بدعوة من المغرب.. القيادات الدينية تعقد اجتماعاً حول مواجهة فيروس كورونا

عبد الحميد صيام
حجم الخط
1

نيويورك (الأمم المتحدة)- “القدس العربي”:

بتنظيم من البعثة المغربية لدى الأمم المتحدة، شاركت قيادات دينية من المسلمين والمسيحيين واليهود، في اجتماع أممي عن  طريق الدائرة التلفزيونية المغلقة بشأن مواجهة فيروس كورونا.

  وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في بداية الاجتماع مؤكداً  على الدور المهم الذي يمكن أن يضطلع به الزعماء الدينيون للحد من الأضرار الناجمة عن كوفيد-19.

غوتيريش:  يجب دحض المعلومات غير الدقيقة والضارّة و رفض كراهية الأجانب والعنصرية وجميع أشكال التعصّب و تعزيز التضامن كأساس لاستجابتنا، و الإدانة القاطعة للعنف المتزايد ضد النساء والفتيات

وقال غوتيريش مخاطبا الزعماء الدينيين: “تقع على عاتقنا مسؤولية تعزيز التضامن كأساس لاستجابتنا، تضامن يقوم على حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية للجميع، ويسلط الضوء على الدور الحاسم للزعماء الدينيين في مجتمعاتكم وخارجها”.
وأشار الأمين العام في الاجتماع إلى أزمات سبقت كوفيد-19 في مجال الصحة العامة من بينها فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) وإيبولا، لافتا الانتباه إلى أن القيادة الروحية لطالما كان لها فائدة إيجابية من حيث القيم الاجتماعية والتصرفات والأفعال.
وأضاف السيّد غوتيريش مع هذا التأثير تأتي مسؤولية العمل معا، ووضع الخلافات جانبا، وترجمة قيمنا المشتركة إلى أفعال مشددا على أربع طرق محورية يمكن أن تساعد في عكس اتجاه الجائحة واستعادة التعافي، وهي دحض المعلومات غير الدقيقة والضارّة و رفض كراهية الأجانب والعنصرية وجميع أشكال التعصّب و تعزيز التضامن كأساس لاستجابتنا، تضامن يقوم على حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية للجميع و الإدانة القاطعة للعنف المتزايد ضد النساء والفتيات، ودعم المبادئ المشتركة للشراكة والمساواة والاحترام والرحمة.

من جانبه، سلّط تيجاني محمد باندي، رئيس الجمعية العامة، الضوء على الدور الفريد للإيمان قائلا إنه “يعطي الأمل لليائسين” وفي أوقات القلق يمكن أن يكون مصدر راحة ومرونة في المجتمع. وقال باندي إن هذا تهديد غير مسبوق موضحا أن للزعماء الدينيين والمنظمات الدينية دورا أكبر في إنقاذ الأرواح والتخفيف من انتشار المرض. وأضاف “إننا نتطلع إليهم لتبادل المعلومات الموثوقة والوقوف في وجه الشائعات والعنف والتحريض على الكراهية والدعوة إلى تلبية احتياجات الفئات الضعيفة”.

وفي ظل ارتفاع معدلات الفقر، وازدياد معاناة الأشخاص المهمشين وخروج الأطفال من المدارس والوفيات الناجمة عن الفيروس، أشار تيجاني محمد باندي إلى أنه لا يوجد “للأسف جدول زمني لانتهاء هذه الجائحة”. وقال: “هذا يعني أن أمامنا الكثير من العمل لنقوم به”، داعيا المنظمات الدينية والزعماء الدينيين “المسلحين بالشجاعة والرؤية” إلى استخدام سلطتهم الأخلاقية لمواصلة الدعوة إلى تمكين المرأة.

ميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، شدد على الحاجة إلى أخذ الفئات الضعيفة من السكان والمجتمعات المهمشة بعين الاعتبار مع تزايد الوصم وخطاب الكراهية. وأكد السيّد موراتينوس على أنه في الأزمات التي تغيّر الحياة عندما يكون الناس يائسين وقد اقتلِعوا من جذورهم، كان الإيمان في كثير من الأحيان مرساة لهم وهو المكان الذي يلجأون إليه للتعزية والأمل.
وأوضح ممثل تحالف الحضارات أن الجهات الفاعلة الدينية متجذرة بعمق في المجتمعات التي تخدمها وغالبا ما تكون أول الجهات المستجيبة. وقال إنه لمن المشجّع أن نرى كم من الزعماء الدينيين والمجتمعات الدينية تحركوا بسرعة ووضعوا أنفسهم في الخطوط الأمامية لتقديم خدمات قيّمة لمجتمعاتهم.

كما تحدث أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في المغرب نيابة عن الزعماء الإسلاميين، مؤكدا أهمية التعاضد والتضامن لدحر الفيروس والقضاء عليه. أما منظم الحدث، السفير المغربي للأمم المتحدة عمر هلال، فقال إن كوفيد-19 حلّ على العالم ضيفا ثقيلا وتسبب بغضب وعواقب كوكبية، وهو يتطلب أكثر من أي وقت مضى صياغة رسالة موحدة ومسؤولة.
وأكد السفير المغربي أن بلاده المغرب، تحت رعاية الملك محمد السادس، لطالما كانت داعما قويا للحوار بين الأديان والثقافات. ومن هذا المنطلق يأتي دعم المغرب التام لنداء الأمين العام غوتيريش، الذي صدر في نيسان/أبريل الماضي ودعا فيه الزعماء الدينيين لتوحيد مواقفهم. وقال “إن الزعماء الدينيين يمكن أن يقوموا بدور رئيسي في الحفاظ على الأخوّة الإنسانية وبناء مجتمعات أكثر شمولا وتماسكا وأمنا ومرونة ووحدة لاسيّما في الأوقات العصيبة

السفير المغربي لدى الأمم المتحدة عمر هلال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عائشة، المغرب:

    المغرب، بلدي، يحب دائما ان يظهر بمظهر المتسامح دينيا والمنفتح على العالم في حين أن وزاراته استقبلت كبار المكفرين من أمثال عمر عبد الكافي. الدول العربية والاسلامية التي تفضل النقل على العقل وجدت نفسها خارج السباق العالمي لايجاد لقاح يخلص العالم من هذا الوباء اللعين، ولم يتبق لها سوى الدعوات والصلوات. وضع لا نحسد عليه

إشترك في قائمتنا البريدية