الأهم من ذلك هو الرسالة التي أرادوا إرسالها إلى واشنطن. نحن أبناؤكِ الطيبون، قالوا لها. ها هو، أعطوا مداعبة أخرى للإسرائيليين.
مشكوك لهذه الصورة أن ترى النور دون حدث سياسي وقع في اليوم إياه بعيداً عن هناك. وزير الخارجية المصري، سامح شكري، استُقبل لدى وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وأعلن الاثنان عن استئناف الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن لأول مرة بعد ست سنوات. “الحوار الاستراتيجي” هو الاسم السري للعلاقات القريبة. لقد كسبتها مصر باستقامة، في ختام عمل كد. ومن ناحيتها، لم يكن هذا أمراً مفهوماً من تلقاء ذاته. إذا كان أحد ما تفاجأ كيف استيقظ السيسي ذات مساء، قبل نحو ثلاثة أسابيع، وأعلن عن تجنيد قوانين الطوارئ، فها هو الجواب. لأن أمريكا أحبت هذا.
إن نجاح المصريين في أسر قلب القيادة الأمريكية، حتى وإن كان هذا ينطبق على ولاية بايدن فقط، فإنه إنجاز جدير بالإشارة. لقد أقنع رجال السيسي الرئيس الديمقراطي لتقريبهم إليه وأن يتجاهل وضع حقوق الإنسان في بلاد النيل. فلا يدور الحديث عن الإخوان المسلمين فقط. القاهرة في أيامنا ليست متسامحة حتى تجاه انتقاد الشباب المستائين. مدونون، مغردون عبر “تويتر” أو أصحاب حسابات “فيسبوك” دون انتماء سياسي ممن أطلقوا انتقاداً موضوعياً على النظام، وجدوا أنفسهم خلف القضبان.
إن المعركة الدبلوماسية لكسب ود البيت الأبيض قادها منذ البداية قبل نحو سنة، رئيس المخابرات المصرية عباس كامل. وبينما كان إلى جانبه وزير الخارجية سامح شكري، ومن فوقه الرئيس السيسي، جاء الجنرال إلى سلسلة رحلات إلى إسرائيل، وإلى غزة ورام الله، فكسب ود قيادة إسرائيل، وأبدى رغبة طيبة في حل مشاكل غزة، وداعب أبو مازن بعد سنوات من الابتعاد بين القاهرة ورام الله، وأغلب الظن اتخذ بضع خطوات أخرى لن نعرف بها. بخلاف عادة مصر، حرص على إتمام خطواته وإظهارها أيضاً. في واشنطن وأبو ظبي وفي عواصم أخرى رأوا وتأثروا. ثمة نجاح لجهود الوساطة المصرية في غزة وشرقي القدس وإن كانت محدودة، لكن هذا لا يهم. استهدفت مبادرة كامل من بدايتها تسجيل نقاط سياسية. بالنسبة للأمريكيين الذين باتت مكانتهم في النزاع العربي الإسرائيلي ضعيفة هذه الأيام، ها هو يغلق الزاوية. فهم يعرفون بأنهم اليوم، إذا ما أرادوا عنواناً في المنطقة غير إسرائيل، فهو حاضر.
رئيس المخابرات المصرية ليس مجرد ضابط مخابرات؛ فهو سياسي ودبلوماسي بالمزايا التي كانت ذات مرة، وخبير في ربط الخيوط والأنسجة، وبلا شك إحدى الشخصيات المثيرة للاهتمام في منطقتنا. يمكن لإسرائيل أن تتعلم من الدبلوماسية المصرية، ويمكنها أن تتعلم شيئاً أو اثنين من الحملة المصرية التي هدفها كسب ود واشنطن، وبخاصة الخبرة التي تتميز بها السياسة المصرية: تحديد هدف، فهم الأوراق المتوفرة التي يمكن استخدامها (وما هي تلك التي لا يمكن استخدامها) واحتلالها بصبر وذكاء.
حراس الحدود
قبل أسبوع، كشف موقع إخباري النقاب عن نية هبوط الجنرال كامل في إسرائيل مرة أخرى. وفي مركز محادثاته، كما قيل، شؤون ترتبط بإيران، ولا سيما وسائل قتالية توفرها لحلفائها في الخليج وسوريا. وكان المصدر المصري للموقع سخياً هذه المرة. فقد كشف النقاب عن أن الحديث يدور عن ما يسمى في اللغة العسكرية المسيّرات، أو الطائرات غير المأهولة التي تستخدم للهجوم.
بعد سنوات من بدء إسرائيل والولايات المتحدة استخدامها عملياتياً على نحو واسع، أصبحت المسيرات سلاحاً ساخنا في منطقتنا. ولا سيما للمنظمات الموالية لإيران. الميليشيا الحوثية في اليمن جعلته سلاحها المركزي في صراعها ضد السعودية، وهي تهاجم بواسطته منشآت نفط وسفن. ففي مياه الخليج هوجمت بواسطته في السنوات الأخيرة سفن إسرائيلية وناقلات للإمارات أيضاً. السبت، في بغداد، حاولت إحدى الميليشيات الموالية لإيران المس برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي. ثلاث مسيرات هاجمت منزله. لحماس في غزة أيضاً طائرات كهذه، وإن كانت في سياقات التطوير الأولية، وبالطبع لـ”حزب الله” في لبنان. ومثلما لكل وعاء غطاء، فإن لكل مسيرة نقطة ضعف. وإذا كانت هذه الطائرات تهدد إسرائيل، فإنها على أي حال هي، وصديقتها الولايات المتحدة، تعرف أكثر من الجميع كيف تشوش عملها.
“العالم القادم هو معارك بين مُسيرات ومُسيرات”، قال ضابط المدفعية الرئيس نيري هوروفيتس، الذي تودع هذه الطائرات لدى سلاحه. في كلمته أول أمس في مؤتمر الأدوات غير المأهولة في تل أبيب، وصف الضابط الكبير المُسيرات بأنها “عنصر في أمن إسرائيل واستراتيجيتها”، وأضاف: “في الماضي كانت ثلاثة أبعاد. البر، البحر والجو. أما اليوم فالجيش يعيش في ستة أبعاد – الجو، البحر، البر، تحت الأرض (الأنفاق)، السايبر والمدى الإلكترومغناطيسي”.
ولكن ما للمصريين وللإيرانيين؟ أين يتقاتلون؟ بغياب أسطول متطور للمملكة السعودية، فإن سلاح البحرية المصري هو حارس الحدود البحرية للسعودية. فمنذ بضع سنوات، يوفر السعوديون للمصريين مقابل ذلك دعماً مالياً سخياً. إضافة إلى ذلك، فإن سفن الجيش المصري تبحر في البحر الأحمر، على طول الحدود البحرية لسيناء، وهناك تعمل الميليشيا الحوثية، ذراع طهران.
مصر ليست وحدها في بحثها عن وسائل الدفاع ضد سلاح المسيرات الإيرانية. فهي جزء من تحالف قوي من الدول، إلى جانب إسرائيل، والإمارات، والبحرين، والسعودية، والأردن. كل هؤلاء قلقون من طهران، ومن تركيا أيضاً. فأنقرة في عهد أردوغان تؤيد الدوائر الأصولية على أنواعها – كل من تمقته مصر والإمارات وإسرائيل. أينما رأيتم الإخوان المسلمين ستجدون المصريين عقبهم. وحيثما تكون فصائل سُنية متطرفة، من داعش عبر القاعدة وحتى حماس – ستجدون الإمارات، وفي الغالب إسرائيل أيضاً.
هذا الجهد الذي كرس لجمع القوى وتوحيد القدرات وتبادل المعلومات هو الجواب الأفضل للتصدي للعدو. لهذا السبب، تمكنت القاهرة في السنوات الأخيرة من تقريب بشار الأسد إليها. وكذا الإمارات تعمل منذ بضع سنوات لتذكير الأسد بأنه جزء من الأمة العربية. وتحاول ضعضعة صلته الحميمة من طهران. هذا الأسبوع، زار دمشق شقيق محمد بن زايد، وزير الخارجية عبدالله بن زايد، ودعا بشار لزيارة أبوظبي. إن مياه الخليج والبحر الأحمر أصبحت ساحة قتال بين الهيمنة الإيرانية والتحالف الإسرائيلي – السُني. هذه هي الحرب إياها مع تغيير ميدان اللعب. كانوا تناكفوا في العراق، وسوريا، واليمن وليبيا، والآن أضافوا إليها البحر. لا أحد يروي لنا كل ما فعله الضباط المصريون في إسرائيل. ولكن لا تتفاجأوا إذا ما تكررت كلمة المُسيرات مرات عديدة في محادثاتهم مع مضيفيهم الإسرائيليين.
بقلم: جاكي خوجي
معاريف 12/11/2021
اي ان الاغبياء سيكونون في بوز المدفع في الحرب مع إيران ويكون العدو الحقيقي أمريكا وإسرائيل في مأمن.تماما كما حدث في الحرب ضد العراق وكانت جيوش العربان وسوريا ومصر في المقدمة للطحن .
وهذا ما سيحدث فعلا في القريب العاجل
ايران لم تحتل ارضا مصرية او قتلت مصري واحد لكي تعتبرها مصر العدو الاول بينما اسرائيل هي العدو الاساسي لمصر منذ قيام هذا الكيان المسخ
بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون