دمشق – «القدس العربي»: أسقطت قوات التحالف الدولي في قاعدة “التنف” العسكرية جنوبي سوريا على الحدود العراقية الأردنية، الإثنين، مسيرتين قبل وصولهما للقاعدة. وأفاد مصدر من التحالف الدولي في قاعدة “التنف” في مخيم الركبان، في تصريحات صحافية، أمس الإثنين، بإسقاط طائرتين مسيرتين مجهولتي المصدر قادمتين من الأجواء العراقية، قبل أن تصلا لهدفهما في القاعدة الأمريكية.
مصدر مسؤول في “جيش سوريا الحرة” أكد إحباط هجوم شنّته طائرات مسيرة على قاعدة التنف العسكرية التابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في سوريا.
وقال المتحدث باسم “جيش سوريا الحرة” في تصريحات صحافية، إن “طائرتين مسيرتين استهدفتا الإثنين القاعدة العسكرية في التنف” الواقعة ضمن منطقة الـ 55 كيلومتراً، عند الحدود السورية – العراقية – الأردنية.
وأضاف أن القوات الأرضية التابعة للتحالف “أسقطت مسيرة قبل وصولها لهدفها ومسيرة أخرى سقطت بمنطقة قريبة من مخيم الركبان قبل وصولها إلى هدفها، مشيراً إلى أن كل المسيرات “تهدد حياة المدنيين”.
والجمعة الفائت، قالت وكالة “أسوشيتيد برس” الأمريكية، في تقرير، إن مسلحين شنوا ما لا يقل عن أربع هجمات بطائرات بدون طيار على منشآت عسكرية أميركية في سوريا والعراق.
وكانت القاعدة العسكرية التي قد تعرضت في الـ 19 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، لهجوم بـ 3 طائرات مسيرة تابعة للميليشيات الإيرانية. وتمكنت قوات التحالف الدولي من إسقاط اثنتين من المسيرات بينما استهدفت الثالثة القاعدة، وتسببت في إصابة اثنتين من قوات التحالف بأضرار مادية.
وتبنّت ميليشيا عراقية مسلحة، تطلق على نفسها اسم “المقاومة الإسلامية في العراق”، استهداف القاعدة العسكرية. وفي العراق تعرضت قاعدة عين الأسد الجوية بالأنبار لقصف صاروخي.
وقال مصدران بالجيش الأمريكي لوكالة “رويترز” إن صواريخ كاتيوشا استهدفت قاعدة عين الأسد الجوية التابعة للتحالف الدولي في محافظة الأنبار غربي العراق، وأن انفجاراً سمع داخل القاعدة.
وحول تكثف الهجمات ضد القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، قال البرلماني العراقي السابق والخبير في العلاقات الدولية عمر عبد الستار لـ “القدس العربي” إن أسباب هذه الهجمات تضاف لأسباب أخرى تتعلق بتأجيل الهجوم البري لجيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة. وقال: “الهجمات المكثفة التي تشنها إيران على القواعد الأمريكية تصب في إطار منع الهجوم البري على غزة، وعلى هذا الأساس تعمل إيران على إشعال النار في كل الجبهات”. ومن ضمن الأسباب وفق البرلماني العراقي “نزوح المدنيين عن شمال غزة والاستعداد العسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي للتوغل البري، وموضوع إطلاق سراح الراهن لدى حماس، والتعامل مع الجانب الإنساني داخل غزة والتحضير لشيء يمكن أن يؤدي إليه حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي”.ولذلك “حشدت الولايات المتحدة الأمريكية حاملات طائرات ومنظومات وصواريخ وهددت، ويقابل هذا التصعيد الإيراني الذي يقابله تصعيد أمريكي احتمال استهداف خلفاء سليماني في المنطقة وربما يتم استهداف إيران نفسها”.
وبطبيعة الحال، فإن هذه الهجمات هدفها “بالأساس تأخير الغزو البري على غزة أو منعه، وهذا هو الترتيب عند إيران التي حركت الحوثي وحزب الله والحشد بالعراق وميليشياتها في سوريا كجزء من معركة 7 أكتوبر”.
وفي 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، تعرضت قاعدة التحالف الدولي في منطقة التنف، إلى هجوم بطيران مسير مجهول المصدر يرجح أنه تابع للميليشيات الإيرانية.
وقال الجيش الأمريكي في بيان وقتئذ، إن ثلاث طائرات مسيرة استهدفت قاعدة أميركية في منطقة التنف، لكن لم تقع إصابات بين الجنود الأميركيين.
وأوضحت القيادة المركزية الأمريكية، أن طائرتين مسيرتين أُسقطتا بينما أصابت المسيرة الثالثة المجمع، ما أدى إلى جرح اثنين من قوات “الجيش السوري الحر”، وهذا الاستهداف هو الأول من نوعه خلال العام الحالي، وكذلك هو الأول من أكثر من 5 أشهر.