لندن ـ “القدس العربي”:
فاز السياسي المخضرم جورج غالاوي بنحو 40% من الأصوات في الانتخابات الفرعية للبرلمان البريطاني عن مدينة روتشديل (منطقة مانشيستر الكبرى بشمال إنكلترا)، التي هيمن عليها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وكان فريق حملة غالاوي (69 عاما) واثقا للغاية من فوزه لدرجة أنهم أطلعوا الصحافيين في غضون ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع على أنه فاز “بشكل مريح”. وكان ذلك بسبب الدعم الكبير الذي حظي به من قبل الجالية المسلمة الكبيرة في المدينة (غالبيتها من أصول باكستانية)، والتي عبّرت عن غضبها بسبب العدوان الإسرائيلي المدمر والمستمر على غزة منذ ما يقارب 5 أشهر، وموقف حزب العمال البريطاني بشكل خاص منها، وزعيمه كير ستارمر.
I’m not a Muslim. I was a lifelong Labour voter.
If I thought voting for George Galloway would send the message to Starmer,
that this genocide disgusts me and is not in my name.I would have broken a world record for running flat out to the polling station to vote for him. 🏃♀️
— sandra (@mrsDugskullery) March 1, 2024
كما صوت لغالاوي كذلك ناخبون في المنطقة من غير المسلمين، كانوا من الناخبين التقليديين الأوفياء كذلك لحزب العمال، وذلك بسبب موقفه وموقف زعيمه ستارمر من العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي وصفه بعضهم بـ”حرب الإبادة”.
كان فريق غالاوي واثقا للغاية لدرجة أنهم أعلنوا في غضون ساعة من إغلاق الاقتراع أنه فاز “بشكل مريح”. وكان ذلك بسبب الدعم الكبير الذي حظي به من قبل الجالية المسلمة
وهاجم غالاوي (الذي ترشح عن حزب العاملين البريطاني هذه المرة)، في خطاب النصر، رئيسَ الحكومة البريطانية ريشي سوناك لدعمه ودعم حكومته لإسرائيل في حربها المدمرة على غزة، ولكن غالاوي استهدف بشكل أكبر زعيمَ حزب العمال البريطاني كير ستارمر في خطاب النصر، وقال: “كير ستارمر، هذا من أجل غزة”، وأضاف: “ستدفعون ثمنا باهظا للدور الذي لعبتموه في تمكين المذبحة في غزة وتشجيعها وتغطيتها”.
“This is for Gaza!”
George Galloway’s victory speech after winning a sweeping victory in the Rochdale byelection.
We need more of this! We need more people like George right now. pic.twitter.com/c47ibMRHI8
— DD Geopolitics (@DD_Geopolitics) March 1, 2024
وقد أطاح غالاوي، وهو عضو برلماني سابق عن حزب العمال، بحزبه السابق في 3 انتخابات، وسيعود إلى البرلمان للمرة الرابعة خلال 37 عاما.
وقال غالاوي: “إن حزب العمال يدرك أنه فقد ثقة الملايين من ناخبيه الذين صوّتوا له بإخلاص جيلا بعد جيل”.
وعلى الرغم من الحملة التي هيمنت عليها حرب إسرائيل على غزة، قال غالاوي إنه يأمل في تشكيل “تحالف كبير” مع أعضاء مجلس روتشديل للعمل على القضايا المحلية.
Congratulations to my friend @georgegalloway on his election. George is a true voice of justice and will make the voices of the weak heard. Well done to the people of Rochdale, there’s no better man to fight your corner. Onwards!! pic.twitter.com/Fac51AGzAS
— Chay Bowes (@BowesChay) March 1, 2024
ويأتي فوزه بعد واحدة من أكثر الانتخابات الفرعية إثارة للجدل في الذاكرة الحديثة، كما وصفتها صحف بريطانية، مثل “الغارديان”، التي وصفت فوز “غالاوي الشخصية المثيرة للجدل والانقسام بالكاسح”.
وقد جاء مرشح مستقل في المرتبة الثانية، وحزب المحافظين في المرتبة الثالثة، وحل حزب العمال رابعا. واعتبر غالاوي ذلك مؤشرا سياسيا هاما.
“I honestly believe that the Tory and Labour duopoly uni-party…are disliked by millions of people and if they get a chance to vote for someone who could win, well they might take it. They certainly did today” @georgegalloway tells @BBCNews #Rochdale #RochdaleByElection pic.twitter.com/Maqh6jdtf5
— Fintan McCarthy (@MccarthyFintan) March 1, 2024
وكان حزب العمال، من المفترض في معقل انتخابي له، ويدافع عن أغلبية تقترب من 10 آلاف صوت ويحتل مرتبة عالية في استطلاعات الرأي، ولم يكن يتوقع أي منافسة مباشرة لاستبدال النائب عن الدائرة، توني لويد، الذي توفي في 17 يناير/ كانون الثاني الماضي بسبب سرطان الدم.
لكن الحملة أخذت بعدا آخر عندما تم اتهام مرشح حزب العمال أزهر علي بـ”معاداة السامية” و”الترويج لنظريات المؤامرة ضد إسرائيل” بشأن هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقوله في تسجيل مسرب خلال لقاء حزبي، إن “هناك تواطؤا إسرائيليا وإن نتنياهو سمح بذلك الهجوم للبقاء في السلطة”.
وقد تم اتهام أزهر علي بـ”معاداة السامية” في ما بدت حملة إعلامية منظمة. وحاولت قيادة حزب العمال التقليل من ذلك، وأكدت على تقديم أزهر اعتذاره لـ”الجالية اليهودية”، وأن الحزب سيستمر في دعم ترشحه.
“Anyone who thinks Keir Starmer is trying to end the war in #Gaza I’ve got a bridge in London I could sell them going cheap..If he really did he would have backed the @theSNP motion instead of trying to wreck it” @georgegalloway tells GBNews on winning the #RochdaleByElection pic.twitter.com/YWIw0Oxcsx
— Fintan McCarthy (@MccarthyFintan) March 1, 2024
ولكن حزب العمال قرر في الأخير التبرؤ من أزهر علي، والتخلي عن حملته قبل أسبوع واحد فقط من المنافسة.
ورغم أن اسم أزهر علي كان على ورقة الاقتراع باسم حزب العمال، إلا أن الحزب أوقف جميع الحملات الانتخابية في المدينة منذ ما يقرب من 3 أسابيع، لأنه فات الأوان القانوني لاختيار مرشح آخر.
تزوج غالاوي أربع مرات، إحداها من العالمة الفلسطينية أمينة أبو زيد، وقبلها باللبنانية ريما حسيني التي عملت باحثة لديه وأنجبت له زين وفارس
وبدعم من الجالية المسلمة في المنطقة، قاد غالاوي حملة انتخابية كبيرة، وكان يجول في روتشديل، ويقف أمام مساجدها بمكبر الصوت، واصفا الانتخابات الفرعية بأنها “استفتاء على غزة”، وفرصة لتنظيم احتجاج ضد حزب العمال.
وعُرف غالاوي بدعمه للقضية الفلسطينية، وكان قاد قوافل شريان الحياة الدولية إلى غزة التي زارها مع ناشطي التضامن في 2010، وحصل على الجنسية الفلسطينية التي قدمها له إسماعيل هنية الذي كان يشغل منصب رئيس وزراء الحكومة آنذاك.
وكان غالاوي قد تزوج بالعالمة الفلسطينية أمينة أبو زيد (من 2000 إلى 2009)، وقبلها باللبنانية ريما حسيني التي عملت باحثة لديه وأنجبت له زين وفارس. كما سبق أن تزوج بإيلين فاف، قبل أن يتزوج لاحقا في 2012 (وهو في الـ57 من العمر) للمرة الرابعة بالباحثة في علم الإنسان بوتري غاياتري، وهي هولندية من أصول إندونيسية تصغره بـ30 عاماً، وكانت أصغر بعامين من ابنته الأولى لوسي البالغة من العمر 29 عاماً. وقد أنجبت غاياتري لجورج طفلة عام 2017 (وهو في الـ62 من العمر) أطلقا عليها اسم أورلا دهيان.
وكان غالاوي قد تعرض في 2014، لجروح بليغة وكسر في فكه بعد اعتداء جسدي عليه في أحد شوارع لندن، من قبل نيل مستسرسون، الذي كان يرتدي قميصا يحمل اسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويصف غالاوي بـ”النازي وهتلر”. واتضح لاحقا أن المعتدي اعتنق الديانة اليهودية، وقد حكم عليه بالسجن 16 شهرا.
واتهم غالاوي، الذي قضى فترة في المستشفى، حينها البرلمان البريطاني بعدم التضامن معه. واتهمت كثير من وسائل الإعلام البريطانية بعدم إعطاء “الهجوم الجبان” على عضو في البرلمان حقه من التغطية بسبب مواقفه، وانحيازها للكيان الصهيوني.
وكان غالاوي حينها عضوا في البرلمان عن حزب “ريسبكت” (الاحترام) ممثلا لدائرة “غرب برادفورد” (مدينة تقع في شمال إنكلترا)، وقد تم انتخابه للبرلمان أيضا بدعم من الجالية المسلمة الكبيرة هناك.
قال ناخبون مسلمون إنهم يرفضون بعض مواقف غالاوي مثل دعم نظام الأسد، لكنهم صوتوا عليه احتجاجا على حزب العمال خاصة، وموقفه من حرب غزة
وكان حزب العمال البريطاني فصل غالاوي من عضويته عام 2003 بعد انتقاده قرار زعيمه، وقتها، رئيس الوزراء الأسبق طوني بلير إشراك المملكة المتحدة مع الولايات المتحدة في غزو العراق عام 2003. وشارك غالاوي لاحقاً بتأسيس حزب “الاحترام”، وعلى خلفية معارضته لغزو العراق، تمكن من الفوز بمقعد في البرلمان البريطاني عن دائرة بثنال غرين وباو شرق لندن عام 2005، التي تضم جالية مسلمة كبيرة (من أصول بنغالية)، لكنه فشل في الفوز بمقعد برلماني في الانتخابات العامة التي جرت عام 2010.
ولكن غالاوي عُرف كذلك بأنه شخصية مثيرة للجدل بسبب ما وصف بـ”تقلب مواقفه” واتهامه بـ”الانتهازية السياسية”، و”حب الظهور الإعلامي”، الذي قاده إلى مشاركة اعتبرت مسيئة جدا في برنامج “بيغ براذر” على قناة بريطانية. وقد عرف غالاوي بدعمه للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بكل ما أثار له ذلك من اتهامات.
ثم تحول غالاوي لدعم إيران بعد الغزو الأمريكي- البريطاني للعراق في 2003 والإطاحة بصدام حسين ونظامه. وقدم غالاوي برامج في قنوات ممولة من قبل إيران مثل “برس تي في” بالإنكليزية. كما عرف بدعمه ودفاعه عن نظام بشار الأسد، واتُهم بـ”تبرير مجازره” بينها حصار مخيم اليرموك الفلسطيني في سوريا، والتقتيل والتجويع الرهيب الذي تعرض له العالقون فيه. كما اتُهم أيضا بـ”إنكار ما يتعرض له المسلمون في الصين، والتبرير لبكين”.
George Galloway may exploit Gaza for his Youtube moments but when Bashar al Assad besieged, starved, and slaughtered Palestinians for 5 years in the Yarmouk refugee camp, he was justifying it using language similar to Eylon Levy’s. He is no friend of Palestinians or Muslims. pic.twitter.com/NmxRd0vIKc
— Idrees Ahmad | idreesahmad.bsky.social (@im_PULSE) March 1, 2024
وقال ناخبون مسلمون في “روتشديل” إنهم “يعرفون مواقف غالاوي هذه ويرفضونها ويدينونها، ولكنهم يصوتون عليه كرسالة احتجاج ضد حزب العمال بشكل خاص، وموقفه من المذبحة الرهيبة التي تتعرض لها غزة.
وأثير نقاش في أوساط الجالية المسلمة في بريطانيا حول عدم تنظيم نفسها ليكون لها ثقل انتخابي مؤثر، مثلما ظهر في هذا الاقتراع وانتخابات أخرى، وإبراز وجوه ممثلة عنها، تعبر عنها وعن مواقفها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
In Rochdale – where almost 20% of residents are Asian and Muslim – Gaza and Labour’s reluctance to call for a permanent ceasefire will likely sway tomorrow’s by-election sparked in January after Labour MP, Tony Lloyd, died. I spoke to local British Muslim voters about their… https://t.co/5V6zmt0Qo3
— Aina J. Khan (@ainajkhan) February 28, 2024
وقد أثار فوز غالاوي تفاعلا سياسيا إعلاميا. وقد ألقى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك خطابا ألقاه مساء اليوم الجمعة، للتحذير ممن أسماهم ” المتطرفين الذين يستهدفون ديمقراطيتنا”. وتحدث عن “بريطانيا التي تجمع مختلف الأعراق والأديان بينهم المسلمين واليهود”، و قدم نفسه كنموذج لبريطانيا غير العنصرية باعتباره من أصل هندي هندوسي وقد أصبح رئيسا للوزراء.
سوناك وصف فوز غالاوي بـ”مقلق للغاية”.. وقد رد عليه الأخير بأنه انتخب ديمقراطيا ووصفه بـ”سوناك الصغير” الذي حل حزبه ثالثا
وحذر سوناك من على منبر خارج 10 داونينغ ستريت، المقر الرسمي لرئيس الوزراء ومكتبه، من الوضع الحالي في بريطانيا، ومن المظاهرات التي تشهدها بريطانيا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.، احتجاجا على الحرب الإسرائيلية المدمرة والمتواصلة على غزة. وتحدث عن “خطر الإسلامييين” المزعوم.
وقال سوناك إن فوز جورج غالاوي في الانتخابات الفرعية في روتشديل كان “مقلقا للغاية”.
وقد رد عليه قال غالاوي في حوار مع قناة “سكاي نيوز” البريطانية إنه “انتُخب ديمقراطيا، وأن سوناك وحزبه حلوا في المرتبة الثالثة في التصويت”. ووصفه بـ”سوناك الصغير وأنه يحتقره”. وخاطب غالاوي المذيع الذي حاوره:” أنت تكلمني وكأن سوناك إله..من هو سوناك.. لا تكلمني عن سوناك كأنه هو النبي موسى الذي نزل من الجبل بألواح الوصايا”!
A section of the interview on Sky News with George Galloway responding to criticism leveled at him by British Prime Minister, Rishi Sunak.
The whole interview was hilarious. Enjoy this segment.
😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂 pic.twitter.com/qNV2KekWrw— 🇮🇪Ireland4Palestine🇵🇸 (@HensonJames11) March 1, 2024