برلماني ألماني سابق لـ«القدس العربي»: لا تغيير في أوضاع اللاجئين رغم النقاشات السياسية

وائل عصام
حجم الخط
0

أنطاكيا – «القدس العربي»: قلل البرلماني الألماني السابق الدكتور جمال قارصلي من احتمال أن تطرأ تغييرات على أوضاع اللاجئين في البلاد، وذلك على الرغم من توجه حزب “الاتحاد الديمقراطي المسيحي “أكبر أحزاب ألمانيا، إلى التماهي جزئياً مع مطالب حزب “البديل” اليميني المتطرف. وأضاف لـ”القدس العربي”، أن الدعوات التي أطلقها “الديمقراطي المسيحي بخصوص إجبار اللاجئين في ألمانيا على دخول سوق العمل، تأتي في إطار السباق على كسب ود القاعدة الشعبية الألمانية، ولا تعني وقف المساعدات الاجتماعية للاجئين.
وكانت وسائل إعلام ألمانية، قد كشفت عن دعوات لإجبار اللاجئين الذين يتلقون مساعدات البطالة على العمل، وذكر موقع “فوكس أونلاين” الألماني أن حزب “الاتحاد الديمقراطي المسيحي” دعا لإجبار اللاجئين على دخول سوق العمل، مشيراً إلى أن نحو 587 ألف لاجئ، من سوريا وأفغانستان والعراق وغيرها من الدول، يتلقون مساعدات البطالة.
وتابع الموقع بأن التكاليف الشهرية التي تُدفع من قبل الحكومة لهذه الفئة من اللاجئين تصل لنحو 436 مليون يورو، بمتوسط 743 يورو للفرد، وهذا يشمل المدفوعات النقدية وتكاليف السكن. ولفت إلى أن 321 ألف سوري يتلقون معونات البطالة، إضافة إلى 112 ألف أفغاني و77 ألفاً و500 إيراني، و25 ألفاً و900 لاجئ من دول أخرى هي إريتريا ونيجيريا وباكستان والصومال.
وتابع بأن الإحصائيات المذكورة تعود للاجئين “مؤهلين للتوظيف”، يمكنهم العمل 3 ساعات في اليوم على الأقل، ونقل الموقع عن المتحدثة باسم وكالة التوظيف الفيدرالية في نورمبرج، كريستيان لودفيج، قولها إن هؤلاء اللاجئين يمكنهم “تولي وظائف على الفور”.
وحسب الموقع فإنه: “لم يعد السياسيون البارزون في الاتحاد الديمقراطي المسيحي يعتبرون أنه من المقبول أن يحصل مئات الآلاف من المهاجرين القادرين على العمل على مزايا المواطنين دون أن يخضعوا للمساءلة من قبل الدولة”. المتحدث باسم السياسة الداخلية للمجموعة البرلمانية في الاتحاد الديمقراطي، ألكسندر ثروم، أشاد بما فعلته بلاده قائلاً: “استقبلت ألمانيا أكثر من مليون طالب لجوء وحمتهم، يمكننا أن نفخر بهذا الإنجاز”، مستدركاً: “علينا إدخال هؤلاء الأشخاص إلى سوق العمل بسرعة، لأن العمل هو مفتاح التكامل”.
وتقدم الحكومة الألمانية المساعدات للاجئين على أراضيها، إلى حين انخراطهم في سوق العمل، لكن الخسائر التي مُني بها الاقتصاد الألماني نتيجة غزو أوكرانيا وتنامي شعبية “اليمين المتطرف”، ارتفعت الأصوات في البلاد الداعية إلى تعديل السياسة التي تنتهجها البلاد مع اللاجئين. لكن قارصلي، شدد على استمرارية الضمان الاجتماعي الذي يقوم بتأمين الحد الأدنى من المتطلبات للألمان وحتى للاجئين، ويؤكد أن “السوق الألمانية تحتاج إلى 400 ألف يد عاملة “فنية”، ما يعني أن الحكومة الألمانية تتعامل مع اللاجئين على أراضيها على أنهم حاجة”. ويتابع بقوله: “لا أرى أي تغيير مقبل على أوضاع اللاجئين في ألمانيا، وهذه الدعوات هي ضمن النقاش السياسي الداخلي، وتداولها ليس بالأمر الجديد”، على حد تأكيده. وتقول أرقام مكتب الإحصاء الاتحادي في ألمانيا التي نشرها في أيار/مايو الماضي، إن أعداد السوريين الحاصلين على الجنسية الألمانية زاد أكثر من الضعف ونصف الضعف خلال 2022 مقارنة مع 2021، وتصدروا قائمة الأجانب المجنسين.
وحل السوريون في المرتبة الأولى بعدد التجنيس بنسبة 29 في المئة من إجمالي المجنسين في عام 2022، إذ حصل 48 ألفاً و300 سوري على الجنسية، أي أكثر من ضعف العدد في عام 2021 والذي وصل وقتها إلى 19 ألفاً، وسبعة أضعاف ما كان عليه في عام 2020 الذي لم يتجاوز العدد 6700 شخص فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية