ستراسبورغ – الأناضول – دعت المقررة الخاصة للشأن التركي في البرلمان الأوروبي “كاتي بيري” أرمينيا وتركيا ومواطني البلدين ومنظمات المجتمع المدني والمؤرخين من كلتا الدولتين لإعادة صياغة تاريخ مشترك لهما.
وقالت “بيري” تعليقًا على قرار البرلمان الأوروبي غير الملزم، الذي يحضُّ الدول الأوروبية على الاعتراف بـ”الإبادة الأرمنية” المزعومة: “نحن لم نقصد بالقرار الذي اتخذناه توجيه أي إهانة لتركيا وأنا أتفهم الموقف التركي جيدًا”.
وشددت المسؤولة الأوروبية على ضرورة التزام أرمينيا بالبروتوكول الذي وقعته مع تركيا بداية عام 2009 حول إعادة تطبيع العلاقات، وعليها أن تتراجع عن قرار انسحابها من البروتوكول الذي اتخذته عقب شهرين من التوقيع.
وكان البرلمان الأوروبي، أصدر في منتصف أبريل/نيسان الماضي، قرارًا غير ملزم بأغلبية أعضائه، يدعم مزاعم الأرمن المتعلقة بأحداث عام 1915، ويطالب تركيا بقبول تلك المزاعم، ووصفت الخارجية التركية قرار البرلمان الأوروبي بأنَّه “مثير للسخرية”.
وفي عام 1915 تعاون القوميون الأرمن، مع القوات الروسية بغية إنشاء دولة أرمنية مستقلة في منطقة الأناضول، وحاربوا ضد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى التي انطلقت عام 1914.
وعندما احتل الجيش الروسي، شرقي الأناضول، لقي دعمًا كبيرًا من المتطوعينالأرمن العثمانيين والروس، كما انشق بعض الأرمن الذين كانوا يخدمون في صفوف القوات العثمانية، وانضموا إلى الجيش الروسي.
وبينما كانت الوحدات العسكرية الأرمنية، تعطل طرق امدادات الجيش العثماني اللوجستية، وتعيق تقدمه، عمدت العصابات الأرمنية إلى ارتكاب مجازر ضد المدنيين في المناطق التي احتلوها، ومارست شتى أنواع الظلم بحق الأهالي.
وسعيًا منها لوضع حد لتلك التطورات، حاولت الحكومة العثمانية، إقناع ممثليالأرمن وقادة الرأي لديهم، إلا أنها لم تنجح في ذلك، ومع استمرار هجمات المتطرفين الأرمن، قررت الحكومة في 24 نيسان/ أبريل من عام 1915، إغلاق ما يعرف باللجان الثورية الأرمنية، واعتقال ونفي بعض الشخصياتالأرمنية البارزة. واتخذ الأرمن من ذلك التاريخ ذكرى لإحياء “الإبادةالأرمنية” المزعومة، في كل عام.
وفي ظل تواصل الاعتداءات الأرمنية رغم التدابير المتخذة، قررت السلطات العثمانية، في 27 مايو/ آيار، من عام 1915، تهجير الأرمن القاطنين في مناطق الحرب، والمتواطئين مع جيش الاحتلال الروسي، ونقلهم إلى مناطق أخرى داخل أراضي الدولة العثمانية.
ومع أن الحكومة العثمانية، خططت لتوفير الاحتياجات الانسانية للمهجّرين، إلا أن عددًا كبيرًا من الأرمن فقد حياته خلال رحلة التهجير بسبب ظروف الحرب، والقتال الداخلي، والمجموعات المحلية الساعية للانتقام، وقطاع الطرق، والجوع، والأوبئة.