برلمان كتالونيا يصوت على تقرير المصير ومئات المثقفين منهم تشومسكي ينادون بحل سياسي للنزاع

حسين مجدوبي
حجم الخط
0

مدريد-القدس العربي”:
عاد البرلمان الكتالوني الى التصويت على حق تقرير المصير في هذا الإقليم الواقع شمال شرق إسبانيا والدفاع عن الحق في إقامة الجمهورية، بينما وقع مئات من المثقفين المعروفين ومن ضمنهم الأمريكي ناهوم تشومسكي بيانا تاريخيا يطالبون فيه بحل سياسي لهذا النزاع بعيدا عن المحاكم والعنف.
وتمر إسبانيا من فترة سياسية حساسة للغاية بسبب غياب الاستقرار السياسي نتيجة تكرار الانتخابات التشريعية أربع مرات في أربع سنوات، وهو ما يفتح الباب أمام تحديات كبرى خاصة تلك القادمة من كتالونيا. وكان القضاء الإسباني قد حكم الشهر الماضي على زعماء الحركة القومية بالسجن نتيجة تنظيم استفتاء تقرير المصير في فاتح أكتوبر من سنة 2017، وهو ما يؤدي الى اضطرابات ومواجهات تستمر بين الحين والآخر.
وخلال الثلاثاء من الأسبوع الجاري وبعد يومين فقط من إجراء الانتخابات التشريعية الأحد الماضي، أقدم البرلمان الكتالوني وبدعم من حكومة الحكم الذاتي على المصدقة على مشروع ينص على إرادة برلمان كتالونيا بممارسة الحق في تقرير المصير واحترام إرادة الشعب الكتالاني”. واستبق البرلمان بقراره هذا حكما من المحكمة الدستورية يرمي الى تقييد البرلمان الكتالاني لكي لا يصدر مثل هذه القرارات.
وكان الاعتقاد السائد هو أن اعتقال عدد من زعماء الحركة القومية سيؤدي الى تراجع المطالب وسيخدم الاحتجاج، لكن الذي حدث هو ارتفاع حدة المطالب، حيث فازت الأصوات المنادية بالاستقلال عن إسبانيا مثل الحزب القومي الكتالوني في الانتخابات التشريعية يوم الأحد الماضي بفارق كبير عن الأحزاب التي تنادي بالوحدة مثل الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي، كما تعيش مدن كتالونيا ومنها برشلونة عل إيقاع احتجاجات يومية.
ونظرا للاحتقان السياسي، أقدم أكثر من 200 من مثقفين على المستوى العالمي بتوقيع بيان يطالب بحل سياسي لهذا النزاع بعيدا عن آليات القضاء، حيث يرفضون عنف بعض نشطاء الحركات القومية من جهة، ويرفضون من جهة أخرى الأحكام التي صدرت عن القضاء الإسباني ضد زعماء الحركة القومية. ويعتقد الموقعون على البيان أن الحل يمر عبر الحوار السياسي والتفاهم بين الطرفين.
ومن ضمن الموقعين على البيان المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي وعالم الاجتماع أنتونيو جيدن والصحافي الإسباني الشهير إنياكي غابيلوندو والفيلسوف الفرنسي فيلبي بوتي ضمن آخرين، حيث فاقت اللائحة 200 مثقف.

وعادة ما ترفض الحكومات المتعاقبة على الحكم المركزي في مدريد مثل هذه المبادرات لأنه يعني أساسا تدويل القضية وهو تحاول تجنبه لكي يبقى النزاع وطنيا وداخليا، لكن الحركات القومية تنجحت نسبيا في إعطاءه صبغة دولية خلال السنوات الأخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية