الرباط ـ «القدس العربي»: أكد النائب البرلماني المغربي عن “اتحاد اليسار الديمقراطي”، عمر بلافريج، الانسحاب من العمل السياسي وعدم خوض غمار الانتخابات البرلمانية المزمع تنظيمها بعد شهور قليلة، معتبراً أن القرار نهائي ولا رجعة فيه، وأنه ليس خيانة.
وأوضح السياسي المغربي، أن أحد الأسباب المُهمة الواقفة وراء قراره، إيمانُه أن المهام البرلمانية ليست حرفة ولا مهنة، “بل هي ثقة منحني إياها المغاربة، أشكرهم عليها، حيث كانت تجربة رائعة”، موضحاً أن القرار “يأتي التِزاماً لمبادئي السياسية والأخلاقية على اعتبار انتمائي لمدرسة عبد الرحيم بوعبيد”.
وتابع البرلماني بالقول خلال شريط فيديو منشور على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “أرجو أنني كنت في المستوى، وحاولت أن أكون مُفيداً لبلادي، فأنا لا أقوم بالمعارضة من أجل المعارضة، ولا أومن بالمعارضة الهدَّامة، بل أعتبر نفسي إصلاحياً”.
وعن الاتهامات الموجهة إليه بالعدمية، أوضح المتحدث أن من يوجهون إليه سهام الاتهامات هم العدميون، لافتاً إلى أن عدداً من المبادرات الإيجابية يقوم بتشجعها ودعمها.
ويرى المتحدث أن المغرب زاخر بطاقات شابة رائعة، من شأنها أن تلعب أدواراً مهمة مستقبلاً، وتابع: “أما بخصوصي، فليست هي المرة الأولى التي أقرر فيها العودة خطوة إلى الوراء في حياتي السياسية التي أمارسها منذ 20 سنة”.
وسبق لبلافريج أن عبَّر عن موقفه الثابت في حوار سابق أجراه مع أسبوعية “الأيام”، وفسَّر ذلك مجدداً خلال تصريحات صحافية تحدث فيها عن أسباب استقالته التي قال عنها إنها لا ترتبط بخلافات مع أشخاص معينين، كنبيلة منيب، الأمينة العام لحزب الاشتراكي الموحد، مشيراً في هذا الصدد: “أختلف مع نبيلة منيب، كما أختلف مع سعد الدين العثماني أو عبد الإله بنكيران”.
وحول إن كانت استقالته بسبب خلافات مع الأمينة العامة لحزب الاتحاد الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، رفض البرلماني التعليق على الموضوع والخوض في حيثياته من جديد، فيما رأت منيب أن القرار لا يخُصها لتُعلق عليه، وفق ما أكدته لـ “القدس العربي”.
وأكد بلافريج ضمن الفيديو نفسه، أنه مستمر في ولايته كنائب برلماني، واعداً بالاشتغال بجدِّية قدر الإمكان إلى نهايتها، وسيعمل على ما تتطلبه الأمور خلال هذه الولاية، من إبداء نقاشات وتصريحات وموقفه من قضايا متعددة متعلقة بالشق البرلماني وضمن اختصاصاته.
قرار النائب البرلماني أثار إعجاب عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، ممن تناقلوا رسالة موجهة لمن أسموهم “المُعمِّرين في المناصب والكراسي وشيوخ المجالس التشريعية والجهوية والجماعية النقابية والغرف”. تقول التدوينة: “من المؤسف أن ينهي عمر بلافريج مساره السياسي ورفضه الترشح للانتخابات، لا بد لي أن أعترف وأعتذر عن سوء تقديري لهذا السياسي الشعلة في زمن برلمان يسوده الظلام والانتهازية”.
وتابعت الرسالة التي انتشرت على عدد من الصفحات الفيسبوكية: “في طيَّات إنهاء بلافريج لمستقبله السياسي رسالة جميلة لم نتعود عليها ولم نستأنس بسماعها من أفواه السياسيين، رسالة مفادها أنا أعتزل المقعد البرلماني، لأنه ليس مهنة وليس وظيفة وإنما هي مهمة مؤقتة”.
وتابعت التدوينة: “بلافريج بقراره أثبت أن السياسي ينبغي أن يعيش من أجل السياسة لا أن يعيش بالسياسة، فالمعتاد في بيئتنا السياسية أن السياسي ينهي مساره بشكل بشع وكاريكاتوري، ولا يترك الكرسي حتى ينتهي أجله بتدخل رباني… وليس بفعل إرادته الذاتية واختياراته الشخصية، لكن بلافريج كان درساً في أدائه السياسي وكان درساً في إنهاء مساره.”