لندن- “القدس العربي”:
نشر موقع “برو بابليكا”الأمريكي تقريرا عن مداهمة السلطات الفيدرالية مكتبا يعود لإليوت برويدي، الذي كان مسؤولا عن جمع التبرعات للحزب الجمهوري والمقرب من الرئيس دونالد ترامب في قضايا تتعلق بغسيل أموال والتآمر ومخالفة القانون.
وجاء في تقرير الموقع الذي أعده كل من روبرت فاتريتشي وجاستن إليوت، إنه اطلع على مذكرة مداهمة تظهر أن العملاء الفيدراليين فتشوا المكتب بحثا عن وثائق تتعلق بالصين والسعودية ورجل أعمال من ميامي بيتش. وجاء في التقرير أن عملية المداهمة حصلت في الصيف الماضي بحثا عن وثائق تتعلق بتعاملاته مع المسؤولين الأجانب والمقربين من ترامب حسب مذكرة تفتيش مختومة اطلع عليها الموقع.
وطلب من العملاء الفيدراليين استخدام وجه ويدي هذا المتبرع الكبير من أجل فتح أي جهاز هاتف يحتاج إليه بصمات أو صورة وجه.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قد نشرت في آب/ أغسطس، تقريرا قالت فيه إن وزارة العدل تقوم بالتحقيق في نشاطات برويدي، إلا أن مذكرة التفتيش المختومة تقدم تفاصيل جديدة عن التحقيقات التي تقوم بها السلطات الفدرالية في المزاعم التي تقول إن برويدي حاول التربح ماليا في علاقاته مع المسؤولين الأجانب مستخدما صلاته مع بيت ترامب الأبيض.
وتكشف المذكرة أن الحكومة تعاملت بشدة مع حليف ترامب أكثر مما كشف عنه في السابق وأنها دخلت مكتبه وصادرت سجلات، تماما كما فعلت مع محاميه الخاص مايكل كوهين. وعمل برويدي كجامع تبرعات لحملة ترامب الإنتخابية ونائبا للمدير المالي في اللجنة الوطنية للجمهوريين حتى استقالته في نيسان (إبريل) 2018 عندما كشف عن اتفاقه مع عارضة في مجلة بلاي بوي مقابل سكوتها على علاقة عاطفية أقامها معها.
وتشتمل مذكرة التفتيش على ثلاث جرائم محتملة وهي التآمر وتبييض الأموال وخرق قوانين اللوبي التي تمنع القيام بمهام سرية نيابة عن مسؤولين أجانب. ومن أجل الحصول على إذن التفتيش كان على السلطات الفدرالية إقناع قاضٍ أن العملية ستؤدي إلى أدلة تتعلق بهذه الجرائم.
وهذه هي المرة الأولى التي تربط برويدي برجل الأعمال من ميامي بيتش. وتم إعداد المذكرة في تموز (يوليو) 2018 واستهدفت مكتب برويدي في لوس أنجليس. وكان تحقيق السلطات موسعا حيث خططت لمصادرة أي دليل له علاقة بقائمة من الأشخاص والدولة والشركات.
ومن بين الأسماء التي وردت في القائمة، ريك غيتس، أحد المسؤولين السابقين في حملة ترامب، وأدانته لجنة تحقيق روبرت مولر في التدخل الروسي. بالإضافة لكولفاكس لو أوفيس، وهي الشركة القانونية التي أنشأتها روبن روزينزويغ، زوجة برويدي وكذا عدد من الدول الأجنبية.
ولم يعلق مكتب التحقيقات الفدرالي ولا وزارة العدل على تقرير الموقع ولا المتحدث باسم برويدي أو محاميه.
وبرويدي هو مستثمر مقره لوس أنجليس، أقر في عام 2009 بتهم تتعلق بدوره في قضية فساد ورشوة كبيرة بولاية نيويورك، إلا أن نجمه صعد بعد دعمه لحملة دونالد ترامب.
ولعب دورا مهما في ملء المناصب الشاغرة. إلا أنه تورط مرة أخرى في قضايا مثيرة للجدل تتعلق باستخدام تأثيره ومحاولته الحصول على عقود مالية معتمدا على علاقته القريبة مع ترامب. وكذا قصته مع عارضة بلاي بوي.
واهتمت السلطات الفيدرالية بعلاقته بالممول الماليزي جو لو، الذي يقف وسط فضيحة دولية هي “1 أم دي بي”.
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2018 كشفت وزارة العدل عن قضية رشوة وتبييض أموال ضد لو. وفي قضية منفصلة في نفس الشهر اتهمت وزارة العدل برويدي بتلقي المال من لو، لكي يضغط على إدارة ترامب تخفيف العقوبات المفروضة على لو.
ولم يتم ذكر اسم برويدي في الدعوى مع أنه الشخص المقصود وأشير إليه “بالشخص رقم 1”. ولم توجه له تهم، ولا يعرف إلى أين وصل التحقيق.
ويقول الموقع إن براس ميشل، أحد عناصر فرقة هيب هوب اسمها “فيوجيز” والمقرب من لو، قام بتحويل الأموال والدفع لبرويدي في الولايات المتحدة. وقال محامي لميشيل، باري بولاك في رد على سؤال عن برويدي: “كانت أخبارا عن هذا التحقيق في برويدي ومنذ أشهر”.
ولم توجه تهم لميشيل بارتكاب أخطاء فيما يتعلق بعلاقته ببرويدي أو أي شخص آخر.
وحاولت السلطات الفدرالية البحث عن سجلات تتعلق بالإمارات العربية المتحدة والمستشار لها جورج نادر وكذا السعودية أو أي رحلة قام بها إلى الشرق الأوسط.
وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” العام الماضي عن محاولات برويدي العمل مع نادر للتأثير على البيت الأبيض في قرارات تنفع السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وتظهر الوثائق التي اطلعت عليها الصحيفة أن نادر أمّل برويدي بعقود قيمتها أكثر من مليار دولار لشركته الخاصة. كما وكشفت المراسلات بينهما كيف قام نادر بالثناء على “الطريقة الجيدة التي تعامل فيها مع المدير” أي ترامب.
ووافق نادر على التعاون مع المحقق الخاص مولر الذي يحقق في التدخل الروسي في انتخابات عام 2016. ورد محامي برويدي في السابق على أسئلة بالقول إن موكله “لم يوافق أبدا على العمل أو استخدم أو حصل على أموال من حكومة أجنبية على أي اتصال قام به مع الحكومة الأمريكية، وأي كلام غير هذا هو كذب”.
وبحسب مذكرة التفتيش فقد حاولت السلطات الفدرالية الحصول على أي سجلات لها علاقة بالصين ورجل الأعمال الصيني غوا وينغي، الذي هرب إلى نيويورك حيث اتهم الحكومة الصينية بالفساد. وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” فقد حاول برويدي استخدام علاقته مع البيت الأبيض لطرد وينغي كجزء من التقرب إلى الحكومة الصينية ومسؤولين أجانب والحصول على عمولة.
وشملت مذكرة التفتيش على اسم شركة لم تربط سابقا ببرويدي وهو جويل روسو و”إنليجنس ريسورسيز” وهو اسم الشركة المرتبطة بميامي بيتش وجويل روسو المقرب من ميشيل. مع أن المذكرة لا تذكر دور روسو ولا الشركة.
ويحفل حساب روسو بالصور له من ريو إلى إبيزا. وقال لموقع كرينز نيويورك عام 2017: “إن أردت النجاح فيجب أن تحيط نفسك بالناس الجميلين”. وظهر في صورة قرب بئر نفط في هاييتي إلى جانب فريق الحفر.
أما عنوان شركة “إنتلجنس ريسورسز” فهو بيت في ميامي بيتش.وقال الشخص الذي فتح الباب الأسبوع الماضي إنه استأجر البيت من خلال موقع “إير بي إن بي”.