ما حصل من تكبد أحزاب الائتلاف الحاكم، الذي يقوده المستشار أولاف شولتس، خسائر في صناديق الاقتراع هو العقاب الذي خطه الصوت العربي بحسب برلماني ألماني سابق
برلين- “القدس العربي”: أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الأوروبية في ألمانيا تكبد أحزاب الائتلاف الحاكم، الذي يقوده المستشار أولاف شولتس، خسائر في صناديق الاقتراع، حيث جاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي الاشتراكي وحزب الخضر خلف حزب البديل من أجل ألمانيا، وحصل التحالف المسيحي (المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) على 30% من الأصوات.
وعلى ضوء هذه النتائج، أكد برلماني سابق عن حزب الخضر ورئيس الجالية الفلسطينية في دورتموند، برفسور هشام حماد، لـ”القدس العربي” أن ما حصل هو العقاب الذي خطه الصوت العربي والفلسطيني والمسلم بالإضافة للداعمين الألمان للقضية الفلسطينية بسبب الموقف من الحرب في غزة والقضية الفلسطينية على العموم.
وبحسب حماد، فإن “موقف وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك المخزي من القضية الفلسطينية وحرب غزة خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب، بالإضافة إلى استمرار الحكومة الألمانية بدعم إسرائيل بالأسلحة والمعدات، رغم جميع المناشدات الدولية بوقفها، أدى إلى تراجع الدعم التقليدي للداعمين لهذه الأحزاب وتوجههم صوب أحزاب أخرى مثل حزب “تحالف سارا فاغنكنشت والذي حصل ” على نسبة 6.2%”. وقال البرلماني السابق حماد إن الحزب كان من بين الأحزاب التي دعا الفلسطينيون جميع الداعمين للتصويت له بالإضافة لأحزاب أخرى وضح موقفها من القضية الفلسطينية.
وفاجأ حصول حزب سارة فاغنكشت على جميع هذه الأصوات الجميع حتى إدارة الحزب نفسه. وهو ما يظهر أن قطار التغيير في ألمانيا قد بدأ وهو ما سينتبه له الساسة الألمان خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية الألمانية.بحسب حماد.
وحقق حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للمهاجرين والمتشكك في الاتحاد الأوروبي مكاسب كبيرة أيضا، إذ حصل على 15.9% من الأصوات، ارتفاعا من 11% في انتخابات البرلمان الأوروبي عام 2019.
وجاء في المرتبة الثالثة الحزب الاشتراكي الديمقراطي المنتمي إليه شولتس بحصوله على 13.9%، ليسجل أسوأ أداء في انتخابات ديمقراطية على مستوى ألمانيا منذ أكثر من قرن لتيار يسار الوسط، والذي كان تاريخيا أحد الأحزاب المهيمنة في السياسة الألمانية.
وحل في المرتبة الرابعة حزب الخضر بحصوله على 11.9% متراجعا من 20.5% التي سجلها في انتخابات البرلمان الأوروبي عام 2019. في المقابل حصل الحزب الديمقراطي الحر – الشريك الثالث الأصغر في الائتلاف الحاكم، على 5.2%.
واستبعد المستشار الألماني أولاف شولتس إجراء انتخابات برلمانية مبكرة كما فعلت فرنسا، بعد الانتكاسة المريرة التي تعرضت لها حكومته في الانتخابات الأوروبية، وفق ما أعلن المتحدث باسمه الإثنين.
وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفن هيبشترايت إن خيار إجراء انتخابات مبكرة الذي طالب به اليمين المتطرف والزعماء المحافظون، لم يتم تناوله “في أي وقت ولا لثانية واحدة”، رغم النتيجة “غير المرضية” التي حققتها الأحزاب الثلاثة في الائتلاف الحكومي والمكون من الديمقراطيين الاجتماعيين والخضر والليبراليين.
وأضاف المتحدث “تم تحديد موعد الانتخابات الدورية في خريف 2025. وهذا ما نعتزم القيام به”، مشيراً إلى الاختلافات الكبيرة بين النظام الفرنسي الذي يلعب فيه الرئيس دوراً قيادياً، والنظام الألماني الذي يضع السلطة التنفيذية بين أيدي المستشار وحكومته.